طقوس الاستعداد لشهر رمضان يشهد نكهة خاصة في مدينة مراكش المغربية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تبدأ النساء بالتحضير له قبل الموعد بأيام ويصنعون الحلوى والأطباق المميزة

طقوس الاستعداد لشهر رمضان يشهد نكهة خاصة في مدينة مراكش المغربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - طقوس الاستعداد لشهر رمضان يشهد نكهة خاصة في مدينة مراكش المغربية

طقوس الاستعداد لشهر رمضان
مراكش_ثورية ايشرم

لا يمكن أن تكون المدينة الحمراء مختلفة عن المدن المغربية في كل شيء دون أن يكون الاختلاف أيضا في الطقوس والعادات والتقاليد التي يمارسها سكانها استعدادا لاستقبال شهر رمضان ، والتي في أشياء وتتشابه في أشياء أخرى ، فأجواء رمضان في مراكش تشهد ذلك المزيج والتنوع الذي يجعلها مغايرة لباقي المدن وقد يكون ذلك راجعا لعدة عوامل أبرزها هو التحول الكبير الذي عرفته المدينة الحمراء في السنوات الأخيرة، لتصبح قبلة السياحة العالمية بامتياز إذ يحل فيها الزوار من كل الجنسيات ومن مختلف البلدان والديانات والأعراق إما للسياحة أو للاستقرار النهائي ، خاصة وان المدينة تفتح تلك الأبواب في وجه العموم وتستقبل كل من عشقها وعشق جمالها.

طقوس الاستعداد لشهر رمضان يشهد نكهة خاصة في مدينة مراكش المغربية

وبمجرد أن تطأ قدمك إحدى المدن المغربية تجد ذلك الصمت والسكون الكبير لا سيما في الفترات الصباحية ، حيث تجد المقاهي والمطاعم ومعظم المحلات التجارية والمرافق الترفيهية مقفلة والحركة شبه ميتة فيها ، وهذا يحدث عكسه في مراكش التي وصفت بالمدينة التي لا تهدأ ولا تنام ، لا سيما في السنوات الأخيرة حيث أصبح شهر رمضان يتزامن مع موسم الصيف الذي يعد من المواسم الأكثر حركة في العالم كله وهو الموسم الذي ينشط فيه المجال السياحي في المدن لا سيما مراكش التي تشهد ذلك الإقبال الكبير من طرف السياح الأجانب رغم ارتفاع درجة الحرارة في المدينة إلا أن ذلك لا يؤثر على القطاع السياحي بل يساهم بشكل كبير في إنعاشه ، مما يدفع العاملين وكافة الساهرين على هذا القطاع العمل طيلة الأربعة والعشرين ساعة في اليوم وحتى في شهر الصيام أيضا ، وهذا ما يجعل المدينة دائمة الحركة في كل شيء في أسواقها ومتاجرها ومحلاتها وحركة المرور التي تنطلق ابتداء من الساعة السادسة صباحا ولا تهدأ إلا بعد آذان المغرب لتنطلق من جديد بعد ذلك .

وبعيدا عن أجواء العمل والسياحة والحركة التي تشهدها المدينة في شهر الصيام ، لا يمكن أن يمر هذا الشهر الفضيل دون أن يمارس المراكشيون تلك الطقوس والعادات والتقاليد القديمة التي ربما تكون قد قلت أو اختفت بشكل نهائي في عدد من المدن المغربية ، والتي ما نزال نلمسها ونلاحظها مستمرة في مراكش ، حيث تجد تلك العلاقات الاجتماعية التي تجمع الأسر والعائلات والجيران والأصدقاء ما تزال قائمة في كل بيت مراكشي ، والتي تظهر وبلا منازع أكثر من المدن المغربية الأخرى التي باتت تفتقر لهذه العلاقات كالدار البيضاء والرباط ، وهي من الأمور التي يعتبرها سكان مدينة مراكش بالتوابل الخاصة التي تعطي نكهة مميزة ولا مثيل لها لهذا الشهر حيث تجد النساء يجتمعن قبل شهر رمضان في منزل واحد والقيام بمجموعة من الإعدادات الخاصة بهذا الشهر ، كإعداد أطباق الحلويات الخاصة برمضان والتي تتقدمها " الحلوى الشباكية " ثم أطباق " السفوف " أو كما يطلق عليه المغاربة " سلو " الذي يعتبر أيضا من الأمور المهمة على مائدة الإفطار المغربية .

طقوس الاستعداد لشهر رمضان يشهد نكهة خاصة في مدينة مراكش المغربية

ورغم مرور الزمن وتغير أحوال الناس والعيش الحياة السريعة والعصرية بشكل أكثر ، إلا أن العادات والطقوس القديمة ما تزال راسخة في قلوب وأذهان المراكشيون سواء كانوا كبارا في السن أو شبابا أو صغارا دون استثناء، إذ يتميز شهر رمضان في مدينة البهجة كما يطلق عليها المغاربة بسحره وعبقه الخاص، تجد الجميع بتلك البسمة التي ترتسم على محياهم بحلول شهر رمضان والفرحة الكبيرة تغمرهم بقيامهم بتلك الاستعدادات رجالا ونساء ، بتوفير الحاجيات التي تميزه التي تتميز باللمسة التقليدية ففضلا عن " الحلوى الشباكية " وأطباق " سلو " لا يمكن أن تنحصر مائدة الإفطار على هذه المواد فقط بل شهر رمضان في مدينة مراكش يحتاج إلى أكثر من ذلك ، فالطقوس تنطلق بأسبوع قبل حلوله ، إذ تجد الأسواق مزدحمة بالمنتجات والمعروضات المتنوعة والمختلفة والتي تعرض أمام لاختيار ما يرغبون فيه ، فكافة الأسواق تعيش ازدحاما وحركة اقتصادية منعشة وغير عادية ومختلفة تماما عن باقي شهور العام ، إضافة إلى حركة النساء التي لا تتوقف ولا تنتهي إلا بعد حلول الليل من تنظيف وترتيب وغسل لكافة أرجاء المنزل ومساحاته استعدادا لاستقبال الشهر الكريم وأجوائه الروحانية والدينية الخاصة التي تمنح الأفراد تلك الراحة والطمأنينة النفسية التي لا مثيل لها أبدا .

طقوس الاستعداد لشهر رمضان يشهد نكهة خاصة في مدينة مراكش المغربية

كما أن الأجواء والطقوس تتعدد وتتنوع إلا أن القاسم المشترك بينها وبين سكان المدينة الحمراء أيضا هو إعداد مائدة الإفطار الخاصة بشهر رمضان والتي تحتوي على كل ما لذ وطاب من المأكولات المغربية التي تتقدمها الشوربة المغربية الأكثر شهرة وهي " الحريرة الحامضة " التي بدت بعض الأسرة تستغني عنها في السنوات الأخيرة نظرا لكون رمضان يتزامن مع حلول فصل الصيف وهي تعد من الشوربات الساخنة التي يقبل عليها الأفراد في موسم الشتاء ، إلا من لا غنى له عنها فهو لا يمكن أن تكتمل مائدة إفطاره إلا بها ، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأمور الأخرى التي تعتبر الفطائر والقطايف التي تسمى في اللهجة المغربية " بـ المسمن " و " البغرير " ، إضافة إلى طبق " المخرقة " وهو هي عبارة عن حلوى تقليدية تعتبر من أكثر الحلويات التي تكون على مائدة الإفطار والسحور كذلك ، فضلا عن مجموعة من الأكلات الأخرى التي يعتبر البيض المسلوق وصحون التمر أهمها هذا بالإضافة إلى تشكيلة من المقبلات وطواجن السمك وغيرها من الأكلات المميزة والعصائر المتنوعة والمشروبات المختلفة التي يعتبر الشاي أهمها وأولها والمشروب الذي لا يمكن أن تدخل بيتا مغربيا دون أن تجده على طاولة الإفطار إذ يعد من الأساسيات والمشروبات الرئيسية أيضا في رمضان .

ولا يخلو شهر رمضان من ممارسة مجموعة من الأنشطة المميزة والمتنوعة والتي لا يمكن أن تجدها بطقسها الخاص والمميزة عن المدن الأخرى إلا في مراكش ، والتي تنطلق بعد تناول وجبة الإفطار بالخروج إلى المساجد وأداء صلاة التراويح ككل المسلمين ، ثم التوجه ليس للمنزل وإنما للقيام بزيارة الأهل والأحباب والأصدقاء ومشاركتهم أروع اللحظات إما في منازلهم لمباركة شهر رمضان في أجواء تقليدية تنطلق من اللباس المغربية الذي وهو الجلباب المغربي الذي يعتبر قاسما مشتركا بين النساء والرجال والأطفال في هذا الشهر ، بتقديم مجموعة من الصحون الممتلئة بمختلف الحلويات والأكلات المغربية التقليدية ، أو التوجه إلى الحدائق العمومية التي تنتشر في المدينة والتي  لن تجد فيها مكانا شاغرا بعد أداء صلاة التراويح حيث تتحول إلى ملاذ يقصده الزوار للجلوس والاستمتاع بأروع وأجمل الأوقات وتناول الأطباق المختلفة التي يعد طبق الطنجية أولها وأشهرها في المدينة الحمراء ، والاستمتاع بأجواء رمضان رفقة أناس تلتقيهم فقط أثناء تواجدك خارج المنزل وتتبادل معهم مختلف التهاني والتبريكات بحلول شهر رمضان الذي خلق الحركة في كافة دروب وأزقة وشوارع المدينة الحمراء ،والتي تتحول إلى أماكن لا تهدأ حركتها إلا بعد انتهاء رمضان .

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طقوس الاستعداد لشهر رمضان يشهد نكهة خاصة في مدينة مراكش المغربية طقوس الاستعداد لشهر رمضان يشهد نكهة خاصة في مدينة مراكش المغربية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 21:40 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الفنانة شادية إلى منزلها بعد استقرار حالتها الصحية

GMT 02:37 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

"عارضة الأزياء بيلا حديد تتظاهر من أجل "القدس

GMT 04:39 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المكسيكي غابرييل داو يصمِّمم "قوس قزح" بألوانه الزَّاهية

GMT 09:40 2016 الثلاثاء ,06 أيلول / سبتمبر

الذكرى 46 لرحيل الأب جيكو

GMT 16:24 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

خالد الصاوي ينعي رحيل الفنان مصطفى طلبه

GMT 01:47 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أطعمة تساعد على تحسين مزاجك وإحساسك بالراحة

GMT 01:43 2016 الإثنين ,15 آب / أغسطس

متي يمكن معرفة جنس الجنين بوضوح

GMT 23:56 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

عبد السلام وادو يحصل على شهادة مدير عام نادي رياضي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya