داون هانسون يجسد صور السيلفي قبل ظهورها بنصف قرن
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أصبحت محط إعجاب العالم بعد أن كانت محط سخرية

داون هانسون يجسد صور "السيلفي" قبل ظهورها بنصف قرن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - داون هانسون يجسد صور

صور "سيلفي" من قبل نصف قرن
واشنطن ـ مادلين سعادة

على الرغم من مرور ما يقرب من 20 عامًا على رحيله، تمكن الرسام والنحات الأميركي دوان هانسون، من خلال لوحاته المبدعة من تجسيد نمط صور "السيلفي" قبل ظهورها بما يقرب من نصف قرن من الزمان، وكأنها مصممة خصيصًا للتعبير عن واقعنا الحالي.

ويلاحظ تفاعل الجمهور مع أعمال هانسون، ما يعبر عن النجاح الباهر الذي حققه ونراه جليًا في واقع "السيلفي" الذي نعيشه، وهي الصور التي كانت ممنوعة في المتاحف ويتم تشجيعها حاليًا، وما كان يبدو اختلال بميزان القوى الفنية، أصبح الآن حميميًا وطريفًا، ويفعله الجميع، ولذلك يبدو أن هناك نوع جديد من الأعمال الفنية التي ستنضم إلى أرشيف المتاحف وهي سلسلة من صور "السيلفي"، التي نجد صعوبة في تخيل وجودها على جدران المتحف. 

وكان هانسون محط سخرية وانتقادات الجميع بسبب منحوتاته وأعماله الفنية التي تجسد أنشطة المواطن الأميركي اليومية التي لا تميز بين الواقع ومحاكاة الواقع، إلا أن الأمر اختلف كليًا الآن، حيث يؤكد الروائي، دوغلاس كوبلاند، أن أعماله كانت مناسبة للعصر بشكل مدهش.

ولقي بعض المبدعين  حتفهم في وقت مبكر جدا، ولم يتمكنوا من الحصول على الاهتمام والتقدير المستحق أثناء حياتهم، وربما يتبادر إلى الذهن الرسام المبدع فان جوخسكوت فيتزغيرالد، وأخيرًا دوان هانسون.

وخلق هانسون مفهوم المنحوتات والأعمال الرمزية التي تخلط بين الواقع والخيال، التي كانت تعتبر في زمنه أعمالاً ملعونة من الناحية الأكاديمية، على الرغم من أنها تحظى بشعبية واسعة لدى الجمهور، وتجعله في منطقة الشكوك والانتقادات، وهو الأمر الذي كان يدركه جيدا.

وحولت المعاملة المهينة من قبل الاتجاهات السياسية العابرة التي كانت تحط من قدره، أعماله إلى أعمال معزولة بالكامل في الوسط الفني، واتضح هذا الشعور بالعزلة في أعماله ومنحوتاته المنفردة، التي نحتها في العقدين الأخيرين قبل وفاته في عام 1996، فوحدة هذه الأعمال أضفت عليها المزيد من الجمال المتألم ، والتي تذكرنا بأعمال الرسام الشهير إدوارد هوبر، المعروف برسام العزلة.

ويتذكر الروائي كوبلاند، عندما كان في أوائل العشرينات وشاهد أعمال هانسون لأول مرة، وخصوصًا منحوتة "السائحين" في عام 1970،  إعجابه الشديد والواقعي بالمنحوتة، وهو الأمر الذي يشعر به أي شخص عند الوقوف أمام أعماله.

وكان كوبلاند يتساءل كيف يفعل ذلك، لما يتمتع به من براعة فنية يقدرها، ولا يقرأها ويترجمها من الناحية الترفيهية كما يفعل البعض، فلقد تمكن هانسون، الذي ولد في ولاية مينيسوتا في عام 1925، من خلق واقعيه خاصة به، لأنه لم يجد أي وسيلة أخرى للتعبير عن العلاقة التي يراها بين الأفراد والمجتمعات التي يعيشون فيها، ولم تكن واقعية متجمدة مثل أعمال مادام تودسو، مثل تماثيل العارضات الثابتات المتجمدات في المتاجر.

 
ويقصد هانسون بواقعيته، الواقعية التي تمزج بين الواقع ومحاكاة الواقع، أو الواقعية المتحركة التي تدب فيها الحياة، وهو الأمر الذي كان يبدو جليا في أعماله ورسوماته التي تبدو أصلية وحقيقية، ومن هذه النماذج النساء البيض الأغنياء اللائي يرتدين لتناول طعام الغداء، لاعبين كرة القدم في المدرسة الثانوية يقفون لالتقاط صورهم امن أجل الكتاب السنوي، ولذلك فإن كلمة "النموذج الحقيقي أو الأصلي" مهمة للغاية عند تقييم أعماله، وذلك لأنه شخص يرفض العمل وفقًا للقوالب النمطية.
 
وتعتبر الصور النمطية هي سمات مبالغ يشوبها الازدراء بقصد أو دون قصد، إلا أن النماذج الحقيقية التي كان يطبقها هانسون، تصور الأوضاع والمواقف العالمية المختلفة لكل شخص التي تجدد نفسها مرارا وتكرارا عبر الزمن والجغرافيا والثقافة.

وبالرغم من مرور ما يقرب من نصف قرن على السبعينات، وهو العصر الذي انتعشت فيه أعمال هانسون، إلا أنه تمكن من تجسيد أحوال الطبقة المتوسطة والفقيرة في العشرينات تحت عباءة الثقافة الحديثة للمواطن الحالي.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داون هانسون يجسد صور السيلفي قبل ظهورها بنصف قرن داون هانسون يجسد صور السيلفي قبل ظهورها بنصف قرن



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya