حى الفواخير في غزة شاهد على التراث الفلسطيني الأصيل منذ 4000 عام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"صناعة الفخار" تواجه إهمالاً متواصلاً يهددها بالانقراض

"حى الفواخير" في غزة شاهد على التراث الفلسطيني الأصيل منذ 4000 عام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

مدينة غزة الساحلية تشتهر بصناعة الفخار
غزة – محمد حبيب

غزة – محمد حبيب تشتهر مدينة غزة الساحلية بصناعة الفخار، حيث يطلق على أحد الأحياء التي انتشرت فيها هذه الحرفه "حي الفواخير" بالإضافة إلى منطقة تل العجول بالقرب من وادي غزة، إذ عثر هناك على الكثير من الآثار الفخارية التي تعود أصولها إلى آلاف السنين، فيما تواجه صناعة الفخار التاريخية في قطاع غزة معوقات عديدة وإهمالاً مستمراً يهددان هذه الصناعة بانقراضها وتوقف الأجيال المقبلة عن ممارستها ونقل خبرات الأجيال السابقة إلى الأجيال اللاحقة.
ويشتكي أصحاب مصانع الفخار في القطاع من الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر، ما أوقف حركة التصدير للخارج، بالإضافة إلى الإهمال الحكومي لهذه المهنة التي تمثل جزءاً من التراث الفلسطيني الذي يتميز به قطاع غزة.
وفي فترة ازدهار صناعة الفخار بلغ عدد الفواخير 69 فاخورة، ثم في أواخر الستينات إبان العهد المصري كان عدد الفواخير 44 فاخورة، وبعد عام 1967 وحتى أواخر السبعينات كان في غزة 25 فاخورة، ثم تناقص العدد منذ بداية الثمانينات حتى أصبح عددها في الوقت الحالي حوالي أربع فواخير.ويعزى هذا التراجع لعدم الاهتمام وتشجيع الحرفه ، اضافة للاستغناء عن الأواني الفخارية واستبدالها بالبلاستيكية والزجاجيه ،ولا يمكن ابدا تجاهل دور الاحتلال الذي يحاصر كل الحرف ويمنع دخول المواد الخام سواء لصناعة الفخار او غيرها من الحرف الفلسطينية.تجلب الفواخير الغزاوية الصلصال من مناطق بيت حانون والمحافظات الجنوبية لغزة وتبلغ تكلفة الشاحنة الواحدة المحملة بالطين(الصلصال) 100 شيكل حوالي 30 دولار .وصناعة الفخار كما هو معروف حفنات من تراب ، ترتوي بالماء حتى يلين منها القلب ، فتنصاع لأنامل تشكلها وتمنحها جسد ، ترمى في النار فتغلب اللهب وتكتسب صلابة و قوة وللفخار القدرة على تحدي الزمن ، فيبقى حياَ آلاف السنين ، تموت الايادي التي صنعته ويبقى هوفمنذ 4000 عام قبل الميلاد بدأت صناعة الفخار في فلسطين وذلك لتخزين المحاصيل الزراعية …كيف لا وفلسطين أرض التاريخ والحضارة، واستمرت صناعة الفخار فيها منذ ذاك التاريخ الى اليوم ، أصبح حرفة متوارثة ، وصناعة مربحة _قبل أن تبدأ صناعة الفخار بالكساد و الخسارة وحصار الاحتلال لها ولغيرها من الحرف الفلسطينية_ لكنهم الى اليوم لا زال الفخارون الفلسطينيون يعملون بنفس الاسلوب الذي استخدمه اسلافهم الفليستينين في العصر الحديدي.ويقول أحد أشهر العاملين في صناعة الفخار في قطاع غزة، محمود عطا الله:" إن صناعة الفخار شبه انقرضت في القطاع بسبب إغلاق المعابر وعدم توفر الدعم اللازم لها من جهات عدة".وتابع قوله كما أن الشكاوى المستمرة من السكان المحيطين بمكان الصناعة بسبب الدخان المتصاعد تهدد بتوقف الكثير منها عن العمل"، لافتاً إلى توقف الكثير من العائلات عن ممارسة هذه المهنة.وأشار إلى أن الجهات الحكومية المسئولة غير مهتمة بهذه المهنة ومصيرها، وأن أصحاب هذه الصناعة طالبوا الحكومة بتوفير قطع أرض بديلة عن الحالية التي تسبب إزعاجاً للمواطنين، يمكنهم من خلالها ممارسة عملهم فيها، ولكنهم لم يتلقوا أي استجابة، وهو ما يجعلهم متمسكين بالبقاء في أماكن عملهم.وأوضح أن عائلته تعمل في هذه المهنة منذ مئات السنوات وقد اشتهرت بها، ولكن الأوضاع التي يمر بها القطاع وعدم الاهتمام بها يضيقان عليهم كثيراً، منوهاً إلى أنه لم يتبق لديه سوى أبنائه ليعملوا معه في هذه المهنة، بعد أن كان لديه أكثر من 20 عاملاً قبل ما يزيد عن 6 سنوات.وبين أنهم يعملون 10 أيام فقط خلال الشهر بمعدل 3 ساعات في النهار، وأن انقطاع التيار الكهربائي انعكس بشكل سلبي على عملهم، لافتاً إلى أن البضائع الصينية ضربت صناعة الفخار في غزة.وناشد عطا الله الحكومة الفلسطينية في غزة دعم هذه الصناعة وعدم التخلي عن جزء مهم من التراث الفلسطيني والذي يعكس الحياة في القطاع، مؤكداً أنه سيبقى هو وأبناؤه يعملون في هذه المهنة، وأنهم لن يفارقوها مهما تكبدوا من خسائر أو واجهوا من معوقات.وتحدث محمد العسلي، أحد البائعين في محل للفخار، عن المصاعب التي تواجه هذه المهنة، فقال:"الحال واقف بخصوص بيع الفخار منذ بدء انتفاضة الأقصى، حيث كنا في السابق نصنع الفخار ونصدره إلى (إسرائيل) بكميات كبيرة".وتابع قوله :"ولكن مع بدء الانتفاضة توقفت (إسرائيل) عن شراء الفخار الذي كانت تستخدمه لأغراض زراعية أو كتحف فنية، ما عاد بالضرر الشديد على أصحاب المصانع والبائعين".وأردف:" في السنوات الأخيرة أزالت البلدية الكثير من المصانع لأنها تزعج السكان من بالدخان الصادر من عملية التصنيع"، لافتاً إلى استمرار ملاحقة المصنعين الباقيين، الأمر الذي يهدد بالقضاء على هذه المهنة الأثرية.وأشار إلى أن البلدية طلبت من أصحاب الفواخير إخلاء مصانعهم الموجودة في شارع الصحابة أو في شارع النفق، والانتقال إلى المنطقة الشرقية على الحدود مع الجانب الإسرائيلي، وهو ما يرفضه أصحاب هذه المصانع، نظراً لخطورة المنطقة من الناحية الأمنية، واحتمال تعرضهم للقصف من الجانب الإسرائيلي عند صناعة الفخار وتطاير كميات من الدخان.وبين أن هذه المهنة تواجه خطر البضائع المستوردة والتي تباع بأسعار قليلة، منوهاً إلى أن "الزهرية" الكبيرة صينية الصنع تباع بـ10 شواقل، رغم أن "الزهرية" محلية الصنع يكلف صنعها 20 شيقلاً.وأوضح أن توقف تصدير الفخار للخارج بسبب الأوضاع السياسية واستمرار إغلاق المعابر، والتهديدات المستمرة من بلدية غزة ومطالبة ملاك المصانع بإزالتها يهددان بالقضاء على هذه المهنة بشكل كامل.من جهته، أكد الخبير في التراث الفلسطيني د.نهاد المغني أن صناعة الفخار في فلسطين بدأت منذ العهد الكنعاني وبقيت صامدة في جميع العصور والحضارات التي مرت بالأراضي الفلسطينية.وقال :"إن صناعة الفخار من أولى الصناعات التي امتهنها الإنسان، ولكنها في السنوات الأخيرة تعرضت لضربة قاسية بسبب منافسة الآلة لهذه الصناعة وغزو الأواني البلاستيكية والخزف والصناعات الصينية المستوردة".وأضاف:" ولكن تبقى سلعة الفخار سلعة هامة تطرح للسياحة التي توقفت في القطاع بسبب الأوضاع السياسية، ولكن من المتوقع أن يعود لها الازدهار مع استقرار الأمن وتحسن الوضع الاقتصادي وتنشيط السياحة في القطاع".وأشار المغني إلى أن عائلات عطا الله وحجازي والشوبكي وجحا من أبرز العائلات التي عملت وتوارثت العمل بصناعة الفخار في قطاع غزة، لافتاً إلى وجود منطقة في مدينة غزة تسمى حارة الفواخير كانت موجودة على طرف المدينة الغربي ولكن ازدياد أعداد السكان وتوسع البناء في تلك المنطقة جعل الفواخير تتوسط المدينة وأصبح الناس يتضايقون الأدخنة المتصاعدة من صناعة الفخار.ودعا المغني الجهات الحكومية والمهتمة بالتراث الفلسطيني إلى دعم صناعة الفخار وتوفير أماكن بعيدة عن المناطق السكنية، مع فتح آفاق لتصدير هذه الصناعة للدول العربية والغربية لتمثل وجهاً آخر لقطاع غزة المحاصر.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حى الفواخير في غزة شاهد على التراث الفلسطيني الأصيل منذ 4000 عام حى الفواخير في غزة شاهد على التراث الفلسطيني الأصيل منذ 4000 عام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya