اكتشافات جديدة في المدينة الزهراء التي التهمتها نيران البرابرة في العام 1010
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

افتتحت الملكة صوفيّا متحفها الذي يضمّ تحفًا أثريّة في 2009

اكتشافات جديدة في المدينة الزهراء التي التهمتها نيران البرابرة في العام 1010

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اكتشافات جديدة في المدينة الزهراء التي التهمتها نيران البرابرة في العام 1010

اكتشافات جديدة في المدينة الزهراء
مدريد -المغرب اليوم

 كانت المدينة الزهراء، كما جاءنا في مذكّرات عبد الرحمن الثالث، الناصر، أوّل خلفاء قرطبة ,تحاكي قصور بني العبّاس في بغداد وتفوقها روعة, حيث لم تكن كغيرها من قصور الملوك والأباطرة والحكّام، ولم يكن لها في الدنيا نظيرٌ يومها,لكن جمالها، مثل المشاهد واللحظات الآسرة، لم يُكتَب له طويل الدوام. دخلها البرابرة بمشاعلهم الحرّاقة في العام 1010 وأضرموا في قصورها النار، فتَهَاوَت أسقفها الخشبية وتداعى قرميدها الأحمر، ثم دخلها العساكر ينهبون ما فيها من نفائس الفنون والكنوز.

,جاء الباحثون من معهد الآثار الألماني وجامعة مدريد ينقّبون في الدمار الهائل الذي أصاب الساحة الرئيسية في ذلك الموقع الذي كان مدينة تضمّ مقرّ حكومة الخلافة وقصور الخليفة والإدارة المدنية والعسكرية للدولة الجديدة، وذلك بعد ألفٍ وثماني سنوات على تلك الأحداث التي طمست أجمل شاهدٍ على التألق العربي الإسلامي في الغرب،  وتمتدّ على مساحة تزيد على 112 هكتاراً، والتي أرادها الناصر, رمزًا لاستقلال خلافة قرطبة عن العبّاسيين في بغداد والفاطميين في مصر.

وتقول رواية إن عبد الرحمن بناها إكرامًا لمحظيّته التي كانت تُدعى الزهراء، وكانت تحنّ دائماً إلى بلادها في الشمال الإسباني البارد، فأمر بزرع أشجار اللوز حول القصر حتى تذكّرها بالثلوج التي تكسو ربوع مسقط رأسها عندما يكلّلها بياض الزهر في مطالع الربيع. وقد كشفت التنقيبات عن مبنى إداري ضخم من طابقين، يرجّح أنه كان مقرّ شرطة المدينة الزهراء التي بُنيت في الثلث الأول من القرن العاشر وأدرجتها منظمة اليونيسكو على قائمة التراث العالمي في شهر يوليو /تموز الماضي.

أمر عبد الرحمن الثالث بتشييد المدينة الزهراء على بعد ثماني كيلومترات شمال شرقي قرطبة عند سفح جبل العروس، وكانت قصوره تقوم على هضبة مرتفعة منها تشرف على الحدائق الملكية والمباني الإدارية. وبعد إحراقها والدمار الذي حلّ بها، تعرضّت لحملات نهب كانت آخرها في العصور الوسطى حيث انتُزِعت منها حجارتها الشهيرة التي كانت من الصخور الليّنة التي يرغبها البنّاؤون لسهولة تحويلها إلى أعمدة رومانية أو قوطيّة الطراز.

وافتتحت الملكة صوفيّا متحف المدينة الزهراء الذي يضمّ تحفًا وقطعًا  أثريّة من الموقع،في العام 2009 والذي نال جائزة الأغا خان العالمية للهندسة عام 2012، ثم جائزة المتاحف الأوروبية العام الماضي.

ويقول عالم الآثار الإسباني ألبرتو كانتو الذي يشارك في الفريق الذي يقوم حاليّاً بالتنقيب في المدينة الزهراء: «أمامنا من التنقيب ما يكفي لأولادنا وأحفادنا وأولاد أحفادنا». كانت هذه الأعمال قد بدأت العام الماضي لفترة خمس سنوات وتشمل مساحة 10 آلاف متر مربّع، لكنّ مطلع الشهر الماضي عثر المنقّبون على بقايا مبنى تقدّر مساحته بنحو 1500 متر مربّع يُعتقد أنه كان مقرًّا للشرطة أو لسيّد المدينة. ويؤكّد الأخصائيون أن المبنى كان يُستخدم لأغراض إدارية وليست سكنية.

ويُنتظر أن يتحوّل هذا المبنى، في نهاية حملة التنقيبات الجارية عام 2023، إلى المدخل الرئيسي لزوّار المدينة الزهراء، على غرار ما يُرَجّح أنه كان على عهد الخليفة الناصر التي جعلها مقرًّا لدولته بعد أن حوّلها من إمارة إلى خلافة مطلع القرن العاشر.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشافات جديدة في المدينة الزهراء التي التهمتها نيران البرابرة في العام 1010 اكتشافات جديدة في المدينة الزهراء التي التهمتها نيران البرابرة في العام 1010



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 10:07 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

ســاق علــى ســـاق

GMT 05:02 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

مرسيدس تكشف عن سيارتها الجديدة GLB 2020
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya