نقوش قديمة على جدران أحد الكهوف في الصين تنبئ بالكوارث في المستقبل
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

توضح بعض مآسي الجفاف والصراعات والكوارث وأكل لحوم البشر

نقوش قديمة على جدران أحد الكهوف في الصين تنبئ بالكوارث في المستقبل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نقوش قديمة على جدران أحد الكهوف في الصين تنبئ بالكوارث في المستقبل

نقوشات على جدران كهف في الصين توضح المآسي مثل الجفاف و الصراعات
بكين - مازن الأسدي

اكتشف علماء الآثار، مجموعة من الكتابات الجدارية في أحد الكهوف في الصين، تكشف عن 500 عام من حكايات الجفاف والصراعات والكوارث وأكل لحوم البشر، وترسم  نبوءة للمستقبل محذرة من الماضي.

وتظهر الجداريات المنقوشة على جدران الكهف، سبعة حوادث من الجفاف بين عامي 1520 إلى 1920موثقة في الكتابات الحائطية والتي تتحدث عن مجاعات وعدم استقرار مجتمعي استمر إلى قرون طويلة، حيث تقول النقوش إنَّ مواطنين قدموا إلى الكهف للحصول على الماء وللصلاة من أجل هطول المطر في أوقات الجفاف.

ويوضح نقش يعود إلى العام 1891: "في يوم 24 من أيار/ مايو وفي السنة السابعة عشر لحكم الإمبراطور غوانغكسو، قاد عمدة يدعى هوازن غزو أكثر من 200 شخص إلى الكهف للحصول على الماء فيما صلى عراف يدعى زنروغ ران من أجل هطول المطر".

نقوش قديمة على جدران أحد الكهوف في الصين تنبئ بالكوارث في المستقبل

وتقع مغارة دايو في جبال تشينلينغ وسط الصين، في منطقة تهيمن عليها الرياح الموسمية الصيفية، حيث 70% من أمطار العام تهطل في غضون أشهر قليلة، فالأمطار الموسمية المتأخرة أو المبكرة أو الطويلة أو حتى القصيرة لها تأثير كبير على النظام البيئي المحلي.

وأدى الجفاف عام 1890 إلى مجاعة شديدة وآثار لعدم استقرار اجتماعي محلي، ما تسبب في نهاية المطاف بنشوب صراع شرس بين الحكومة والمدنيين في عام 1900، فيما تسبب جفاف آخر في 1528 أيضا بمجاعة على نطاق واسع، وقد سجلت حالات أكل للحوم البشر.

وصرَّح كبير الباحثين الدكتور يانغ تشنغ تان من الأكاديمية الصينية للعلوم في مدينة شيآن في مقاطعة شنشي، أنَّ هناك أمثلة على أشياء مثل الرفات البشرية والأدوات والفخار وجدت في الكهوف، لكنه أمر استثنائي العثور على شيء من هذا القبيل مؤرخة بالنقوش. وأشار إلى الأدلة الموجودة في التكوينات البنيوية للكهف، لافتا إلى أن "النقوش كانت وسيلة حاسمة بالنسبة لنا لتأكيد الصلة بين المناخ وسجل الجيوكيميائية في الكهف، والأثر الذي سببه الجفاف على المشهد".

وحلّل الباحثون نظائر مستقرة والعناصر الموجودة في الرواسب الكلس للكهف، فوجدوا أن تركيزات بعض العناصر كانت مرتبطة بقوة بفترات الجفاف، والتي يمكن بعد ذلك التحقق منها عبر الرجوع إلى التركيبة الكيميائية للكهف بالإضافة للنقوش على الجدران، فعند فحص الترسبات الكلسية ظهرت سلسلة من الطبقات التي تراكمت بفعل السنين تماما مثل حلقات الأشجار.
وباستخدام مطياف الكتلة، حلل الباحثون نسب النظائر المستقرة للأكسجين والكربون وكذلك تركيزات اليورانيوم والعناصر الأخرى والتغييرات المناخية، ومستويات الرطوبة والنباتات المحيطة المؤثرة على تركيز كل من هذه العناصر.

ووجد الباحثون أن نسب الأكسجين ونظائر الكربون أعلى على وجه الخصوص، مما يتفق مع انخفاض مستويات هطول الأمطار، والعكس بالعكس، ثم استخدم الباحثون نتائجهم لإنتاج التنبؤات الجوية بعيدة المدى للمنطقة، وقد ربط نموذجهم  مع الجفاف الذي وقع في 1990، متوقعين حصول جفاف آخر في نهاية 2030.
 
وقد توافق الجفاف أيضا مع دورة النينيو الجنوبي (ENSO)، فنظرا لاحتمال أن تغير المناخ الناجم عن البشر سيجعل أحداث النينيو أكثر حدة، قد تكون المنطقة معرضة لموجات الجفاف أكثر خطورة في المستقبل.

وبالإضافة إلى أثر الجفاف الواضح لحوادث الجفاف فقد ربطت بسقوط عدد من الحضارات، فعندما لا يكون لدى الناس ماء كافي تكون المشقة أمر لا مفر منه وينشأ صراع كما قال الدكتور سيباستيان من قسم العلوم الأرضية في كامبردج، واحد مؤلفي الصحيفة.

 وفي العقد الماضي، أظهرت سجلات وجدت في الكهوف والبحيرات احتمال وجود صلة بين تغير المناخ وزوال العديد من السلالات الصينية خلال السنوات 1800 الماضية، مثل سلالات تانغ يوان مينغ.

وبما أن جبال تشينلينغ هي منطقة التغذية الرئيسية لاثنين من مشاريع نقل المياه الكبيرة، وموطن للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك الباندا العملاق الشهير، فإنه لا بد من استكشاف كيف يمكن للمنطقة أن تتكيف مع انخفاض مستويات هطول الأمطار أو الجفاف.

وعلّق الدكتور بريتنباخ، بأنّ الأشياء في العالم اختلفت عن زمن كتابة هذه النقوش، إلا أنها لا تزال عرضة لهذه الأحداث،  وخصوصًا في العالم النامي.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقوش قديمة على جدران أحد الكهوف في الصين تنبئ بالكوارث في المستقبل نقوش قديمة على جدران أحد الكهوف في الصين تنبئ بالكوارث في المستقبل



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya