الاحتجاجات الشعبية تعيد إحياء الفن العراقي بأفكار مميّزة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تغطّي اللوحات ميدان التحرير والطرق والشوارع المؤدية إليه

الاحتجاجات الشعبية تعيد إحياء الفن العراقي بأفكار مميّزة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الاحتجاجات الشعبية تعيد إحياء الفن العراقي بأفكار مميّزة

إحياء الفن العراقي
بغداد - المغرب اليوم

وقف عبد الله في مرآب السيارات، غير مكتمل البناء، يرتجف في سرواله الجينز يتأمل اللوحة الجدارية التي حاول فك شفرتها أمام الزوار. "انظر إلى الرجل في المنتصف. إنه يتوسل إلى قوات الأمن قائلًا: أرجوكم لا تطلقوا النار علينا، ليس لدينا شيء، لا شيء"، كرر عبد الله الكلمة الأخيرة مرتين فيما كان يبحلق في الصور المرسومة باللونين الأبيض والأسود على الحائط.

تظهر الجدارية المرسومة بالفحم على الطريقة الاشتراكية الواقعية، بطول يتخطى 12 قدمًا، مجموعة من الرجال يسيرون إلى الأمام، ويحملون على أذرعهم أصدقاءهم الذين سقطوا بفعل الرصاص. كان الرجال في الصورة عمالًا كادحين في ملابس خشنة ووجوه شاحبة، حسب تقرير لـ"نيويورك تايمز" الأميركية.

وأصبح عبد الله (18 عامًا)، عامل نظافة سابق في أحد المستشفيات، طلب عدم ذكر اسمه خشية الانتقام بسبب مشاركته في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، الآن دليلًا فنيًا غير رسمي لواحد من أكثر المعارض تميزًا. المعرض هذه المرة هو الجداريات التي غطت مبنى من 15 طابقًا يعرف محليًا باسم "المطعم التركي"، المطل على نهر دجلة، الذي يمثل المعقل المعلن للعراقيين المعارضين لقيادة البلاد الحالية. وتغطى المبنى من جميع الجهات لافتات تحمل رسائل إلى الحكومة وقوات الأمن والعالم، ويبدو المبنى وكأنه سفينة على وشك الإبحار، مع شعارات مكتوبة على قماش أبيض يتحرك في اتجاه الريح. وتمثل الطوابق الخمسة الأولى من المبنى واحدة من المواقع الفنية الرئيسية التي ظهرت في بغداد، لتعكس الاحتجاجات، حيث قام الرسامون - المدربون وغير المدربين - بتحويل الجدران والسلالم والحدائق المتناثرة إلى لوحات كبيرة.

من أين جاء كل هذا الفن؟ كيف عادت الحياة للجمال والألوان فجأة في مدينة لطالما تعرض فيها الجمال والألوان لقمع، ولا مبالاة، من قبل الحكومات المتعاقبة؟ وفي هذا الصدد، أفاد رياض رحيم (45 عامًا)، مدرس فنون، "كما تعلمون، لدينا العديد من الأفكار حول العراق، لكن الحكومة لم تطلب منا شيئًا". مركز المدينة الإبداعي هو ميدان التحرير، حيث تغطي اللوحات الفنية النفق الذي يمتد أسفله والمساحات الخضراء من خلفه، وكذلك الشوارع المؤدية إليه. اللوحات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية والمزارات التي قُتل فيها المحتجون هي فن سياسي نادرًا ما يُرى في العراق، ذلك البلد الذي شهد مولد الفنون منذ 10 آلاف عام على الأقل. والآن يبدو الأمر وكأن المجتمع بأكمله يستيقظ على صوت الفن، وعلى شكل وحجم وتأثير قوته الإبداعية.

وقام برسم إسهامه في المشهد على الحائط في شارع السعدون، أحد أوسع الشوارع في العاصمة، حيث تظهر جداريته رجلًا سقط برصاص قوات الأمن، فيما يسيل الدم متدفقًا من قلبه ليملأ بركة واسعة أكبر من أن يخفيها أو رجل عسكري ملثم يقف وراءه.

وتُظهر الموضوعات والأساليب الفنية المعروضة مدى تأثر جيل الشباب العراقي بالإنترنت، التي استوحى منها رسومات أضاف إليها لمسات عراقية.

فيما عكست بعض اللوحات شخصيات كتب فكاهية ملفوفة أيضًا بزي المحتجين، أو بالأحرى علم العراق.

قد يهمك ايضا
توقيع اتفاقيات في اليوم الوطني للمهندس المعماري
نزهة بوشارب تؤكد أنّ اللجان الجهوية وافقت على 75 في المائة من طلبات رخص البناء

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتجاجات الشعبية تعيد إحياء الفن العراقي بأفكار مميّزة الاحتجاجات الشعبية تعيد إحياء الفن العراقي بأفكار مميّزة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya