حياة غافري تكافح من أجل إحياء الذاكرة بالعادات المراكشية ونقل جمالها ومعانيها للأطفال
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

واهبة وقتها وحياتها تطوعياً لخدمة تراث بلادها

حياة غافري تكافح من أجل إحياء الذاكرة بالعادات المراكشية ونقل جمالها ومعانيها للأطفال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حياة غافري تكافح من أجل إحياء الذاكرة بالعادات المراكشية ونقل جمالها ومعانيها للأطفال

حياة غافري تكافح من أجل إحياء الذاكرة بالعادات المراكشية ونقل جمالها ومعانيها للأطفال
الرباط -المغرب اليوم

وهبت حياة غافري، بديناميتها وحيويتها في المجال التطوعي، وقتها وحياتها لإحياء الذاكرة بعاداتها وتقاليدها المراكشية، التي تقاوم عوادي الدهر، لنقل جمالها ومعانيها إلى الأطفال.

لا تكل غافري عن النبش في تراث المدينة الحمراء لتنقله إلى براعم "حومتها" بالداوديات في جو احتفالي يدخل البهجة على الأطفال، ذكورا وإناثا، فتراهم في مشهد استعراضي يقومون بإحياء سوق "دلالة الكتب"، وتحضير "طاجين بهجاوي"، وعجن الخبز، الذي يحملونه بعد ذلك في ألواح على أكتافهم في صف مستقيم إلى فران "الحومة"، والزغاريد تصاحب حركاتهم.

ولدت "سمسمة" بالمدينة العتيقة بمراكش، ودخلت عالم الفن من باب المسرح المدرسي بمدرسة باب الخميس سابقا، وكذا خلال مرحلة الإعدادي والجامعي. كما انخرطت في العمل الجمعوي بداري الشباب مولاي بوعزة وعرصة الحامض، اللتين كانتا مدرسة لتكوين فنانين بصموا مجال الإبداع اليوم.

وقالت حياة غافري، في حديث مع هسبريس، إنها اختارت طريق مسرح الشارع، والانطلاق من حيها السكني لتقريب الفرجة من الأطفال بمشاركة الأمهات والآباء. وأضافت "في الصيف أنظم لهم حصصا ترفيهية تبدأ من قضاء الفترة الصباحية بالمسبح، وفي الفترة المسائية يشاركون في الحومة في أنشطة يطبعها المرح كتكليفهم بأدوار في نصوص حكائية، ومرافقتهم في أدائها قبل عرضها بساحة الحي".

اقرا ايضًا:

الهيئة العامة للترفيه تُعلن عن إقبال نوعي على مسابقات القرآن الكريم و رفع

وضعها الفني وثقافتها المسرحية أهلاها لخدمة القيم بمبادراتها المحمودة، "فبالعودة إلى تراثنا والاعتماد عليه كمرجعية وطنية نفسح المجال للأطفال لتغذية الخيال من خلال استنطاق الحيوان والأشجار والجماد"، تقول غافري، مضيفة أن "الحكاية الشعبية الشفاهية خير وسيلة لصقل خيال الطفل وتهذيب ذوقه".

وتؤكد غافري أن تركيزها في أعمالها الفنية على الحكاية في الوقت الراهن "لم يكن اعتباطيا بقدر ما هو تحسيس بضرورة مقاومة سيطرة التكنولوجيا الحديثة، التي جعلت أبناءنا يعيشون العزلة رفقة اللوحات الالكترونية والحواسيب في غياب تام للتركيز، مما يضعف علاقاتنا الاجتماعية ويعمق الهوة بين أفرد العائلة وبين المجتمع".

ومن جملة الألعاب الشعبية والأنشطة التي كانت تميز المدينة الحمراء، والعادات والتقاليد التي لا تكتب إلا بلغة القلب والمحبة من طرف غافري وتعمل على إحيائها سوق "دلالة الكتب"، الذي كانت تشهده باحة مجاورة لمسجد ابن يوسف، والحكاية الشعبية كـ"مّي الغولة" و"مّي سيسي" و"نور ونوارة".

واختارت أيقونة التربية على المواطنة تقريب حكاية "جرادة مالحة" كقصة شعبية معروفة "تتمحور حول الصراع بين الخير والشر، الخير الذي يتجسد في شخصية "الصالحة"، التي وهبت بستانا مليئا بالخيرات والثمار إلى القبيلة بدون مقابل، والشر الذي يتشخص في المشعوذة "عقيسة"، التي تسعى إلى نشر الحقد والكراهية بين ناس القبيلة".

"ما أروع أن تعلم الأطفال ألعابا لم يعايشوها وكانت لجيلنا مجال إبداع، ككرة القدم التي كنا نصنعها من كيس الحليب، ولعبة "البينو" التي كنا نعتمد في تكوينها على نبات الخبيزة"، تقول هذه السيدة المتميزة بنكران الذات، مشيرة إلى أن الفتيان لا يحركون ساكنا حين تعرض عليهم حكايات زمان التي توسع الخيال.

وأثارت "سمسمة" الانتباه إلى "عدم اهتمام المسؤولين عن التربية والتكوين بأهمية دور الحكاية والحكي في الوسط المدرسي، فما أروع أن تكون بجوار الطفل لتوعيته بحقوقه وواجباته، من خلال حكايات تنمي قدراته الذهنية والإبداعية، وتنبهه إلى الأخطار المحدقة به".

"حياة غافري أو "سمسمة"، وهو الاسم الذي طبع مسارها الفني، هي إحدى الفنانات القليلات إن لم أقل الوحيدة التي اشتغلت في مجال الطفولة، من خلال العديد من الميادين"، يقول المخرج المسرحي حسن هموش عن هذه المنشطة التي جعلت من منزلها فضاء للأطفال. وأضاف أن "أطفال الحي وجدوا فيها سندا لقضاياهم اليومية، فهي الأخت والأم والمربية بالنسبة إليهم، يكفي أن نطلع على ما تنجزه هذه السيدة من أعمال مرتبطة بالثقافة والهوية المغربية، مما جعل أجيالا صاعدة تكون لها القدرة على السفر عبر زمن التهمته الحداثة المتوحشة والفردانية التي طغت على المجتمع".

وفي انتظار إقرار اعتماد الألعاب والحكايات الشعبية كأنشطة تربوية في المؤسسات التعليمية، تزداد حياة غافري عزما على مواصلة مسارها في الأحياء من أجل الأطفال، ومن أجل إعادة الاعتبار للقيم النبيلة وحماية جيل المستقبل من مسخ هويته، وتمكينه من قدرات التفكير والإبداع وحب الخير للغير.

قد يهمك أيضا :  

زاهي حواس يُؤكِّد على أنّ مصر بصدد المطالبة برجوع رأس نفرتيتي من الخارج

مصر تحسم الجدل أخيرًا حول وفاة أشهر ملوكها الفراعنة في عام 2020

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حياة غافري تكافح من أجل إحياء الذاكرة بالعادات المراكشية ونقل جمالها ومعانيها للأطفال حياة غافري تكافح من أجل إحياء الذاكرة بالعادات المراكشية ونقل جمالها ومعانيها للأطفال



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya