الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

حارب عميد الأدب العربي الرتابة والتقليد وناضل من أجل مجانية التعليم

الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد

عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين
القاهرة - أسامة الهواري

يصادف اليوم الأربعاء الموافق 28 تشرين الأول/ أكتوبر، ذكرى وفاة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي ولد في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 1889، وعاش في منطقة تسمى عزبة الكيلو تبعد 10 كيلو متر عن محافظة المينا في صعيد مصر.

الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد

فقد طه حسين بصره وعمره 3 أعوام بسبب "رمد" في عينه فعالجه حلاق الصحة بطريقة خاطئة أودت بعينيه، وفقد البصر بسبب الجهل والتخلف، وربما كانت تلك العاهة بمثابة ولادة لإنسان لم ينسه التاريخ العالمي.
وكان والده موظفا في شركة السكر وأنجب 13 ولدًا، كان طه حسين السابع في الترتيب، وكان انطوائيًا يشعر أحيانا بالاكتئاب، ولكنه كان جادا في حياته، انصرف في طفولته إلى الاستماع إلى القصص والأحاديث، وإلى آيات القرآن وقصص الغزوات والفتوحات الإسلامية، ومن ثم أتقن التجويد وحفظ القرآن كاملًا قبل أن يكمل عامه العاشر.

وغادر بلدته إلى القاهرة طلبًا للعلم وهو في الرابعة عشر من عمره ، فالتحق بالأزهر الشريف، وفي عام 1908 ظهر تمرده على معظم شيوخ الأزهر واتهمهم بالجمود، وتتلمذ وقتها على يد الإمام محمد عبده الذي كان يراه الإمام العصري المجدد وصاحب النظرة العقلية والدعوة المستنيرة مما جعله معجبًا بآرائه وأطروحاته الفكرية العصرية.
وانتهى به الحال بطرده من الأزهر بسبب انتقاداته الشديدة لشيوخه مما اعتبر سلوكا غير قويم يتنافى مع عادات وتقاليد الأزهر الشريف من تبجيل الشيخ وتوقيره، ولم يعد إلى الأزهر إلا بواسطة من احد كبار الشيوخ.
وفي عام 1908 ترك الأزهر والتحق بالجامعة المصرية، وسمع دروس أحمد زكي باشا، وأحمد كمال باشا، في الحضارات الإسلامية والمصرية، ودروسا في الجغرافية والتاريخ والفلك والأدب والفلسفة ، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في حياة طه حسين في تثقيف النفس وتحديد الهدف.

الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد

وأعد طه حسين رسالته للحصول على درجة الدكتوراة وكان موضوعها عن" أبي العلاء"، ونوقشت الرسالة في 15 أيار/ مايو 1914 ، ولقد أحدثت الرسالة ضجة هائلة ومواقف متضاربة، وصلت إلى مطالبة أحد النواب في البرلمان بحرمان طه حسين من درجته الجامعية لأنه ألف كتابا عن الإلحاد والكفر، وتدخل رئيس الجمعية التشريعية في البرلمان الزعيم سعد زغلول ، وساعد "حسين " في الحصول على بعثة دراسية إلى فرنسا .

والتحق طه حسين بجامعة مونبلييه، وكان العالم في تلك المرحلة يواجه ظرفًا حرجًا وهو الحرب العالمية الأولى ، بما صحبها من ثورة فكرية وصراعات أيدلوجية لا تقل في شدتها عن حرب السلاح والبارود، فدرس اللغة الفرنسية واطلع على الأدب الفرنسي وانفتح على الفكر الغربي المعاصر.
وفي عام 1915 ألغت الجامعة المصرية مبعوثيها لأسباب مالية، ولكنه عاد إلى جامعة باريس في كلية الآداب وتلقى دروسه في التاريخ ، ثم في علم الاجتماع ، وأعد رسالة أخرى على يد عالم الاجتماع "اميل دوركايم" وكانت عن موضوع "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون" وحصل على الدكتوراة عام 1919، ثم على دبلوم الدراسات العليا.

الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد

وفي تلك الأثناء تعرف طه حسين على "سوزان" عندما كانت تقرأ مقطعًا من شعر "رايسين" فأحب نغمات صوتها وعشق طريقة إلقائها وتعلق قلبه بهذا الطائر الأجنبي المغرد، وذات يوم كان في مقعده في قاعة المحاضرات، وسمع صوت صبية تقول له: "إني أستطيع أن أساعدك في استذكار دروسك".
وما كانت تلك الصبية إلا "سوزان" تلك الطالبة الفرنسية من عائلة كاثوليكية، التي تزوجها في 9 آب/ أغسطس 1917 وعاشت أجمل أيامها مع إنسان أحبها بقلبه دون أن تراها عينه، وكان لها الأثر العظيم في حياته، فقال عنها يوما: "كأنها تلك الشمس التي أقبلت في ذلك اليوم من أيام الربيع".

الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد

وعاد "حسين " إلى مصر عام 1919 وعين أستاذا في التاريخ اليوناني والروماني حتى عام 1925، وتحولت الجامعة المصرية إلى جامعة حكومية وعين فيها أستاذ للتاريخ الأدب العربي، وفي عام  1926 اصدر كتابه في الشعر الجاهلي، الذي أحدث ضجة سياسية أخرى، ورفعت دعوى قضائية ضده ، فأمرت النيابة بسحب الكتاب وأوقفت توزيعه .

وفي عام 1928 تفجرت الضجة الثانية عند تعيينه عميدًا لكلية الآداب، فاستقال طه حسين ولكنه اشترط أن يداوم يوما واحدا أسبوعيا كأستاذ في الجامعة، وفي عام 1930 عاد عميدًا للكلية .

الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد

وفي عام 1932 كانت الأزمة الكبرى في حياة طه حسين، حيث كانت الحكومة ترغب في منح الدكتوراة الفخرية من كلية الآداب لبعض السياسيين فرفض "حسين" حفاظا على مكانة الدرجة العلمية، مما اضطر الحكومة إلى اللجوء إلى كلية الحقوق بدلا من الآداب، فتابع طه حسين العمل في الحملة ضدهم في الصحف، فصدر قرار بإحالته للتقاعد عام 1932 ، فلزم بيته ومارس الكتابة ثم عاد إلى الجامعة في نهاية 1934، وعين عميد لكلية الآداب في علم 1936 حتى 1939.

ثم عين مديرًا لجامعة الإسكندرية حتى عام 1950 ، ثم وزيرا للمعارف في الحكومة الوفدية حتى 1952 ، ثم انصرف طه حسين إلى الإنتاج الفكري وظل يكتب عن الثورة المصرية في عهد جمال عبد الناصر وشهد حرب أكتوبر، وتوفي طه حسين في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 وعمره 84 عامًا، بعد أن أثرى المكتبة العربية برصيد من المؤلفات الأدبية القيمة التي ترجمت لكل لغات العالم، وتوجته بلا منازع عميدًا للأدب العربي.

الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد

من أهم مؤلفاته:
الأيام - الوعد الحق- المعذبون في الأرض - في الشعر الجاهلي - كلمات - نقد وإصلاح - من الأدب التمثيلي اليوناني - طه حسين والمغرب العربي - دعاء الكروان- حديث الأربعاء - صوت أبي العلاء - من بعيد - على هامش السيرة - في الصيف - ذكرى أبي العلاء - فلسفة ابن خلدون الاجتماعية - الديمقراطية في الإسلام .

الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الأديب طه حسين ملهم الأجيال وقائد التجديد



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya