انحصار مهنة الكراب المغربي في الأماكن السِّياحية في مراكش
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الاندثار يُهدِّدها بعد انتشار الصَّنابير والوعي الصِّحي

انحصار مهنة "الكراب" المغربي في الأماكن السِّياحية في مراكش

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - انحصار مهنة

مهنة "الكراب" المغربي في الأماكن السِّياحية
مراكش - ثورية إيشرم

يُهدِّد الاندثار مهنة ساقي الماء أو "الكراب" كما عُرفت لدى المغاربة، والتي اشتق اسمها من القربة الجلدية، التي يستخدمها في حمل المياه على ظهره، وانتشرت تلك المهنة سابقًا في الأسواق الشعبية والساحات، ولاسيما في الاحتفالات، حيث يُوزِّع الماء بالأواني النحاسية التقليدية، ويروي عطش المارة والزوار، إلى جانب جلبه الماء إلى المتاجر، وبيوت الناس في الأحياء، التي كانت لا توجد فيها صنابير.
وارتبطت مهنة الكراب سابقًا بمعتقدات شعبية مراكشية، ومنها؛ أن النساء الحوامل كن يعتقدن أن شرب الماء من قربة "الكراب" يجلب السعادة للمرأة الحامل، ولمولودها المقبل؛ وتحولت بعد ذلك تلك المهنة إلى مهنة سياحية نظرًا إلى انتشار الصنابير في المنازل، حيث يتجول ساقي الماء في الأماكن السياحية بحثًا عن رزقه.
ويسمع المارة في ساحة الجوامع جرسه النحاسي، الذي يعرض على المتجولين شرب الماء البارد، مقابل قدر بسيط من المال، حتى وإن لم  يوجد، فهو لا يبخل في سقي من يحتاج، ولا تجد منه إلا ابتسامة عريضة، ينتظر بعدها كلمة شكر، ويترحم فيها على الوالدين، إضافةً إلى أن "الكراب" المغربي متميز منذ القدم بزي تقليدي، يجعله مميزًا بين الناس، إذ يحرص على الظهور به دائمًا، وهو يتكون من ثوب مزركش باللون الأحمر والأخضر، ويعرض فيه ألوان العلم المغربي، مع بنطال قصير، ويضع على رأسه قبعة كبيرة مكسيكية الشكل، مُزيَّنة بخيوط ملونة، تقيه شمس الصيف الحارقة، ويُعلِّق على كتفه قربته المصنوعة من جلد الماعز الممتلئة بالماء المُنسَّم بمادة القطران، وإلى جانبها يُعلِّق أيضًا مجموعة من الأكواب النحاسية.
ولا تكتمل الصورة من دون الجرس النحاسي الذي يحمله في يده، ولعله من أهم أدواته، إذ أن الكراب أو الساقي يعد الجرس بالنسبة له أكثر من مجرد أداة لتنبيه المارة، بل هو عنده وسيلة تعبر عن إيقاع خاص به ورنات مميزة له، لا تصدر إلا من ناقوسه وحده، ولا غرابة أن نجد اليوم بعض هواة مقتني التحف يتهافتون على شراء الأجراس النحاسية الخاصة بالكرابين في مدينة مراكش.
وفي ظل تراجع الوظائف التقليدية التي تميز المدينة، ومن ضمنها منهة "الكراب"، نظرًا إلى أسباب عدة أهمها؛ الوعي الصحي، والخوف الشديد من الإصابة بعدوى الأمراض، إذ أصبح الكثيرون يتجنبون الشرب من إناء سبق وأن شرب منه الكثير من الناس، وتجد "الكراب" قرب الفنادق الكبرى، حيث يتواجد السياح بكثرة، والذين يحبون أن يلتقطوا صورًا معه، مقابل مبلغ بسيط، ومتفق عليه، وفق القوانين السياحية للمدينة.
ولكن الوضع يتسبب في خلق أزمة اجتماعية ونفسية كبيرة للكراب، الذي أصبح يرى أن المهنة التي وُرِّثت له أبًّا عن جد، باتت مهددة بالاندثار بشكل مخيف، لاسيما في السنوات الأخيرة، ما دفع الكثير من جمعيات المجتمع المدني في المدينة الحمراء إلى تقديم الدعم المادي لهؤلاء الكرابين، ووضع ملفهم أمام الجهات المختصة لمناقشته من أجل حماية هذا الموروث الثقافي الذي يساهم في النشاط السياحي للمدينة بشكل كبير جدًّا، والذي أصبح مهددًا بالاندثار، حيث بات حضوره مقتصرًا فقط على الملصقات وإعلانات المغرب السياحية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انحصار مهنة الكراب المغربي في الأماكن السِّياحية في مراكش انحصار مهنة الكراب المغربي في الأماكن السِّياحية في مراكش



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 01:49 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تألق عمرو دياب في حفلة الكريسماس داخل أحد الفنادق النيلية

GMT 23:53 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

اللاعب جلال الداودي يلتحق بصدارة هدافي الدوري المغربي

GMT 07:42 2013 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

5 غُرف مستوحاة من عالم "ديزني" تُرضي كل الأذواق

GMT 03:45 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

جيجي حديد تظهر جمالها الجذاب في عرض للماسكرا

GMT 11:15 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مهمة وعمليّة لتوزيع صور الأسرة على الحائط بشكل مثالي

GMT 00:37 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

"كورشوفيل" أفضل منتج للتزلَج على مستوى العالم
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya