القهوة حرمها الغرب وسلطان عثماني اعتبرها تهديدًا واضحًا لسلطته
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مثَّلت أحد أهم المشروبات أثناء عصر التنوير في أوروبا

"القهوة" حرمها الغرب وسلطان عثماني اعتبرها تهديدًا واضحًا لسلطته

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"القهوة"
الرباط ـ ليبيا اليوم

أثارت القهوة جدلا واسعا أينما حلّت منذ ظهورها وانتشارها بمختلف أصقاع العالم، فبينما اعتبرها السلطان العثماني مراد الرابع تهديداً واضحاً لسلطته وأصدر أوامر صارمة بإعدام شاربيها خلال القرن 17، مثلت القهوة أحد أهم المشروبات أثناء عصر التنوير في أوروبا، حيث احتست شخصيات كفولتير، وجان جاك روسو، وإسحاق نيوتن مشروب القهوة أثناء مناقشتها للمواضيع الفلسفية، وأيضا لعبت القهوة دورا هاما في إنجاح الثورة الفرنسية.واجتمع الباريسيون خلال شهر تموز/يوليو 1789 قبل أن يباشروا بمهاجمة حصن الباستيل، ويصنف مقهى باسكوا روزي (Pasqua Rosée) كأول مقهى ظهر بلندن، حيث افتتح الأخير أبوابه سنة 1652 ليستقبل عددا كبيرا من الزبائن الذين جاؤوا لاحتساء القهوة.واحتوت مقاهي لندن على العديد من الجرائد التي طالعها الكثيرون عند اجتماعهم حول القهوة، وتدريجيا تحولت المقاهي اللندنية لأماكن دونت وانتشرت منها الأخبار نحو مختلف أرجاء العاصمة، إثر حادثة إعدام والده تشارلز الأول، لم يتردد ملك إنجلترا تشارلز الثاني يوم 12حزيران/يونيو 1672 في إصدار مرسوم منع من خلاله نشر الأخبار الكاذبة والحديث عن شؤون الدولة، وقد سعى الملك من خلال ذلك لوضع حد لاهتمام أهالي لندن بالسياسة.

ولجأ تشارلز الثاني لنشر العديد من الجواسيس بالمقاهي للتأكد من تطبيق قراره والتجسس على أحاديث روّاد المقاهي، وخلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1675، اتجه الملك لأبعد من ذلك فأمر بإغلاق المقاهي، واستمر تطبيق هذا القرار مدة 11 يوماً فقط، قبل أن يلغى نهائيا بسبب معارضة أهالي لندن.مع فشل هذا الحظر المفروض على المقاهي، عرفت إنجلترا ظهور العديد من الأفكار الجديدة خلال عصر التنوير، كما شهدت نفس الفترة ظهور مصطلح "جامعات القرش الواحد" فبقرش واحد حصل الإنجليزي على قهوة وجلس قرب عدد من كبار الفلاسفة والعلماء، وتبادل أطراف الحديث معهم، منصتا إليهم متعلما أشياء جديدة.
وارتبطت أسماء بعض المقاهي بعدد من كبار الشخصيات وأشهرها حيث ارتبط المقهى الإغريقي قرب فليت ستريت (Fleet Street) باليمينيين وأفراد الجمعية الملكية العلمية وقد ارتاد إسحاق نيوتن هذا المكان كثيرا أما مقهى ويلز فقد ارتبط اسمه بالعديد من الأدباء والشعراء ولعل أهمهم جون دريدن (John Dryden) وألكسندر بوب (Alexander Pope) وجوناثان سويفت (Jonathan Swift).

وصنّف الملك البروسي فريدريك الثاني (Frederick II)، الملقب بالعظيم، القهوة كخطر على بلاده فاتجه يوم 13 أيلول/سبتمبر 1777 لتجريم استهلاكها مشجعا بدلا من ذلك على استهلاك البيرة الألمانية، وحسب عدد من المؤرخين، تخوّف الملك البروسي حينها من تأثير استيراد واستهلاك القهوة على اقتصاد بروسيا، فأمر جميع تجار وبائعي القهوة بتقنين عملهم والحصول على ترخيص ملكي رسمي.ورفضت أغلبية مطالب تراخيص بيع القهوة وحصل عليها عدد قليل جداً من المقربين للملك، كما لم يتردد فريدريك الثاني في إرسال جواسيس تنقلوا بين مختلف المدن للتأكد من تطبيق القرار الملكي والبحث عن المهربين والمخالفين عن طريق شم رائحة القهوة بالشوارع.وحاول الملك إقناع المحيطين به بالقرار الذي اتخذه فاتجه لأكثر من مرة للحديث عن فوائد الجعة، مقارنة بالقهوة التي اعتبرها ضارة.وعقب وفاة فريدريك الثاني سنة 1786، ألغي هذا الحظر المفروض على القهوة لتعود الأخيرة للواجهة مرة ثانية وتثير الجدل ببروسيا.

وقد يهمك أيضا" :

شوفينمون-يدعو-إلى-اعتماد-سلاح-الثقافة-أمام-الكراهية-والعنصرية

رقم-قياسي-جديد-لمبيعات-قصور-الثقافة-في-معرض-الكتاب-المصري

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القهوة حرمها الغرب وسلطان عثماني اعتبرها تهديدًا واضحًا لسلطته القهوة حرمها الغرب وسلطان عثماني اعتبرها تهديدًا واضحًا لسلطته



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya