قاعة فيلهارموني مسرحٌ موسيقيٌّ ناطق بالمحبّة في عيون سكّان برلين
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يُثير استياء البعض من عشاق الكلاسيكية ويُبهر آخرين بعصريَّته

قاعة "فيلهارموني" مسرحٌ موسيقيٌّ ناطق بالمحبّة في عيون سكّان برلين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قاعة

قاعة "فيلهارموني" في برلين تاريخ مميز وتصميم فريد
برلين - المغرب اليوم

يُطلِق سكان برلين اسم "سيرك كاراياني" على المسرح الموسيقي لأوركسترا برلين الذائع الصيت "فيلهارموني"، وتحوَّلَت نظرة سكان برلين إلى أحد أعرق المباني الموسيقية التاريخية فيها، من مسرح موسيقي ناطق بالمحبة إلى "سيرك كاراياني" يثير استياء البعض ويبهر بعضهم الآخر بعصريته ، بين التمسك بالتقاليد الكلاسيكية والترحيب بحداثة متنوِّرة.ومضت خمسون عامًا على افتتاح هانز شارون، للمسرح الذي صممه وأشرف على بنائه المميز، ورغم تميز البناء الأصلي بشكله الكلاسيكي، إلا أن التغييرات الشكلية الواقعة عليه حديثًا أدت إلى تشبيهه بالسيرك. أما بالنسبة إلى إلحاق اسم "السيرك" بقائد فرق الأوركسترا المعروف عالميًا والموسيقار الكبير، هيربرت فون كارايان، فإنه يعود إلى وجود المسرح في الشارع المسمى على اسمه.وفي حفل افتتاح المسرح، لم يختر قائد فرقة أوركسترا "فيلهارموني"، فون كارايان، موسيقى فيدوليو الثالثة للموسيقار العالمي لودفيغ فان بيتهوفن عبثًا؛ فقد ألقت القطعة الموسيقية الحافلة بالدراما الضوء على كارايان ذاته ليكون محط أنظار الجمهور بكل معنى الكلمة، وبالفعل، تمكن الجمهور من رؤية ملامح وجه الأخير بوضوح ومتابعة تعابيره بشفافية متناهية، وهو الأمر الذي لم يكن ممكنًا من ذي قبل، في القاعات الموسيقية المألوفة.ومنذ القرن التاسع عشر، غلب طابع بناء موحّد على غالبية المسارح الموسيقية وقاعات الأوركسترا، وجلّها بُنيت على شكل مربع أو مستطيل، وفي الجهة الأمامية بُنيت منصة مرتفعة، مخصصة للفرقة الموسيقية، فيما يجلس الجمهور في الأسفل. وقاعة الحفلات الموسيقية الكلاسيكية الشهيرة في فينا النمساوية التي يتم فيها إحياء سهرات رأس السنة، تضرب مثالاً بارزًا على ذلك، كذلك هو حال "فيلهارموني" في برلين التي دمرت الحرب العالمية الثانية جزءًا منها، وبُنيت على هذا الطراز، بيد أن خطط هانز شارون التي عرضها العام 1956 للمبنى الثقافي الجديد بالقرب من حديقة الحيوان في العاصمة برلين دأبت على إحداث قطيعة مع التقاليد؛ فعوضًا عن القاعة الطويلة الممتدة صمم الأخير مبنى متمركزًا في الوسط رغم اختلاف بُعد أطراف القاعة عن وسطها، جاذبًا بذلك منصة الفرقة الموسيقية المعزولة إلى قلب القاعة، مما يسمح للجمهور رؤيتها بأريحية تامةويُعَد شارون، الذي وُلِد العام 1893 من أبرز ممثلي مدرسة "المعمار الحديث" التي تعود إلى عشرينيات القرن الماضي. وعمل بشكل أساسي مع المهندس المعماري لودفيغ ميس فان دير روي في تطوير أبنية سكنية، وأوضح فان دير روي إبان إعلان مخططهما للمبنى الجديد السبب في انتقاء هذا التصميم، قائلا: "من الطبيعي أن يحوم الناس حول المكان الذي تصدر منه الموسيقى بشكل تلقائي. هذا السلوك الطبيعي والمفهوم سواء من الجانب النفسي أو الموسيقي، يجب نقله إلى قاعة الحفل. وعلى الموسيقى أن توضع في المركز بصريًا ومساحيًا".وتثير فكرة شارون اهتمام وحماسة قائد الأوركسترا الموسيقية في فيلهارموني، هربرت فان كارايان، في الوقت الذي يقل اندفاع غيره من الموسيقيين اتجاهها. الملحن باول هندميث مثلاً من المعارضين لها، تمامًا مثل الناقد الموسيقي فيرنر أولمان الذي تزعجه فكرة تذكير المشاهد بالآلات الموسيقية الناطقة للحن الموسيقي، إذ يعبر عن فكرته بالقول: "لا يرغب كل شخص في تذكيره باستمرار بأن المعجزة الموسيقية التي يستمتع إلى عذوبتها لها طبيعة فزيائية، وتخضع لتفسيرات علمية. فالأمر أشبه بالتركيز على مجريات الخدع السحرية للساحر عوض الاستمتاع بالسحر ذاته".ورغم كل الاختلافات والتشكيكات، ما زالت أفواج النجوم البارزة من عازفين وفرق موسيقية تتوجه إلى عزف معزوفاتها في "سيرك كاراياني"ولا يعود الفضل في ذلك إلى جودة الصوت في المسرح الموسيقي فحسب، بل إلى التصميم الجديد للمنصة الموسيقية المتمركزة في منتصف القاعة أيضًا.وتجدر الإشارة إلى أن هذا المبنى ليس الأول لشارون في ساحة كمبر في برلين، ففي العام 1967 بدأ الأخير في بناء مكتبة الدولة التي هي في حوزة المؤسسة البروسية. وفي العام 1987 أتمّ إدغار فيسنيفسكي، أي خمسة عشر عامًا عقب وفاة شارون "قاعة موسيقى الحجرة" التي صممها الأخير، وهي ملاصقة لمبنى المسرح الموسيقي.وتُعد المعلمتان دليلاً واضحًا على براعة شارون في "مدرسة البناء التجسيدي"، كما أنه نجح عبر مبنى فيلهارموني في تشييد معلمة ذات قيمة فنية وثقافية عالمية

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاعة فيلهارموني مسرحٌ موسيقيٌّ ناطق بالمحبّة في عيون سكّان برلين قاعة فيلهارموني مسرحٌ موسيقيٌّ ناطق بالمحبّة في عيون سكّان برلين



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya