ارتفعت أسعار النفط، الاثنين، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الرمادي في غرب العراق، ما يؤجج المخاوف من اضطرابات أعنف. إلا أنَّ المحللين يرون أن الأسواق ما زالت تعاني تخمة قد تتفاقم إذا زاد الإنتاج في الولايات المتحدة واستمر إنتاج الدول الأعضاء في "أوبك" مرتفعًا.
وأظهرت بيانات رسمية أن صادرات النفط السعودية ارتفعت في آذار مارس إلى أعلى مستوياتها في نحو 10 سنوات، في علامة على نمو غير متوقع للطلب العالمي مع رفع إنتاج المملكة إلى أعلى معدلاته على الإطلاق.
وبيَّنت أرقام قدمتها الرياض إلى مبادرة البيانات المشتركة، أن السعودية شحنت 7.898 مليون برميل من الخام يوميًا في آذار ارتفاعًا من 7.35 مليون برميل يوميًا في شباط/ فبراير، و7.474 مليون برميل يوميًا في كانون الثاني/ يناير.
وتشير مبادرة البيانات المشتركة، إلى أن صادرات آذار هي الأعلى منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 حين شحنت المملكة 7.962 مليون برميل يوميًا.
وأفاد وزير البترول السعودي علي النعيمي في وقت سابق، بأن المملكة أنتجت نحو 10.3 مليون برميل يوميًا من الخام في آذار، ما يبرز قوة الطلب العالمي التي ساهمت في رفع هوامش أرباح المصافي إلى أعلى مستوياتها في سنوات.
وأظهرت أرقام مبادرة البيانات المشتركة أن السعودية استهلكت 351 ألف برميل يوميًا في آذار، ارتفاعًا من 315 ألفًا يوميًا في شباط بينما عالجت شركات التكرير المحلية 1.909 مليون برميل يوميًا انخفاضًا من 2.084 مليون برميل يوميًا من الخام قبل شهر.
وارتفع سعر خام "برنت" لأقرب استحقاق 37 سنتًا إلى 67.18 دولار للبرميل، كما زاد الخام الأميركي 47 سنتًا إلى 60.17 دولار.
وخفض "غولدمان ساكس" توقعاته لأسعار النفط الخام في الأجل الطويل وأوصى المستثمرين ببيع الأسهم في شركتي نفط كبيرتين. وأشار إلى إن تحسن كفاءة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وارتفاع إنتاج "أوبك" سيتجاوزان الطلب في المستقبل. ورفع فريق الأسهم في المصرف توقعاته لمتوسط سعر "برنت" هذه السنة إلى 58 دولارًا للبرميل من 52 دولارًا ورفع توقعاته لعقود الخام الأميركي إلى 52 من 48 دولارًا. لكن المصرف توقع انخفاض "برنت" تدريجًا إلى 55 دولارًا للبرميل بحلول العام 2020.
وتوقعت مندوبة الكويت في "أوبك"، نوال الفزيع، توازن سوق النفط في النصف الثاني من العام الحالي وعدم انخفاض الأسعار في هذه الفترة، مضيفة: يُتوقع أن يكون هناك نوع من التوازن في السوق النفطية في النصف الثاني (...) ما يدعم الأسعار (...) نأمل أن تستقر الأسعار على ما هي عليه في النصف الثاني (...) لا أرى هناك انخفاضًا ما لم تحدث تطورات مفاجئة.
وأضافت أن "هناك عوامل أخرى غير المؤشرات الاقتصادية قد تؤثر في السوق (...) مثل المضاربين والأوضاع الجيوسياسية والملف النووي الإيراني".
وبشأن اجتماعات "أوبك" مع دول من خارج المنظمة، ذكرت الفزيع أنها لم تشارك فيها مشيرة إلى أنها اجتماعات فنية للخبراء وليس لاتخاذ قرارات أو سياسات.
وأوضح نائب وزير النفط الإيراني ركن الدين جوادي، أن إيران تأمل في عودة صادراتها من النفط إلى المستويات التي كانت عليها قبل العقوبات في غضون ثلاثة أشهر من التوصل لاتفاق مع القوى الكبرى.
وأمل، على هامش مؤتمر النفط والغاز في آسيا المنعقد في كوالالمبور "في العودة إلى مستويات التصدير التي كنا عليها قبل العقوبات (...) نعم 2.5 مليون برميل يوميًا تقريبًا".
وتابع: إيران تتوقع استعادة حصتها المفقودة في السوق الآسيوية، مضيفًا: هذا يتوقف على وضع السوق ومستوى السعر ولكننا سنعود إلى التجارة التقليدية التي كنا عليها من قبل.
واعتبر أن آسيا يمكن أن تأخذ أكثر من 50% من صادرات إيران. وسئل عما إذا كانت "أوبك" ستخفض الإنتاج خلال اجتماعها المقبل فأجاب: "لا أعتقد ذلك". وتوقع ارتفاع سعر النفط إلى نحو 80 دولارًا للبرميل بحلول نهاية العام 2016.
وأعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز، ارتفاع تدفقات الخام عبر خط أنابيب كردستان العراق إلى 650 ألف برميل يوميًا، مضيفًا أن بلاده تسعى إلى تجاوز المليون برميل يوميًا، مضيفًا: في آذار من العام الماضي وصل نحو 2300 برميل يوميًا من الخام إلى تركيا من شمال العراق والآن ارتفع مستوى التدفقات إلى 650 ألف برميل يوميًا. وتابع: هذا المستوي جزء مهم من إجمالي الصادرات اليومية البالغة 2.7 مليون برميل، هدفنا تجاوز المليون برميل.
وأفاد مصدر في قطاع النفط بأن شركة "بي بي" اتفقت مع وزارة النفط العراقية على خفض إنفاقها هذه السنة على تطوير حقل الرميلة النفطي إلى 2.5 بليون دولار من 3.5 بليون. ويُتوقع أن يظل إنتاج الحقل هذه السنة مستقرًا عند المستويات الحالية التي تبلغ نحو 1.4 مليون برميل يوميًا.
واستبعدت مجموعة الطاقة النمسوية "أو أم في" استئناف الإنتاج من ليبيا واليمن قبل فصل الشتاء بعدما تراجعت أرباح التشغيل الأساس بمقدار النصف بفعل تأثير أسعار النفط المنخفضة على نشاطات قطاع المنبع.
وأوضح رئيس التنقيب والإنتاج في المجموعة، ياب هويسكيس، خلال مؤتمر عبر الهاتف أنَّ الشركة لا تتوقع استئناف الإنتاج في ليبيا في العام الحالي، مضيفًا أن حالة القوة القاهرة المعلنة في اليمن ستستمر لمدة ستة أشهر على الأقل.
وتراجعت أرباح التشغيل الأساسية للمجموعة بمقدار النصف إلى 333 مليون يورو (380 مليون دولار) مع انخفاض أسعار النفط لكنها جاءت أفضل من توقعات السوق. وتتوقع الشركة أن يدور متوسط أسعار "برنت" بين 50 و60 دولارًا للبرميل هذه السنة.
وكشف نائب الرئيس التنفيذي لشركة "جيه اكس نيبون" للنفط والطاقة اليابانية، ميتشيو إيكيدا، عن أنها قد تتوسع في التوظيف في مكتبها في سنغافورة إذا ما نفذت خططها في فيتنام وإندونيسيا في إطار توسعها خارجيًا لتعويض تراجع الطلب في الداخل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر