لجنة بوكر تناقش القائمة القصيرة للجائزة العالمية للصّحافة العربية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

اختلفت الآراء لتتكامل ببعضها مع تباين الوعي بنظرية الرواية

لجنة "بوكر" تناقش "القائمة القصيرة" للجائزة العالمية للصّحافة العربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - لجنة

لجنة "بوكر" تناقش "القائمة القصيرة"
مراكش - المغرب اليوم

استقبل القصر البلدي في مرّاكش، نقاشات أدبية مسترسلة، بعد الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للصّحافة العربية في 2020، في متحف محمد السادس لحضارة الماء، وقال محسن جاسم الموسوي، رئيس لجنة التحكيم، إنّ هذه الأخيرة "ليست معنية بمن دخل ومن أقصي. بل هي معنية بمناقشة نصوص معينة، حَسَبَ مجموعة من المؤشرات"، بينما ذكر أنّ ليس لجميع أعضاء لجنة التحكيم وعي بنظرية الرواية، بل إنّ هناك تنوعا، يعبر عن القارئ أوّلا، للبحث عمّن يقدر على اصطياد مفاهيم معينة تجعل النص مختلفا عن غيره؛ وهو "ما أعطى تداخلا في الآراء، وجعلها تكمل بعضها البعض".

وتحدّث الأكاديمي عن "التغيرات التي حدثت داخل البنيات النظرية للرواية، لأسباب من بينها طبيعة وسائل الاتصال"؛ وهو ما أدّى إلى "تباين في طبيعة القراءة". كما بيّن أنّ "الكتابة لم تعد معزولة عن العالم، أو أنّها تربط بالإبداع فقط"؛ بل هناك حاجة إلى ارتقاء الروائي إلى مستوى معين يكون فيه واعيا بالعديد من التحولات وقادرا على جسّ نبضها، ويكون فيه واعيا بشكل شامل ودقيق بالعائلة والفرد والمجتمع الأكبر والدولة، دون أن يُحَوِّلَ الرواية إلى وثيقة.

وعقّب ياسين عدنان، عضو مجلس أمناء جائزة "بوكر"، على سؤال حول ما العمل تجاه نسيان الروايات التي لا تنتخب في القائمة القصيرة للجائزة ولا تظفر بالمرتبة الأولى، قائلا: "النسيان العام هو الذي كان قبل الجائزة. أما الجائزة اليوم فتُساهم، وتتيح الفرصة"، ثم زاد في صيغة مبالغة: "ولو كانت لجنة تحكيم أخرى لكانت الروايات المؤهَّلَة مختلفة".

في حين قال بيار أبي صعب، ناقد عضو لجنة التحكيم، إنّ الإنسان يجب أن يكون عضو لجنة تحكيم ولو مرّة واحدة، حتى يفهم خيمياءَها، ثم استرسل متحدّثا عن "هاجس الخوف من ظلم عمل من الأعمال"، وما تمثّله أعمال اللجنة من "مختبر صغير مغلق وسري، يخضع لاعتبارات اختلاف الحساسيات والرؤى والقراءات"، استمتع بجلساته وما ورد فيها من مطالعات.

بيار، الذي يرى أنّ "العلاقة بين الأدب تشبه علاقة بين محبَّين وغواية بين إنسانين، حيث يأتي النقد والتمحيص والعلم… بعد ذلك"، عبّر عن تحفّظه على "الشّراكة ببوكر" وزاد مؤكّدا أنّها "ليست وصاية للرجل الأبيض الكوبوي على غير المتحضر حتى يصير متحضرا".

وفي تعليق على أحد التدخّلات التي عدّدت روايات عربية قال إنّها مستلهمة من روايات غربية معروفة، عقّب الناقد اللبناني قائلا: "إنّنا كشعوب مستعمرة سابقا نحتاج عضويا إعادة إنتاج أعمال استعملت في الغرب لنستهلكها ونتجاوزها".

ومدح بيار أبي صعب سؤال لتلميذة مغربية، قدمته سابقا في ندوة الإعلان عن اللائحة القصيرة لـ"بوكر"، مفاده "هل ستنظّم جائزة تشجّع التلاميذ على كتابة الرواية؟"، ورأى في هذا السؤال أن "شابة مغربية تدعونا إلى الرهان على مستقبل آخر يراهن على الابتكار والأصالة في الآن ذاته"، قبل أن يستدرك قائلا: "وأنا من الناس القلقين من الغزو الحضاري، وأن نفقد ثقافتنا وحضارتنا ولغتنا، مستحضرا ما يقال حول أنّ "العربية لغة قديمة ومتحجرة".

واقترح الروائي بنسالم حميش، في مداخلة له، خلق جائزة تقديرية لتجارب روائية لم ترشَّح ولم تتقدَّم لنيل الجائزة، وقدّم مثالا بروائيين يتخوّفان من المشاركة هما أحلام مستغانمي وعلاء الأسواني؛ وهو ما علّق عليه ياسين عدنان، عضو مجلس أمناء الجائزة، بقول إنّ "هذه جائزة لا تشجيعية ولا تقديرية، وتتنافس فيها الروايات. وهناك جوائز تقوم بهذا المقام، وتُقدَّم عن مجموع الأعمال...". قبل أن يعقّب ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، قائلا إنّه سينقل إلى المجلس مقترح الجائزة التّقديرية؛ لأنّه مع أنّ "تنظيم الجائزة بشكلها الحالي بحاجة إلى عمل دؤوب؛ لكن لا يجب أن يمنع من النّظر في مقترحات جديدة".

ورأت ريم ماجد، صحافية مصرية عضو لجنة التحكيم، أنّها كانت الصوت الأقرب لصوت القارئ في اللجنة. وأضافت موضّحة أن عمل لجنة التحكيم ليس هو نقد وتشريح الروايات، وأنّ سبب عدم مناقشة دقائق الروايات هو "مراعاة عدم الدخول في تفاصيل الرواية حتى يمرّ القارئ بكل ما مررنا به من اكتشافات ودهشة".

وذكر أمين الزاوي، ناقد وروائي عضو لجنة التحكيم، إنّه من وجهة نظر سوسيولوجيا القراءة لاحظ منذ نشوء جائزة "بوكر" العربية، أي منذ ما يزيد عن عشر سنوات، بدأ الاهتمام بقراءة الرواية في المعارض، وطلبها في المكتبات، في مقابل ظاهرة سوسيوثقافية هي تراجع قراءة الكتاب الديني العادي، دون أن يعني هذا التوقّفَ عن قراءته.

ويعتبر الزاوي أنّ وجود الرواية على الرف أزاح الكتاب الديني قليلا وعوّضه، إضافة إلى "وجود الكتاب الفلسفي المتناول للظواهر الدينية والتاريخية الذي بدأ يأخذ مقروئية في العالم العربي". وزاد: كانت هناك أفواج تشتري الكتاب الديني بطريقة غريبة، وهذا انتفى أو قلّ على الأقلّ في مقابل الإقبال على الكتب السردية أو الرواية.

ويرى الأكاديمي الجزائري أنّ القائمة لقصيرة، المعلن عنها، متميزة من حيث الأجيال المختلفة ولو لم يأخذ ذلك بعين الاعتبار، إلا أنّه "ظاهرة صحية" و"مؤشّر إيجابي للرواية العربية بشكل عامّ"، وأضاف: هذه المجموعة فيها أجيال مختلفة، وجماليات مختلفة، لا روايات مختلفة فقط على مستوى البناء واللغة والهموم.

كما لاحظ الزاوي أنّ "الروائي العربي بدأ يدخل حضارة العين، أي أنّ النقرة والبصر اللذين نعيشهما الآن صارا ظاهرة موجودة في الرواية حتى على مستوى الأسلوب"؛ وهو ما يعني وفق قراءته أنّ "هناك تأثيرا للثقافة التكنولوجية في الاختيار والبنية والرسائل العلاقاتية والذاتية… وأنّ الروائي أيضا بدأ يدخل مجال الثقافة البصرية والاستفادة منها".

من جهتها، تحدّثت فكتوريا زاريتوفسكايا، مترجمة باحثة روسية عضو لجنة التحكيم، عن دور "جائزة بوكر" في ترويج الأدب العربي في الغرب وروسيا، وزادت قائلة: "لا بد أن للجائزة دوار كبيرا في هذا، فليس من الصدفة أن موجة ترجمة الأدب العربي الجديدة للروسية، تزامنت مع البوكر".

وذكّرت المترجمة الروسية بـ"التاريخ الطويل القصير" للترجمة إلى اللغة الروسية من العربية، وأضافت شارحة: "هناك بحر من الأعمال الأدبية العربية التي لم تترجم إلى حدّ الآن، وهناك خصوصية في تاريخنا -الروسي- لأن الترجمة ركّزت على الأعمال الدينية خاصة القرآن، ثم الكتاب الشيوعيين الذين لهم صلات قوية بالاتحاد السوفياتي".

ووضّحت المتحدّثة أنّ كل شيء جديد بالنسبة إلى القارئ الروسي حول العالم العربي؛ لأنّ عبر الرواية يتعرّف على زوايا وجوانب أخرى، ثم تأسّفت عن انقياد دور النشر وراء الاهتمام بالربح، وترجمتها الروايات بناء على نجاحها في الغرب، مع أنّ ليست هناك صلات مباشرة بين هذا وذاك.

في حين قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء جائزة "بوكر"، إنّه سينقل إلى المجلس ما رآه من توفّق اختيار مراكش لإطلاق القائمة القصيرة للجائزة، ومستوى النّقاش المطروح وعمق العناية بها، وكبر حجم التطلّعات الموضوعة عليها، كما أكّد أنّه سينقل ما لمسه من "تقدير للجائزة نقدا وإعلاما ونشرا وترجمة".

تجدر الإشارة إلى أنّ اللثام قد أميط، بمدينة مراكش، عن القائمة القصيرة لجائزة "بوكر"، والتي ضمّت ستّ روايات هي: "ملك الهند" للبناني جبور الدويهي، و"الديوان الإسبرطي" للجزائري عبد الوهاب عيساوي، و"الحي الروسي" للسوري خليل الرز، و"فردقان" للمصري يوسف زيدان، و"التانكي" للعراقية عالية ممدوح، و"حطب ساراييفو" للجزائري سعيد خطيبي.

 

قد يهمك ايضا
الأميرة سلمى تزور متحف محمد السادس بالرباط
المغرب يستضيف النحات الكولومبي بوتيرو من خلال عمله الشهير "الحصان"

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لجنة بوكر تناقش القائمة القصيرة للجائزة العالمية للصّحافة العربية لجنة بوكر تناقش القائمة القصيرة للجائزة العالمية للصّحافة العربية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya