مدينة هافانا تحتفل بمرور خمسة قرون على تأسيسها
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تعتبر العاصمة الثقافية لقارة أميركا اللاتينية

مدينة "هافانا" تحتفل بمرور خمسة قرون على تأسيسها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مدينة

مدينة "هافانا"
واشنطن - المغرب اليوم

نادرة هي المدن التي نسجت خيوط تاريخها، علاقات وثيقة بعوالم الأدب، والموسيقى، والفنون، والمغامرات، والأحداث السياسية البارزة، مثل هافانا، التي تحتفل هذا العام بمرور خمسة قرون على تأسيسها محافظة على جاذبيّتها الأخّاذة وقدرة الإبداع المذهلة لأهلها الذين تسري في عروقهم دماء من الهند والصين وإسبانيا وأفريقيا.

وتعاقبت فصول كثيرة من العزّ والعذاب والقمع والحريّة، على العاصمة الكوبية التي تدلّت لحية الرفيق فيديل من شرفتها بتحدٍّ وإباء طوال خمسة عقود على مرمى حجر من الساحل الأميركي، بعد أن وضعت العالم على شفا حرب نووية للمرة الأولى في التاريخ، وتحوّلت إلى رمز للحرب الباردة بين العملاقين الأميركي والسوفياتي، وأصبحت بمثابة المرأة الثانية في حياة كل يساري قبل أن تخمد نيران ثورتها التي صمدت في وجه كل التحدّيات السياسية والعسكرية والاقتصادية لكنها عجزت عن إطعام أبنائها وسدّ عطشهم للحريّة.

لكن رغم ذلك بقيت هافانا تتنفّس الموسيقى والأدب والفنون أكثر من أي عاصمة أخرى في أميركا اللاتينية، يتوافد عليها كبار الكّتاب والشعراء والفّنانين ينهلون من تمازجها العرقي والثقافي الفريد، تجذبهم قدرة أهلها على التكيّف والابتكار وشغفٌ بالحياة لا يعرف الحدود.

وقال الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، الذي كان له في هافانا، منزل يمضي فيه فترات طويلة بعد أن أسّس فيها معهدًا عالميًا للسينما، "العاصمة الكوبية هي ملتقى استوائي تترافد فيه كل المشارب والأزمنة والأمكنة"، جاءها الأسبان والأوروبيّون فاتحين وقراصنة، ونزل فيها أبناء القارة الأفريقية عبيدًا قبل أن ينضمّ إليهم 150 ألف صينيّ من كانتون وماكاو، قرروا البقاء فيها وعدم مواصلة طريقهم إلى جزر الأنتيل، أيًّا كانت الجهة التي ينحو إليها الحديث، عن الهندسة أو الموسيقى أو الرسم والرقص والشعر والشطرنج والأدب، كانت هافانا تنضح دائمًا بالثقافة رغم كل المراحل المضطربة والصعبة التي مرّت بها وما دار حولها من أحداث، الأدباء الكوبيّون الثلاثة الذين نالوا جائزة سرفانتيس، وهي نوبل الآداب الإسبانية، كانت هافانا محور أعمالهم والشخصية الأبرز فيها.

وتشهد الشواهد المعمارية، التي تخضع لعملية ترميم ضخمة منذ سنوات بعد أن أعلنتها منظمة اليونيسكو تراثًا عالميّا، على عظمة قلّ نظيرها في القارة التي "اكتشفها"، كريستوفر كولومبوس بميادينها الخمسة الفريدة وقلاعها البحرية الضخمة، وإلى جانبها عشرات المباني الحديثة التي تحمل هويّة خاصة بها، وعدد من العمارات الأنيقة التي تركها الأميركيّون عندما كانت هافانا مسرحًا لتجاوزاتهم ومرتعًا للمافيا والمنظمات الإجرامية.

ويقول المؤرخ المشرف على ترميم الوسط التاريخي للمدينة، إن "هافانا حالة نفسيّة، عندما يصل المرء إليها يشعر بأن ثمّة ما يغريه ويجذبه، ثم يأسره ولا يقوى على الإفلات منه، أحيانًا ينسدل عليها خمار من التداعي، لكن ما إن ترفعه عنها حتى ينداح أمامك مشهد معماري رائع ينقلك في مسافة قصيرة من قصور القرن السادس عشر إلى أحدث المباني الطليعية".

وكانت هافانا الساحرة هي مفتاح الباب الواسع إلى القارة الأميركية وهمزة الوصل الرئيسية بين أوروبا والعالم الجديد وما زالت إلى اليوم العاصمة الثقافية لأميركا اللاتينية، فيها وضع خوان رامون خيمينيث أجمل أشعاره وتشكّلت المعالم النهائية لموسيقى الجاز، وعلى طاولات مقاهيها كتب غراهام غرين رائعته "عميلنا في هافانا" وأرنست همنغواي روايته الخالدة "الشيخ والبحر".

وستتوج احتفالات المئوية الخامسة للعاصمة الكوبية، أواخر العام الجاري، بإنهاء أعمال الترميم الضخمة لمبنى الكابيتول، الذي هو نسخة طبق الأصل عن مقر الكونغرس الأميركي، وتعتبر قبّته الشهيرة السابعة في العالم من حيث علّوها وقطر دائرتها، وقد كلّفت أعمال ترميم المبنى 20 مليون دولار، أي ضعف تكلفته عند تشييده عام 1929 ليكون مقرًّا لمجلسي الشيوخ والنوّاب، وينتظر أن يعود إلى وظيفته الأساسية، ابتداء من العام المقبل، بعد أن حوّلته الثورة إلى أكاديمية العلوم ثم إلى وزارة العلوم والتكنولوجيا والبيئة.

قد يهمك ايضا :

الراوية المخابراتية في الأدب العربي الحديث تبرز الصراع الإنساني

الأدب صنع منّي مخرجاً مسرحياً وصقلت مواهبي لاقتحام السّينما الأوروبيّة

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة هافانا تحتفل بمرور خمسة قرون على تأسيسها مدينة هافانا تحتفل بمرور خمسة قرون على تأسيسها



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 10:07 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

ســاق علــى ســـاق

GMT 05:02 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

مرسيدس تكشف عن سيارتها الجديدة GLB 2020
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya