الرباط - عمار شيخي
وقّعت، الاثنين، في الرباط، مؤسسة "أرشيف المغرب"، ومركز التوثيق الفرنسي "النصب التذكاري لضحايا المحرقة"، اتفاقية شراكة، تهدف إلى إرساء تعاون في كافة المواضيع، التي تعني بتاريخ اليهود واليهودية في بلدان شمال أفريقيا، وفي مجال البحث وتبادل الأرشيف وتنظيم تظاهرات ثقافية وعلمية.
ويندرج التوقيع على الاتفاقية، في إطار مشاريع حفظ الذاكرة، وستتولى وزارة الثقافة، التقييم والمحافظة على التراث المغربي، وتعمل مع الطائفة اليهودية المغربية على ترميم ثاني أكبر كنيسة يهودية في المغرب في الصويرة، وهو كنيس سيمون أتياس.
وتهدف الاتفاقية، التي جرى التوقيع عليها من قبّل مدير مؤسسة "أرشيف المغرب" جامع بيضا، ومدير مركز التوثيق الفرنسي "النصب التذكاري لضحايا المحرقة"، جاك فريدج، إلى مشاطرة وتبادل الأرشيف بهدف تجويد المعرفة بشأن تراث وتاريخ اليهود في المغرب خلال الحرب العالمية الثانية، فضلًا عن تمكين الباحثين من المصادر التاريخية لليهود المغاربة، على وجه الخصوص، ويهود منطقة شمال أفريقيا بشكل عام.
وأوضح مدير أرشيف المغرب، أن التراث اليهودي المغربي متجذر في تاريخ المغرب منذ أكثر من ألفي سنة، وكان محل عمليات عديدة لإعادة الاعتبار والتثمين. وأضاف أنه في إطار هذه الاتفاقية، فإن مواضيع مستنبطة من الأرشيف ستفتح المجال لتعاون مثمر من شأنه تثمين التاريخ المتعدد للمغرب، ومواجهة إغراءات التطرف المتعددة.
وأكد جان مارك برثون، مستشار التعاون والعمل الثقافي في السفارة الفرنسية، ومدير المعاهد الفرنسية في المغرب، أهمية هذه الاتفاقية، التي تشكل، برأيه، تقدمًا مهمًا بالنسبة للمغرب ووسيلة لاسترجاع تاريخه، من أجل المساهمة في إحياء الذاكرة اليهودية المغربية. وقال إن "الذاكرة اليهودية المغربية هي اليوم مشتتة، وبفضل هذه الاتفاقية سيكون أخيرًا بالإمكان كتابة تاريخ اليهودية المغربية من المغرب"، مضيفًا أن هذه الاتفاقية ستفتح أيضًا الباب لإجراء العديد من البحوث ووضعها رهن إشارة العموم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر