معرض فني يُجسد لحظات السعادة في حياة ضحايا بركان فيزوف في بومبي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يكشف عن مذهب المتعة والتحرر الجنسي في العهد الروماني القديم

معرض فني يُجسد لحظات السعادة في حياة ضحايا بركان "فيزوف" في بومبي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معرض فني يُجسد لحظات السعادة في حياة ضحايا بركان

بعض التماثيل المعرضة
روما ـ ليليان ضاهر

ضم معرض جديد عن مدينة بومبي Pompeii القديمة، تمثالاً لآلهة البرية "god Pan"، ووضعت علامة فيلم "parental guidance " صغيرة، في أماكن غير محببة فهي ليست في بهو سينما، أو محل لبيع الأقراص المدمجة، ولكنها في مكان رائع داخل المتحف البريطاني، بالقرب من تمثال من الرخام لزوجين يمارسان الحب، وهو شئ قد يكون محرجًا في شرحه للزوار الصغار، ولكن هذا وصف نصف التمثال فقط، ولكن من خلال نظرة على قرب من هذه المجموعة، ستكتشف أنه لرجل في وضع جنسي مع عنزة.
ويعتبر هذا التمثال لآلهة البرية "god Pan "، جزءًا من معرض جديد عن بومبي Pompeii القديمة، وكان تصنيفها السابق كأحد الكنوز هو شئ مدهش في هذا المعرض، الذي يضم 450 قطعة فنية، كثير منها لم يسبق عرضها خارج إيطاليا، وهي ترسم صورة أكثر وضوحًا للحياة والموت في هذه المدينة المنكوبة.
وحازت هذه الأعمال على إعجاب الكثير من الزوار في جميع الأعمار، حيث تكشف النقاب عن مذهب المتعة والتحرر الجنسي المنتشر في هذا المجتمع، الذي تم محيه تمامًا بعد ثورة بركان "فيزوف" في العام 1979 قبل الميلاد، كما أنه يصور الرعب الكامل لمعاناة مواطنيه، وقد تم نقل قصتهم مرات عدة من قبل، ولكن العديد من المعروضات ستعطي الزوار فكرة لا تنسى من خلال عرض جديد للكارثة، التي لم يحدث مثلها من قبل ولا من بعد.
وتشمل المعروضات، عظامًا متفحمة لطفل عثر عليه في المهد، الذي إسود لونه في مدينة هيركولانيوم القريبة، والتي دمرتها ثورة البركان أيضًا، مثل كثير من التعساء في ذلك اليوم الرهيب، ولم تتاح لصاحب المهد الصغير، فرصة البقاء على قيد الحياة بسبب البركان، الذي ظل خامدًا لفترة طويلة، وثار فجأة وتسبب في خلق سحابة هائلة من الرماد والصخور البركانية في السماء، وكانت هناك حالة من الذعر والرعب على نطاق واسع، حيث ارتفعت الحمم والرماد البركاني لمسافة 19 ميل في الهواء، لتصل إلى طبقة الاستراتوسفير، وحجبت الشمس في منتصف النهار وتحول النهار إلى ليل.
ووصف الكاتب Pliny the Younger، صراخ الأطفال وصيحات الرجال والنساء، بأنها "صيحات أشخاص مقتنعون بأنه لا يوجد الآن أي آلهة على الإطلاق"، حيث قُتل الكثير من الضحايا، بعدما بدأت هذه السحابة القاتلة تمطر حممًا ورمادًا على بومبي والمناطق الريفية المحيطة بها، وأصيب البعض من الصخور البركانية التي امتدت إلى الأرض لأكثر من 100 كيلومتر خلال ساعة، وحوصر آخرون، بينما قتل البعض بالاختناق والسحق، بعدما انهارت منازلهم تحت وطأة الحطام البركاني، ولكن لم ينتهي البركان "فيزوف" مع السكان المذعورين عند هذا الحد، فقد قتل معظم الضحايا في المرحلة الثانية من ثورة البركان، حيث تسببت السحابة البركانية في زعزعة الاستقرار، وتوالت حركات الانهيارات الثلجية بسبب الرماد والغاز المسخن على الأرض، وتسببت هذه العواصف، التي أشعلت على الفور في حرق جثثهم وغالبًا حتى العظم، وفي بعض الحالات تسببت الحرارة الشديدة في انشقاق الجماجم بسبب ضغط غليان العقول التي تمددت في الداخل.
ويصور المعرض مصير إحدى العائلات، حيث لجأ بعضهم إلى الإختباء تحت الدرج في منزلهم في بومبي، وكانت سيدة المنزل ترتدي سوارًا ذهبيًا، وهو يعتبر قطعة مذهلة من المجوهرات وزنها 21 أوقية، ويوحي أنها كانت غنية جدًا، ولكن هذا لم يشكل أي عائق في وجه غضب "فيزوف"، أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 أو 5 سنوات من العمر، فقد كانت ملامح وجوههم ملحوظة جيدًا، وهي واحدة من المعروضات الأكثر إثارة للمشاعر في المعرض.
وتكشف قطعة أخرى في المعرض، عن عذاب كلب حراسة خلف صحابه في منزل آخر، وكان في وضع التواء من شدة العذاب، فيما كانت هناك فتاة أخرى تم تقطيعها بالقرب من البوابات الشرقية في المدينة، بالإضافة إلى 14 آخرين، وربما صديقاتها وأقاربها، وكانت المجوهرات التي وجدت معها تقريبًا من السحر الروماني، بما في ذلك التمثال لإلهة "فورتونا" وهلال من الفضة، وهذه الحلي، وتأثيرها في نفوسهم، أضافت الكثير لمصيرها، ولكن واحدة على وجه الخصوص تساعدنا على فهم الكثير عن المجتمع الذي تم محيه بسبب "فيزوف" في ذلك اليوم، فقد كانت ترتدي شيئًا لا يمكن أن نتوقع أن نجد فتاة ترتديها هذه الأيام، وهو قضيب من الفضة، وهي صورة منتشرة  في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وغالبًا في الأماكن غير المحببة، وتعتبر الكعكة الموجودة في المعرض والمدعومة بشخصية رياضية، مثالاً بارزًا بشكل خاص، وعادة ما يوجد شكل القضيب بالقرب من ينابيع المياه، ومصابيح الزيت وأنماط أرضيات الفسيفسائية.
وقال أمين المعرض بول روبرتس، "لم ير الرومان شيئًا صادمًا في هذا، فقد كان القضيب علامة واقية يعتقد أنه رمزًا لحسن الحظ، فقد وضعت علامات القضيب على الجدران الخارجية من المحلات التجارية وغيرها من الشركات، وعلى نواصي الشوارع، وتم العثور على تمثال مثير للجدل من لآلهة البرية والماعز في فيلا، كانت مملوكة لوسيوس بونتيفيكس، وهو وواد زوجة يوليوس قيصر، وقد تم عرضه في الحديقة ليثير إعجاب النساء والأطفال وجميع المارة، والرومان لن يصدموا من هذا المشهد على الإطلاق، فهم ينظرون له على سبيل المزاح، ويظهر أيضًا افتقار الحياء في لوحة مأخوذة من منزل أحد الأثرياء، حيث يظهر زوجين في أوضاع حميمية، وفي الخلفية تظهر امرأة جميلة شابة، في سترة لونها أزرق فاتح، وتقديم المشروبات، والمناشف، وأي شئ آخر يريده سيدها وعشيقته أثناء ممارستهما الحب أمام عينيها، ولم يتم تجسيد ذلك ليكون خيال افتضاحي، ولكنهم يتصرفون كما لو كانت ببساطة هذه من عادة الرومان".
وأضاف روبرتس، "ويكتب في كتاب يرافق المعرض، كان يمكن للعبيد التواجد في أكثر اللحظات حميمية، فقد كان يعتقد أنهم غير مرئيين تمامًا، وكأنهم جزء من التجهيزات التي تجعل أسيادهم يشعرون بالمتعة، وكان بعض العبيد يشاركون أيضًا في هذه الأوضاع، وبعض الكتاب الرومانيين ضربوا أمثلة عدة للعبيد الذين يشاركون أسيادهم الجنس، طوعًا أو كرهًا، لإشباع الرغبات الجنسية لأسيادهم، كما كتب على جدران بومبي ملخص الموقف وهي: اغتنم فتاتك من الرقيق كلما أردت هذا حقك، والفتيات في هذه الحالة لم يكن لديهن خيار سوى الانصياع، وإذا أسعدن أسيادهن، يمكن أن تكون المكافآت كبيرة، كما عثر على مجوهرات في منزل، كانت تتضمن سوار على شكل ثعبان، وزنها يزيد قليلاً عن نصف كيلو مع قطع من الماس على عينيه، وقد تم حفر عبارة: لفتاة من سيدها، وقد تفوز بعض الفتيات بالحرية من العبودية، ولكن إذا رفضوا مطالب أسيادهن، يمكن بيعهن إلى أحد بيوت الدعارة في بومبي،
ويُقدّر أن هناك ما لا يقل عن 35 من هذه البيوت في بومبي، وهو عدد مذهل بالنظر إلى عدد سكانها، الذي يبلغ 15 ألف فقط، على افتراض أن نصف سكان المدينة من النساء، يقدم كل منزل الدعارة لـ 200 رجل، ولم يكن لديهم نقص في العملاء، وفي العصر الروماني، كان من المقبول بالنسبة للرجال من جميع الطبقات النوم مع العاهرات، وتوضح قطعة من الكتابة على الجدران، أن البنات في الحي تم الرمز إليهن في العملة الرومانية بـ(المؤخرات)، حيث باعت امرأة تُدعى Acria نفسها بقيمة أربعة (مؤخرات)، وهو سعر كوب من النبيذ، أما بالنسبة "لبريما دومينا"، وهذا يعني السيدة الأولى، تمكنت خلافًا لاسمها، من الحصول على واحد ونصف (مؤخر)، قد وجدت هؤلاء النساء صعوبة في الحصول على المال، حتى عندما كانت التجارة في قمة نشاطها، في وقت قريب من الأحداث الكبرى مثل ألعاب المحاربين".
وكانت هناك مشاهد بشعة، في فترة ما قبل ثوران البركان، وصفتها المؤرخة ماري بيارد، بأنها "ألعاب سيئة وتتسبب في اندلاع الشغب في الرياضة القديمة، عندما جاء متفرجون من بلدة قريبة من Nuceria لضرب الجماهير، مما أدى إلى الكثير من حالات الوفاة، ونتيجة لذلك، تم منع الألعاب لمدة 10 سنوات، ولكنها أثبتت أن لها شعبية كبيرة عندما أعيدت مرة أخرى، وتم تسجيل صور وأسماء أبطال هذه الألعاب على الجدران في جميع أنحاء المدينة، جنبًا إلى جنب، مع ملصقات بالتفصيل عن المحاربين، وأسماء أصحابها وتواريخ، وتم وضع ملصق مثير للقلق في كوماي، التي تقع في الشمال الغربي من بومبي، بأنه سيكون هناك خيام، بالإضافة إلى المظلات، وهذه الخيام الضخمة قامت بحماية الجماهير من الحرارة في هذه الظروف المعيشية الصعبة، فقد عاشوا لحظات مؤلمة في الماضي عندما تم صلب من قبلهم، وكانت هذه الأحداث ذات شعبية كبيرة، وقد أقيم بعضها قبل وقت قصير من ثورة البركان".
واكتشف علماء الآثار، مزار لعطارد وباخوس، وهما آلهة التجارة والنبيذ، في حانة يديرها رجل يدعى لوسيوس بلاسيدوس، وعلى ما يبدو، كان بلاسيدوس المفضل لهم، فقد وجدوا عملات معدنية بقيمة 700 عملة رومانية قديمة تسمى " sesterces" في وعاء من الرخام، وكان هذا المبلغ يعتبر ثروة صغيرة.
لوحات على جدار آخر تظهر شجار بين اثنين من العملاء على كوب من النبيذ تحمله نادله، وقد أمرهم المالك لاحقًا بالخروج، وقال: إذا كان لديكم الرغبة في القتال ، اخرجا من هنا.
هذه هي حياة سكان بومبي، أشخاص منغمسون في الشهوات، ويتمتعون بروح الدعابة، قبل ما يقرب من 2000 عام، وهذا جزء من أكثر المواضيع المميزة للمعرض الجديد، فقبل كل شئ، فإنه يذكرنا بأنه في حين أننا قد نتذكر ضحايا بركان "فيزوف" بالطريقة التي ماتوا عليها، إلا أننا يجب أن نتذكر الطريقة الرائعة التي عاشوا بها.معرض فني يُجسد لحظات السعادة في حياة ضحايا بركان فيزوف في بومبيمعرض فني يُجسد لحظات السعادة في حياة ضحايا بركان فيزوف في بومبيمعرض فني يُجسد لحظات السعادة في حياة ضحايا بركان فيزوف في بومبيمعرض فني يُجسد لحظات السعادة في حياة ضحايا بركان فيزوف في بومبي

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض فني يُجسد لحظات السعادة في حياة ضحايا بركان فيزوف في بومبي معرض فني يُجسد لحظات السعادة في حياة ضحايا بركان فيزوف في بومبي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya