تازة مدينة تأثر حاضرها قبل ماضيها بانقلاب 1972 الفاشل
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تخرَّج فيها أبرز رموز الثقافة والسياسية والإعلام بعد الاستقلال

"تازة" مدينة تأثر حاضرها قبل ماضيها بانقلاب 1972 الفاشل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

مدينة تازة المغربية
الدارالبيضاء - شيماء عبداللطيف

صرحٌ تربويٌّ، ذو ذاكرة منتصبة، وشاهد على الزمن الذهبي لمدينة تازة، أنها ثانوية علي بن بري، التي أسهمت في تخريج رموز ثقافية وسياسية وإعلامية، منذ تأسيسها في الأربعينيات من العهد الكولونيالي، تخرج فيها أبرز الشخصيات المغربية في مرحلة ما بعد الاستقلال، كعبد الرفيع الجواهري، والتهامي الخياري، والكحص، والجنرال بناني، وعبدالهادي التازي، وآخرين. ولقد حافظة البناية على ذاكرة المدينة شكلًا ومضمونًا، وصمدت أمام اختفاء الاهتمام اللازم بها من قِبل المسؤولين، حتى أن أحدًا من أبنائها لم يفكر في رد الاعتبار لها، وتقع في مدينة تازة، والتي تشبه بالدرب المسدود بعد أن أغلق الطريق "السلطاني" من القاهرة حتى فاس؛ لينقطع الرواج الاقتصادي بعد إغلاق الحدود مع الجزائر.
وانقلبت مقولة بن الخطيب "من مدينة تازة إلى قرية فاس" إلى العكس، وذلك بعد انتهاء الحياة في فاس، لتقف تازة أمام كل داخل أو خارج محافظةً على المغرب كعين ساهرة؛ لتزدهر التجارة والسياحة والاقتصاد في العاصمة التاريخية على حساب وصيفتها.
أما رباط الخير أو "اهرمومو"، التابعة لمدينة تازة، فيوجد بها أكبر مدرسة عسكرية والتي تخرج منها ضباط الصف والضباط الأحرار على المستوى الإفريقي، وكانت عش أحلام أبناء المنطقة في ارتقاء سلالم الجندية، واحتلال المراتب الأولى في صفوة المجتمع.
من أهم الشخصيات التي عاشت في "تازة"، اعبابو "العاق"، والذي تخرج في كلية أركان الجيش في فرنسا، وكان عمره آنذاك 36 عامًا، عندما حمل رتبة مقدم كأصغر ضابط في الجيش المغربي، اشتهر بذكائه وصرامته وكفاءته العالية، ولم يكن يتوانى عن تطوير مستوى التدريب في المدرسة العسكرية، وتفنن في استحداث أساليب جديدة ووعرة كانت ترهق الكثير من الجنود، مستفيدًا من الدورات التدريبية العسكرية التي كان يحضرها في الخارج.
وشهدت مشاركته وجود ابنين آخرين للمدينة، هما الجنرال، المذبوح، وبوكرين، في محاولة انقلابية فاشلة بالصخيرات في العام 1972 كانت نقطة أخرى تحسب ضد مدينة تازة، التي تحمل سكانها عقابا سياسيًّا أضفى عليها طابع "الموت البطيء"، يستوجب إعادة الحياة إليها بعد أن ركد العقار والرواج الاقتصادي، واقتصر اقتصاد المدينة على نشاط الفلاحين الصغار.
 اهرمومو" استبدلت برباط الخير تجنبًا للفظ اسمها الأصلي كمحاولة لتناسي "تاريخ أسود" طبع الإقليم الذي عوقب على ذنب لم يرتكبه، حيث تم تضييق الخناق من طرف الحكم المركزي على المناضلين  الذين أبدو رغبتهم في مواصلة دراستهم وضمان مستقبل حسن، وهي النخبة التي ستنصاع للحكم المركزي أكثر منه لخدمة المنطقة.
وأكد أحد أبناء المدينة، أحمد الجبح، أن "الأمر وصل إلى درجة أنهم لا يصرحون بانتمائهم للمدينة، ويتنكرون لها، ليصلوا لأهدافهم بسرعة، فبمجرد ما تذكر تازة تمر إلى الخانة السوداء، وأحيانًا الاعتقال المباشر."
وأضاف الشيابري، "حتى بالنسبة للحركة الماركسية اللينينية آنذاك؛ فقد اكتسحت ثانويات علي بن بري وابن الياسمين، وتم اعتقال عدد كبير من النشطاء التازيين، ولولا تقطع سلسلة الاعترافات إذ لم يكن مسموح معرفة أكثر من 3 مناضلين، لشهدت المدينة اعتقالات عدد كبير من أبنائها".
وآخرون وفوا بقسمهم ومنهم الجنرال، عبدالعزيز بناني، الذي يتقلد أعلى رتبة عسكرية الجنرال "دوكوردارمي"، وأصبح مفتشًا عامًا للقوات المسلحة الملكية، ووزيرًا للدفاع مع "وقف التنفيذ" بتمثيله البلاد خلال زيارة وزراء الدفاع ووفود عسكرية لكثير من البلدان.
ويصفه البعض بشرطي الجيش، في إشارة إلى خبرته في جمع معلومات دقيقة عن جل ضباطه، وينعته آخرون "بثعلب الصحراء"؛ لأنه على دراية عميقة بالمنطقة الجنوبية لمشاركته في حرب الرمال، ويطلع بناني على التفاصيل الحساسة بخصوص ترسانة الأسلحة ونوعيتها وعددها وميزانيتها، هو ابن تازة أو مرآة الملك في الصحراء، إذ أبرز للحسن الثاني وللتاريخ أن ليس كل أبناء المنطقة من الانقلابيين والمتمردين.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تازة مدينة تأثر حاضرها قبل ماضيها بانقلاب 1972 الفاشل تازة مدينة تأثر حاضرها قبل ماضيها بانقلاب 1972 الفاشل



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya