تكنولوجيا ناسا الجديدة ليدار تفصح عن مدينة أنغوكور الضخمة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مستوطنة حضرية واسعة تماثل في حجمها لوس أنجلوس

تكنولوجيا ناسا الجديدة "ليدار" تفصح عن مدينة أنغوكور الضخمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تكنولوجيا ناسا الجديدة

صورة للمعبد المركزي في أنغكور
لوس أنجلوس - مادلين سعادة

كشفت مسوحات الليزر الأخيرة عن آثار لمستوطنة حضرية واسعة تماثل في حجمها لوس أنجلوس حول معابد أنغكور في الأدغال الكمبودية، وعندما تستكشف المعابد الضخمة في أنغكور بجانب مليوني سائح يأتون إليها سنويا تشعر وكأنك تستكشف هذه المملكة المفقودة للمرة الأولى، وما يصعب تخيله وأنت تتجول بين المواقع المحطمة في عمق الغابة أن هذه الآثار كانت ذات يوم جزءًا من أكبر مدينة مترامية الأطراف على هذا الكوكب، وتأكدت تفاصيل الموقع المذهلة مؤخرا من خلال مسح ليزر جوي والذي قطع طريق الأشجار لأول مرة لاكتشاف شبكة من المستوطنات الحضرية التي تمتد لأميال، وتبين أن العاصمة القديمة "خمير" التي ازدهرت في القرن التاسع إلى القرن 15 لديها الكثير من القواسم المشتركة مع لوس أنجلوس أكثر من سلسلة المعابد الواقفة في عزلة رائعة في الغابة

تكنولوجيا ناسا الجديدة ليدار تفصح عن مدينة أنغوكور الضخمة

 وبيّن عالم الآثار الاسترالي الذي يقود المسح الضوئي جوا  في École Française d’Extrême-Orient بالتعاون مع السلطة الكمبودية الوطنية APSARA ووزارة الثقافة والفنون داميان إيفانز: "غيرت تكنولوجيا الليزر قواعد اللعبة، وكشفت مسوحات الليزر لدينا عن مستوطنة مماثلة في الحجم للوس أنجلوس أو سيدني مع شكل حضري يشبه المدن منخفضة الكثافة في العالم المعاصر".

وركزت استكشافات أتكغور لعدة قرون على مكونات المعابد والرمزية الدينية للهياكل والعوالم الكونية المجسدة في النقوش الخاصة بهم، وليس من الصعب معرفة السبب، ويقول عنها المستكشفف الفرنسي الشاب هنري مهوت عام 1858" إنها أعظيم من أي شئ تركته لنا اليونان  أو روما"، ووصف أحد المجمعات المعقدة هناك بكونها "منافسة لمعبد سليمان"، وبني هذا المعبد المركزي وحده بواسطة الملك سوريافارمان الثاني في أوائل القرن 12 ليصبح أكبر مجمع ديني في العالم، وهو أكبر 4 مرات من الفاتيكان، وترتفع أبراجه المخروطية الخمسة بنحو 160 هكتار، وباعتباره الهيكل الوحيد الباقي فيا لمنطقة كان من المفترض أن تعمل المعابد مثل المدن المسورة في القرون الوسطى والتي يسكنها موظفين يمثلون بضعة آلاف من الناس، وربما بُنيت من قبل الملوك المتعاقبة والأسرة المالكة حيث انتقلت حاشيتهم من مجمع إلى آخر، ما خلّف وراءه سلسلة من المدن المنفصلة المنتشرة عبرا لسهل ويحد كل منها خندق دفاعي.

وأظهرت مسوحات الليزر التي أجريت عامي 2012 و2015 أن هذه الجدران المقدسة لا تضم الكثير لكنها كانت محاطة بشبكة حضرية مترامية الأطراف، وشبكة من الشوارع والقنوات الممتدة عبر المناظر الطبيعية وتغطي منطقة مساحتها أكبر من باريس في العصر الحديث، وما كان يدرسه علماء الآثار ببساطة يعادل مدينة أوروبية في كل شئ مُحيت باستثناء الكنائس والكاتدرائيات، وفي وقت الازدهار في القرن الثاني عشر عندما كان عدد سكان لندن 18 ألف نسمة كانت أنغكور موطنا لمئات الآلاف ما يقدر بثلاثة أرباع مليون شخص، ويضيف إيفانز " أنا متردد في استخدام كلمة مدينة لأن أنغكور لا تتبع الشكل المعتاد للمدينة القديمة المحاطة بأسوار مع حافة محددة بوضوح، ولكن بدلا من ذلك اكتشفنا مناطق حضرية في وسط المدينة مكتظة بالسكان تغطي مساحة 35-40 كم مربع، وتعد المنطقة عالم من الأحياء المختلطة مع حقول الأرز والحدائق والبرك"، وأمكن استخلاص كل ذلك بفضل تكنولوجيا طورتها ناسا من خلال بضع ساعات من طائرة هليكوبتر، حيث أطلقت الطائرة ملايين من أشعة الليزر كل 4 ثوان من الجزء السفلي من طائرة هليكوبتر، وتتيح تكنولوجيا ليدار نوعا من إزالة الغابات افتراضيا وتجريد المكان من الأشجار للكشف عما يكمن تحت أرض الغابة، وكشف المسح عن تضاريس المدرج مع شبكة دقيقة من الأخاديد والتلال ومدينة محفورة من المناظر الطبيعية، وأضاف إيفانز " على أرض الواقع عندما تنظر ترى فقط كتل ومطبات، ولكن المسح الجوي أظهر نظام متطور جدا من شبكات الطرق والأحياء المخططة ومحطات المياة، وتعد أنغكور عملا هندسيا جيولوجيا على نطاق لم يسبق له مثيل".

واستخدمت الأحجار في مدينة خمير  لحصار الآثار والمعالم الدينية المبنية من كتل كبيرة بطول 30 ميلا على طول قنوات محفورة خصيصا، بينما كان كل شئ أخر في المدينة بما في ذلك القصور الملكية مصنوع من الخشب والقش، وارتفعت المنازل على ركائز فوق تلال ترابية، للاحتفاظ بها فوق مياة الفياضانات في موسم الأمطار، وكشف رسم الخرائط بتقنية ليدار للمدينة عن مستويات معقدة من أنظمة استصلاح وإدارة المياة والتي لم تكن موجودة في أي مستعمرة أخرى في تلك الحقبة.

وركزت الدراسة الآثرية السابقة على الدور الرمزي للمياة في أنغكور واعتبار الخزاتات الأسطورية رموزا للمحيطات الأسطورية المحيطة بجبل ميرو الذي يعد منزل الآلهة الهندوسية، كما لعبت المجاري المائية دورا واضحا في الجغرافيا المقدسة للمدينة، وكانت موجودة في الأساس لري حقول الأرز وكمصدر لثروة الإمبراطورية العظيمة، ويعتد النجاح في المناخ المداري على القدرة على التخفيف من الفياضانات خلال موسم الرياح الموسمية الصيفية وتخزين ما يكفي من المياة لري الحقول خلال موسم الجفاف، وهو ما أتقنه حكام مدينة خمير بشكل واضح، وتم ترتيب الأحياء السكنية حول آلاف البرك في حين تُروى الحقول بواسطة زوج من الخزانات الكبيرة، ويتصل النظام برمته من خلال شبكة واسعة من القنوات، وتعد الخزانات التي تمتد على بعد 5 أميال وميل واحد غرب أنغكور أكبر خزانات للمياة على الأرض.

ويعتقد إيفانز أن هذه البراعة الهيدرولوجية في المدينة ربما تسلط الضو على السبب النهائي لتراجع هذه المدينة الرائعة، وتكهن علماء الآثار لفترة طويلة بأسباب تدهور مدينة خمير، وأشارت إحدى وجهات النظر إلى نهب المدينة من قبل الغزو السيامي عام 1431 ما دفع الملوك والشعب إلى الفرار بشكل جماعي إلى منطقة قريبة هي بنوم بنه في الوقت الحاضر، ولكن هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى الهجرة الجماعية، ويرى أخرون أن التحول من الهندوسية إلى البوذية بعد عهد جيافارمان السابع استنزف حضارة البلاد من خلال إشاعة الحرب، إلا أن هذا الرأي يتجاهل التوسعات العنيفة من الحكام البوذيين في أماكن أخرى من العالم، وأشار اقتراح آخر إلى أن مدينة خمير استنزفت نفسها من خلال مشاريع البناء حيث انهارت البلاد بسبب النصب.

ويعتقد إيفانز أن العوامل البيئية لعبت دورا هاما، وبدأ في البحث في السجلات الرسوبية مشيرا إلى وجود أدلة حول فياضانات كارثية، ومضيفا " مع التوسع في أنغكور دمرت الغابات وخزانات المياه، واكتشفنا فشل شبكات المياه"، وفي ظل اعتماد النظام بالكامل على الإدارة الناجحة للمياه فإن أي انكسار في هذه السلسلة سيؤدي إلى تراجع تدريجيا، وأصر إيفانز على أنه لا وجود لدليل يؤكد انهيارا دراماتيكيا على الإطلاق، مضيفا " هناك الكثير من الأدلة على استمرار الحيوية في أنغكور"، وعندما زار المدينة التجار البرتغاليون في القرن 16 والمستكشفين الفرنسييت في القرن 19 واجهوا مجتمعات تضم آلاف الأشخاص الذين يعيشون في وحول والمعابد، وتابع إيفانز " ربما اختفت من وعي الأوروبيين لبعض الوقت لكن أنغكور أبدا لم تكن مدينة مفقودة، لكنها تضخمت قليلا".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكنولوجيا ناسا الجديدة ليدار تفصح عن مدينة أنغوكور الضخمة تكنولوجيا ناسا الجديدة ليدار تفصح عن مدينة أنغوكور الضخمة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya