علماء يؤكدون إصابة مومياء الملك مرنبتاح بمرض القلب قبل 3500 عام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

في ظل الاعتقاد السائد بحداثة المرض بسبب أنماط الحياة المختلفة

علماء يؤكدون إصابة مومياء الملك "مرنبتاح" بمرض القلب قبل 3500 عام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - علماء يؤكدون إصابة مومياء الملك

مومياء الملك "مرنبتاح"
القاهرة - سعيد فرماوي

كشف مسح مومياء مصرية عمرها 3500 عام، عن إصابة صاحبها بأمراض القلب التي عادة ما توصف باعتبارها من الأمراض الحديثة بسبب أنماط الحياة المختلفة وتناول الأغذية عالية الدهون، وعُثر على الرأس والرئتين لرجل من القدماء المصريين عمل مشرفا على إسطبلات الخيل في مقبرة في مدينة الأقصر، وأظهر مسح هذه الأجزاء إصابة الرجل بأمراض القلب والأوعية الدموية التي يعاني منها عدد كبير من المرضى حديثا.

ويمكن القول أن هذا الاكتشاف يعد أقدم حالة من نوعها من مرض قصور القلب المزمن، وبنيت النتائج وفقا للعمل على المومياوات المصرية الأخرى التي  كشفت عن انتشار أمراض القلب والأعراض المصاحبة لها في المجتمع القديم، حيث ذُكرت أمراض القلب والترسبات الدهنية في الشرايين عام 2008 في مومياء الملك مرنبتاح الذي حكم حوالي 3200 عام، كما أظهرت عمليات الفحص اللاحقة للمومياوات المصرية في المتحف المصري للآثار علامات واضحة من تراكم الدهون فيما يعرف باسم " تصلب الشرايين"، وعلى الرغم من قوة وغنى القدماء المصريين إلا أن نمط حياتهم على ما يبدو كان سببا لمشاكلهم الصحية.

وتمثل هذه النتائج تحديا كبيرا للعديد من المعتقدات حول أمراض القلب، حيث ثبت أنها ليست من الأمراض الحديثة لكنها أمراض أصابت البشر منذ آلاف السنين، واستخدم العلماء في جامعة "تورينو" شكلًا ثلاثيًا الأبعاد لرأس الرجل المحنطة واكتشفوا أنه كان يعاني من أمراض اللثة الشديدة، بالإضافة إلى تصلب شرايين القلب في الجهة اليمنى، كما أوضح المسح الذي جرى على أنسجة الرئة وجود العديد من الحويصلات الهوائية.

وكشفت أستاذ الأنثروبولوجيا الطبية في جامعة "تورينو" رافاييلا بيانوتشي، والتي قدمت هذه النتائج في المؤتمر الدولي لعلماء المصريات في فلورنسا "كان الرجل في مرحلة منتصف العمل ما بين 45 إلى 60 عامًا، وعند وفاته كان يعاني من أمراض اللثة الشديدة، وهناك أدلة على تكدس الدهون في الشريان السباتي الأيمن الداخلي، ويمكن القول أن الرجل المصري توفي نتيجة فشل حاد في القلب بعد أن شهد قصورًا مزمنًا في القلب".
ويعتقد أن الرجل المصري القديم كان عضوا من النخبة المصرية وشغل منصب رئيس إسطبلات للخيل في عهد الملك تحتمس الثالث وهو فرعون من الأسرة الثامنة عشر في مصر القديمة، واكتشفت رفات الرجل في وادي الملكات في الأقصر في عام 1904، وبعد نهب مقبرته لم يتبقى سوى رأسه والوعاء الكانوي الذي حمل بقية أعضائه.

واستخدم فريق الباحثين الذي ضم خبراء من جامعة "نيويورك" وجامعة "ميونخ" تقنية التصوير المقطعي لعمل نموذج ثلاثي الأبعاد من جمجمة الرجل المحنطة، وأظهر المسح الذي جرى للرئتين تجمعات من الخلايا عادة ما تظهر في حالة فشل القلب فضلا عن الأزمة الرئوية حيث تتراكم السوائل في الرئتين.
وكشفت الدكتورة بيانوتشي في حديثها لـ"ديسكفري نيوز"، أن "هذه النتائج تمثل أقدم دليل على قصور القلب المزمن في بقايا المومياء المحنطة، ومن خلال تحليل محتوى الوعاء الكانوبي يمكننا تحديد ما إذا كان هذا المرض أكثر شيوعا لدى أجدادنا أم أنه زاد انتشاره في العصر الحديث".

وأضافت بيانوتشي في حديثها لجريدة "ميل أولاين"، أنه  "على الأرجح فإن أمراض القلب لها أصول قديمة مثل البشر، ومن وجهة النظر العلمية تعد هذه الحالة مهمة للغاية لأنها تسمح لنا بمتابعة مسار المرض حتى وفاة الشخص نتيجة غياب العلاج الكيميائي أو الجراحة، ولا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتقديم معلومات بشأن مدى انتشار ارتفاع ضغط الدم في مصر القديمة والاستعداد الوراثي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فلا تزال هذه المعلومات غير معروفة".
وذكرت عالمة المصريات في جامعة "نيويورك" البروفيسور جوان فليتش التي شاركت أيضا في الدراسة أن "ما تبقى من جثة الرجل المحنط هي أجزاء ضئيلة جدا، حيث كسر جسده عند نهب مقبرته في العصور القديمة، ولذلك لم يكتشف العلماء سوى أشياء قليلة ترتبط بما وجوده في المقبرة ممثلا في رأسه والوعاء الكانوبي الذي احتوى أعضائه الداخلية التي أزيلت أثناء التحنيط، ومع ذلك ظلت رأسه في حالة ممتازة، ما يشير إلى جودة التحنيط، ونظرا لوجود الوعاء الكانوبي مكسورًا بالفعل فاستطعنا الوصول إلى الأعضاء الداخلية وأخذ عينة دقيقة منها لفحصها".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يؤكدون إصابة مومياء الملك مرنبتاح بمرض القلب قبل 3500 عام علماء يؤكدون إصابة مومياء الملك مرنبتاح بمرض القلب قبل 3500 عام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya