أخوان من قطاع غزة يصنعان قطعًا فنية خشبية بحرفية عالية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يبحثان عن فرصة للاحتفال بإنجازاتهما المميَّزة

أخوان من قطاع غزة يصنعان قطعًا فنية خشبية بحرفية عالية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أخوان من قطاع غزة يصنعان قطعًا فنية خشبية بحرفية عالية

أخوان من قطاع غزة يصنعان قطعًا فنية
غزة - المغرب اليوم

يعمل الشاب نضال النخالة، 20 عاما، بخطوات متسارعة، على رفع الأخشاب لسطح منزله، حيث أخته الأكبر هبة (23 عاما) تنتظره داخل ورشة صغيرة للنجارة تشبه «الكوخ»، صمّماها بطريقة عصرية جذابة واستخدموا في ذلك بعض الأخشاب البالية، إضافة إلى مهاراتهم الممزوجة بالشغف.

تمتد ساعات طويلة من شروق شمس الصباح حتى غروبها يقضيها الأخوان في «الكوخ» يساعدان بعضهما لإنتاج قطع فنية وتراثية وتحف «أنتيكا» خشبية متنوعة يتم تسويقها في المتاجر والأسواق ويعبر جزء منها عن التاريخ الفلسطيني والأصالة العربية، والآخر يحملُ قيمة جمالية عالية، وعن ذلك تقول هبة إن «بداية الفكرة كانت حين أردت برفقة أخي تقديم هدية لوالدي في يوم ميلاده، وقتها احترنا كثيراً في تحديد ماهيتها وشكلها، لأننا رغبنا أن تكون مختلفة، وتحمل طابعاً خاصاً»، وأضافت: «فقررنا أن نصنعها بأيدينا، وبدأنا العمل بعد أن جمعنا الأخشاب اللازمة واستخدمنا أدوات النجارة البدائية».

وأنتج الأخوان لوحة فنية لاقت قبولا وإعجابا من كل أفراد العائلة، فقرر والدهما أن تكون بداية مشروع لهما، فشجعهما على الاستمرار من خلال تحفيزهما بكلمات الثناء والشكر، إضافة لجلب الأخشاب والمعدات اللازمة.

تطور الأمر ورأى هبة ونضال أنّهما أصبحا بحاجة لورشة تجمع أدواتهم والأخشاب وتكون مكاناً خاصاً لهم، فمنحهم والدهم جزءاً من سطح المنزل لأجل ذلك، وبدآ في مشروعهما الصغير.

هبة التي تخرجت من تخصص الخدمة الاجتماعية قبل عامين، توضح أنّها تسعى برفقة أخيها الذي ما زال يدرس في الجامعة لتحدي شبح البطالة الذي يسيطر على معظم الشباب في غزة الذي يعاني من سوء في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية منذ عشر سنوات وأكثر، مبيّنة أنّها استطاعت أن تحقق استقلالاً مادياً ومصدر دخل بفترة قصيرة من خلال المشروع الذي أطلقا عليه اسم «أنتيكا هوم».

تضيف الشابّة: «لا نستخدم الطلاء الصناعي لمنتجاتنا، فنحن نصنع جماليات القطع من خلال العقد الموجودة في الخشب نفسه، والتي نُظهرها من خلال النحت المستمر الذي يحتاج ساعات طويلة ومهارات دقيقة»، تردف: «في النهاية نصل لنتائج رائعة، تنال إعجاب الجميع، وتحقق لهم مناظر مريحة للنظر والعين».

يتولى نضال مهمة جلب الأخشاب ونقلها وقصها والأشغال الأخرى التي تحتاج إلى مجهودٍ عضلي وبدني، بينما تهتم هبة برسم الشكل الأولي للقطع وتصميمه والإشراف عليه حتى يخرج بشكله النهائي، وكذلك تحرص على تنوع اللمسات الفنية في كلّ قطعة لتكون مرضية لجميع الأذواق، وجذابة للمشترين.

واجهت الفكرة منذ بداياتها صعوبة كبيرة بحسب ما يشير نضال خلال كلامه مع مراسل «الشرق الأوسط»، والصعوبة تمثلت في كون الناس يظنون أنّ المنتجات الخشبية المصنوعة يدوياً هي مثل المصنوعة بواسطة الآلات الكبيرة، لافتاً إلى أنّهما حرصا على تجاوز تلك المرحلة من خلال تخفيض أسعار القطع على حساب هامش الربح.

يكمل: «نصنع الصواني، والمرايا، والمقاعد الصغيرة والكبيرة، وساعات الحائط، وغيرها من القطع، ونعتمد في ذلك على أخشاب شجر الزيتون والسرو، لما تتميز به من صلابة ومتانة»، وينبّه إلى أنّهم يهتمون بترويج منتجاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشاركا أيضاً في عدد من المعارض المحلية ووجدا فيها إقبالاً جيداً على منتجاتهم.

وتروي هبة أنّ نظرة المجتمع لها كانت في البداية محاطة بالدهشة، فكيف لفتاة أن تكون «نجارة». تلك المهنة التي لا يقوى على تحمّل أعبائها كثيرٌ من الرجال، منوهة بأنّ دعم أهلها ساعدها في تخطيها، وتتكلم كذلك عن أنّ كثيرين حوّلوا نظرتهم من الاستغراب للإعجاب والثناء بعدما شاهدوا جودة الأعمال وجمالها.

«اليوم العالمي لمهارات الشباب الذي يتم إحياؤه في مثل هذا الوقت من كلّ عام، إضافة لغيره من الأيام الدولية التي تهتم بالفئات الشابّة وقدراتها الإبداعية، هي بمثابة فرصة نحتفل فيها بإنجازاتنا» تتحدث هبة، مستدركة أن الحالة الخاصة التي يعيشها الشباب في غزة تجعل من تلك المناسبات أوقاتاً ملائمة لإطلاق الأصوات التي تعبر عن سوء واقعهم والمشاكل التي تحيط بكل مناحي الحياة.

قد يهمك ايضًا:

وزارة الثقافة الفلسطينية تنعي الشاعر محمود دسوقي

الوزير أبو عمرو يتسلّم وزارة الثقافة الفلسطينية

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخوان من قطاع غزة يصنعان قطعًا فنية خشبية بحرفية عالية أخوان من قطاع غزة يصنعان قطعًا فنية خشبية بحرفية عالية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya