شباب المبدعين المصريين يشرحون كيفية الاستجابة لفنهم بعد الثورة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

في إطار مشروع (بدلاً من الحرب) للأكاديمي (جيمس طومسون)

شباب المبدعين المصريين يشرحون كيفية الاستجابة لفنهم بعد الثورة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - شباب المبدعين المصريين يشرحون كيفية الاستجابة لفنهم بعد الثورة

هبة حلمي فنانة ومحاضرة وناشطة مصرية
 لندن ـ ماريا طبراني

 لندن ـ ماريا طبراني في إطار تحقيق يتناول أوضاع الفن والفنانين في مصر بعد الثورة تم طرح سؤال على ستة من الفنانين المصريين بشأن كيفية استجابة روادهم لقدراتهم الإبداعية للثورة. وذلك في إطار المشروع الذي أسسه الفنان المسرحي والأكاديمي البريطاني (جيمس طومسون) وأطلق عليه اسم (بدلاً من الحرب).    وترجع فكرة المشروع عندما كان جيمس تومسون في منطقة جفنة في سريلانكا عام 2000 أيام الحرب الأهلية هناك بدعوة من منظمة اليونسيف نظرا لحاجة المجتمع في جفنة إلى خبير كي يقوم بتطوير مسرح الشباب هناك.
   ويقول تومسون أنه عندما وصل إلى سيريلانكا وجد الفنانين هناك يمارسون نشاطهم الفني بلا توقف ويقومون ببروفاتهم المسرحية رغم الانفجارات والصراعات. كما يقول أن عدداً هائلاً من الفنانين بعد هجمات 11 أيلول /سبتمر كانوا يتساءلون عن كيفية الرد فنياً على الإرهاب وصراعات الحروب ، ومن هنا نشأت فكرة المشروع، حيث راهن على أنه طالما أن هناك فنانين في سريلانكا لم تمنعهم الحرب من مواصلة أنشطتهم الفنية فإن هناك فنانين آخرين في مناطق الصراع في العالم يستطيعون أن يجيبوا على السؤال المهم والذي يتمثل في كيفية استجابة الفنان للحروب والعنف والإرهاب.
   وتطورت فكرة السؤال لمشروع أطلق عليه (بدلاً من الحرب) ومقر المشروع في جامعة مانشستر، حيث يقوم الباحثون بدعم الفن والأنشطة الإبداعية في المواقع التي تشهد صراعات مسلحة. ولمزيد من التفاصيل عن هذا المشروع يمكن التواصل مع موقع (inplaceofwar.net).
   وفي إطار هذا المشروع التقى مع العديد من الفنانين في مناطق الصراع كافة بداية من غزة وحتى أيرلندا الشمالية والبوسنة وأندونيسيا.
   وقال جيمس تومسون إنه وأثناء الثورات العربية وبالتحديد في مصر كان يتم مواجهة الاضطرابات بواسطة الفن ووسائل التواصل الاجتماعي على نحو مدهش لا يمكن تصديقه كما حظي الفنانون في تلك الأثناء بجمهور عريض وضخم استطاع أن يتواصل معهم ويشاركهم بصورة أو بأخرى.
  وأضاف تومسون أن مصر بحق تعد بمثابة مكان قادر على إلهام الناس في أنحاء العالم كافة ومع ذلك فإن هناك تخوفاً من إمكانية أن تضل مصر الطريق.     وفي هذا السياق قامت الفنانة التشكيلية والناشطة السياسية المصرية هبة حلمي بتوثيق ما نشر على الجدران العامة كافة من لوحات بالغرافيتي لعرض المطالب والشعارات السياسية.
   وتقول الفنانة هبة والتي سبق وأن قامت بتصميم لوحات مناهضة لمبارك قبل الثورة، إن رسوم الغرافيتي لم يسبق أن كان لها ظهور في شوارع القاهرة قبل الثورة ولكنها بعد الثورة كانت هي أكثر الأشكال الفنية ظهور واستجابة للثورة المصرية في شوارع القاهرة. وأضافت أيضا أن سر انتشار هذا الفن على الجدران جاء رغبة من الفنانين في شغل الحيز والجدران العامة. وكانت الرسوم في البداية تطالب بالحرية وإزالة حكم مبارك ولكنها تطرقت فيما بعد إلى المطالب الأساسية التي تتمثل في الغذاء والخبز. وهي لا تعتقد بأن الفنانين في البداية كانوا يرغبون في توثيق الثورة ولكنهم كانوا يُعبِّرون عن ردود أفعالهم تجاه الثورة كما ترى أن الفنانين كانوا صوت الثورة.
  وأشارت هبة إلى أنها قررت تأليف كتاب توثق من خلاله أعمال الرسوم الغرافيتي التي ظهرت بعد الثورة لأنها ترى أن الكتاب الذي أصدرته الحكومة المصرية والذي تناول فن الشوارع لم يقدم قصة الفن مع الثورة كاملة .
   وأجرت صحيفة الأوبزرفر حواراً مع الفنان المصري رامي عصام وهو موسيقي شاب وكاتب أغانٍ استطاع أن يستولي بأغنياته على روح ميدان التحرير، وبات بعد الثورة أحد الوجوه العامة التي تمثل الدور الذي لعبه الفنان في دعم الثورة. ويقول أن أغنياته كانت في البداية تدور عن الحب ولكن قبيل الثورة بدأت أغنياته تأخذ الطابع السياسي بفضل أخيه الذي ساهم في إثرائه بالمعلومات عن ما يدور من حوله في مصر.
كما يقول إنه لم يشارك في الثورة مع أول يوم لها ولكنه عندما سمع خطاباً لمبارك يقول فيه بأنه سيبقى في السلطة تحوّل إلى جانب الحشود وقدم أغنية "ارحل" التي شاهدها على مدار أسبوع كامل ما يقرب من نصف مليون مشاهد على موقع يوتيوب.
   وفي هذا السياق يقول الفنان الفولكلوري الأميركي الشهير بيت سيجير "الأغنية المناسبة في الوقت المناسب تستطيع أن تُغيّر وجه التاريخ". وبالفعل حصلت هذه الأغنية على المركز الثالث ضمن أفضل 100 أغنية غيرت وجه التاريخ وفقا لما أشار إليه موقع تايم أوت في هذا السياق.
   ويؤكد عصام أن قوات الأمن ألقت القبض عليه بعد الثورة وقامت بتعذيبه. ولكنه ومنذ تلك اللحظة قام بتسجيل ما يقرب من 45 أغنية من وحي الثورة وما تلاها من أحداث.
   وعن جماعة الإخوان المسلمين قال إنهم يسيطرون الآن على مصر وأنه يكرههم لأنهم خانوه، وأنه وزملائه بدأوا الآن ثورة جديدة ضد الإخوان المسلمين.
   كما تمت مقابلة المخرج السينمائي خالد الحجار الذي عاد من بريطانيا حتى يوثق الثورة سينمائياً. وهو مخرج مثير للجدل وكان أول أفلامه هو فيلم قصير بعنوان (You Are My Life أنت حياتي) عام 1985 وفاز بالجائزة الأولى في مهرجان سينمائي ألماني أما أحدث أفلامه فهو فيلم (الشوق) الذي حصل على الهرم الذهبي في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير.
   وعاش الحجار فترة التسعينات في برمنغهام ولكنه عاد الآن إلى القاهرة حيث شهد الثورة. ورأى أن أفضل ما في الثورة شيئين هما أن الشباب تعلم أن له صوتاً ورأياً وأنه يستطيع أن يُعبّر عنه، كما أنها فتحت الأبواب للشباب كي يمارس الفن وبخاصة عبر وسائل الإعلام الرقمية. إنهم يتواصلون مع العالم الآن. كما يقول أنه عندما يعيش الناس حالة ثورة فإنهم قد لا يرغبون في رؤية أفلام عن الثورة وقد يميلون إلى مشاهدة أفلام كوميدية.
   وتم إجراء حوار مع الفنان التشكيلي والنحات رامي الفاس الذي كان وراء تأسيس موقع (15/3 Studios) الذي يضم العديد من أشكال الإبداع الفني لفناني فيديوهات رسامي كارتون ومصورين ومصممي رسوم غرافيكية وكتاب ومنتجين وكل هؤلاء في إطار مجموعة واحدة تقدم أعمالا من إنتاجها.  
   ومعظم هذه الأعمال من وحي الثورة وتضم كليبات فيديو وكارتوناً سياسياً، أما رامي الفاس فهو نحات شهير وله معرض ضم أجزاء من سيارات مهملة في ميدان التحرير. ويقول إن الثورة كانت قوية للغاية استطاعت أن تغير حياة المصريين وخلقت داخله رغبة في أن يكون أفضل على المستوى الفني.
   وأضاف أن الناس بصدد القيام بثورة ثانية ضد الإخوان المسلمين. وهو متأثر في أعماله بأعمال الفنان منشي الليثي الذي عاش الثورة عن قرب وأنتج فيديوهات في دبي كما قام بعمل فيديو كليب مناهض لمبارك في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2010 على اليوتيوب حظي بمشاهدة الملايين الأمر الذي منعه من العودة إلى مصر ولكنه عاد فور بدء الثورة ورأى أنه بفضل كليباته استمر الناس في ميدان التحرير لإسقاط مبارك.
   كما أجرت الصحيفة حواراً مع أمل رمسيس وهي مخرجة أفلام وثائقية استطاعت من خلالها أن تؤرخ للقيود الغريبة المفروضة على الحياة اليومية في الشارع المصري، ومن أشهر أفلامها فيلم بعنوان (ممنوع) الذي قدمته قبل عام من الثورة وتناولت فيه حالة الإحباط في ظل حكم مبارك وتتساءل فيه عما هو غير ممنوع في مصر في عهد مبارك. وكانت أمل رمسيس تعيش في إسبانيا ولكنها عندما عادت إلى مصر أكدت أنها لمست ثقافة الاضطهاد سائدة في البلاد ولكنها وجدت أن الناس اعتادوا على ذلك واعتبروا ذلك أمراً طبيعياً. وتقول إنها كانت تعلم أن مثل هذا الفيلم محظور في مصر ولهذا فإنها أنتجته من دون إذن أو تصريح من السلطات. وأشارت إلى أن سقوط مبارك كان بمثابة المشهد الأخير لفيلمها.
   وكان آخر لقاءات الصحيفة مع المصور الفوتوغرافي عادل وسيلي الذي استطاع أن يُهرّب ما التقطه من صور خارج ميدان التحرير. لقد بدأ حياته كمهندس ولكنه انشغل بمهنة التصوير في أواخر الثمانينات عندما لاحظ أن هناك جوانب كثيرة في حياة المصريين تمر دون توثيق. وتعكس صوره التفاوت الصارخ في توزيع الثروات. ويقول أن إنتاجه الفني يدور عن وضع الناس الفقراء، وعلى الرغم من أن الصور تنطوي على مشاهد بشعة وشنيعة إلا أنها لا تخلو من جمال الفن فيها.
   وأمضى فترة طويلة من حياته كناشط سياسي وعايش بداية الثورة المصرية والتقط مشاهد استطاع أن يهربها في ظل محاصرة الشرطة لكل من يحمل كاميرا حيث كان يقوم بتسريب الكروت المسجل عليها اللقطات عبر أصدقاء له.
   وصدر له كتاب بعنوان (ميدان الحياة ، التحرير 2011) ويضم مجموعة الصور التي تم التقاطها أثناء الثورة. ويقول وسيلي "إن أهم التغيرات التي لحقت بمصر بعد الثورة هو انكسار الخوف على نحو لا يمكن أن يسمح لحاكم أن يسيطر علينا من جديد".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شباب المبدعين المصريين يشرحون كيفية الاستجابة لفنهم بعد الثورة شباب المبدعين المصريين يشرحون كيفية الاستجابة لفنهم بعد الثورة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya