تفاصيل درامية مؤثرة في رحلة مع الموسيقى داخل سيمفونية النور
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بَنَتْ الكاتبة اللبنانية سمانثا محيميد هيكل الأحداث بلغة سهلة

تفاصيل درامية مؤثرة في رحلة مع الموسيقى داخل "سيمفونية النور"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تفاصيل درامية مؤثرة في رحلة مع الموسيقى داخل

كتاب "سيمفونية النور"
الرباط - المغرب اليوم

تحدَّثت الكاتبة سمانثا محيميد عن كتابها "سيمفونية النور" الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في لبنان 2019، حيث قدَّمت فيه تفاصيل درامية مؤثرة ذات بعد إنساني. 

الجوهر

تتمحور أحداث النثرية الأدبية للكاتبة محيميد حول أهمية الموسيقى، كأساس لبقاء الخير في الكون. فمجموعة الأبطال الذين تقودهم الطبيبة سام في الحفاظ على مملكة الخير والعطاء "ليرولسا" يتفانون في الدفاع عن تلك البقعة السحرية، بعد أن يخوضوا صراعًا مع رمز الشر، البارون "لابروسياس". وتجذبك الأحداث إثر محاولات متعددة في سرقة بلورة الجوهر، يقوم بها البارون، والتي هي منطلق القوة والعزيمة في هذه المنطقة السحرية. ويصاب الأبطال الصغار عمرًا، بمشاعر مختلفة من الخيبة ونقص الأمل، في مواطن متعددة، لكن بالبقاء حول فكرة الموسيقى، يعود الخضار، والطاقة، والحب، لتلك المملكة، ويستعاد طعم الخير الحلو، بمواصلة زراعة ثماره. 

سائق حافلة جيد

تبني الدكتورة "محيميد" هيكل الأحداث بلغة سهلة، لا غموض ولا إبهام فيها، بحيث تمر الأحداث كأنما من يقرأ، يبدو كأنه مستمع لحكاية شعبية قديمة. وتثير فكرة الصراع الكوني بين الخير والشر، في سرد القصة، الكثير من الأحاسيس التي تتشكل كأنها أوتار مشدودة بين طرفين في آلة موسيقية وترية، فكلما ازدادت أو تناقصت حدة الضرب على تلك الأوتار، أو تغير"دوزانها"، تغيرت القطعة الموسيقية الناجمة، متفاوتة بين حالات الحزن والفرح، ولا يغيب عن الوصف الدرامي للأحداث عنصر التشويق للحدث القادم، فلقد حافظت "محيميد" على ذلك النسق، بدراية، ساحبة حواس القارئ، التي يزداد تراكمها مع ازدياد حرارة السرد، إلى المكان الذي أرادته أخيرًا. وتقول "ريبا ماكنتير" حول هذه القدرة: "يمكن أن يكون العثور على سائق حافلة جيد، بنفس أهمية إيجاد موسيقي جيد". 

اقرا أيضا: 

إصدار ثلاث رويات جديدة من "الدار العربية" للعلوم ناشرون

ألوان وأحاسيس

ويظهر في السرد كمّ التحام الدكتورة "محيميد" مع الآلات الموسيقية، ومعرفتها بسلوكها، وأثرها. فالمتخيِّل لجسد كل آلة خلال السرد، يشعر بأن فتحات آلات النفخ، هي عيون تتأمل الإنسان، وتسرد جماله على هيئة موسيقى.

وكتبت "محيميد" عن أثر اندماج الإنسان بذلك السحر: "آلات النفخ للكرم والعطاء، واللطف مع الغرباء"، وقد أعطت ذلك العزف لونه الأزرق، لون السماء. أما أوتار الآلات الوترية، فهي خيوط نحو أمان الإنسان، ودفئه. وتقول عنها الكاتبة: "الآلات الوترية تبعث مشاعر التسامح والحنان، والإحساس بالآخرين". وعن اللون المبثق، متخيلًا، من هذه الآلات، كتبت: "نقاط الضوء الخاصة من البيانو، خضراء، لها لون الطبيعة، وبهاؤها". وأكملت عن عنصر آخر من عناصر الموسيقى: "الطبول والإيقاع، لإحساس التوازن التام والحرية، والإيمان بالقدرة على تحقيق أي شيء". كما أعطت هذه الطبول لونها المميز حين قالت: "نقاط الضوء الخاصة بالطبول، لها ضياء الشمس الذهبي، وقوتها". 

الأشرار لا يغنّون

وتشير الكاتبة اللبنانية في نثريتها، إلى أهمية التصاق الإنسان بذاته، وارتكازه على الأمل، وبحثه المستمر عن نقاط الضوء من حوله، وتعزيز وجودها، لأن في ذلك سبيلًا للحفاظ على الوجود الإنساني، ودحر الخطر المتربص بالبشر. وعن ذلك تتحدث: "الأمل هو أقوى وأخطر سلاح يمتلكه البشر، في مواجهة كل شيء". كما تقارب الكاتبة بين أثر الموسيقى لإيجاد الخير، أو تثبيته، فتقول: "الموسيقى التي نصنعها، الخير الذي نفعله". ويأتي ذلك على طريقة المثل الغجري الألماني القديم: "ابق حيث الموسيقى، فالأشرار لا يغنون". 

قصة مع الموسيقى

وعن طريقة إنقاذ العالم من عوامل الشر، ترى الدكتورة سمانثا أن تمسك الإنسان بعلاقته مع الموسيقى، سيبقي العالم في أمان، حتى لو تغير الحال إلى السيئ، فالعودة شيء متحقق، طالما أن الإنسان يحافظ على قصته مع الموسيقى. فتسرد هنا: "يبدو أن لكل منا قصة خاصة مع الموسيقى، وكيف أنقذته، وحافظت على الأمل داخله".

وتتطرق الكاتبة إلى الأثر الناتج عن سلوك أي طريق، برؤية بعيدة لخط النهاية، عندما تتحدث عن المعرفة التي تعطيها الموسيقى لأتباعها، فتجعلهم ليسوا كغيرهم، حين تقول عن إضافة الموسيقى لها: "تعلمت أن العالم من حولنا كثيرًا ما يحاول تصنيفنا، وفقًا لأشياء لا تحدد شخصياتنا الحقيقية، وأن علينا ألا نسمح أو نقبل بهذا أبدًا". 

آلة تعزف بين الموت والحياة

وبدت شخصية سام واضحة في بنائها، بقوة شخصيتها، وعطائها، وإحساسها بالناس، والمقدرة على تقمص أدوارهم، لتخيل مطالبهم. وقد وضح أثر تكوينها على من حولها حين شدتهم جميعًا إلى منطقة الأمل، حين سقطت عزيمتهم، وأعلنوا رضاهم بالواقع.

كما انطلقت الكاتبة لسرد قصص أبطالها مع الموسيقى، كتعزيز لفكرتها، ونقلت تجارب متعددة، هي ملامسة حقيقية لكل شخص يقرأ "سيمفونية النور"، لأن لكل منا قصته مع الموسيقى، وعاطفته الخاصة تجاهها. وكمثال، جاءت تجربة "ميا" التي فقدت أمها حين كانت في بداية عمرها، لدرجة أنها لا تتذكرها، وحين كبرت قليلًا عرفت من أبيها أن أمها كانت تعزف آلة موسيقية، فاختارت أن تتعلم العزف على نفس تلك الآلة، وصارت كلما عزفت، تملكها إحساس بأنها تتواصل مع أمها في تلك اللحظات، فقد كان ذلك بالنسبة لها بمثابة استعادة لأنفاس أمها في الحياة.

قد يهمك أيضا: 

"الدار العربية للعلوم" ترصد "رسائل القطط" في أحدث إصداراتها

ملحمة الأوديسا من أفضل الروايات التي تركت بصمة على مر التاريخ

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل درامية مؤثرة في رحلة مع الموسيقى داخل سيمفونية النور تفاصيل درامية مؤثرة في رحلة مع الموسيقى داخل سيمفونية النور



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya