مَتن المثل المغربي الدّارج يوثّق أكثر من 10 آلاف حكمة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تعبر عن العلاقة بالإيمان والأخلاق والسياسة والمال

"مَتن المثل المغربي الدّارج" يوثّق أكثر من 10 آلاف حكمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

مَتن المثل المغربي الدّارج
الرباط - المغرب اليوم

من يبغي الاطلاع على التّعبيرات الشفهيّة عن حكمة المغاربة وقيَمِهم ورؤيتهم لثقافتهم، بتعدّدها، ورؤيتهم الآخرين، يجد ضالّته في "مَتن المثل المغربي الدّارج"، الذي يوثّق أزيد من عشرة آلاف مثلٍ يعبّر عن علاقة المغاربة بالإيمان والأخلاق والسياسة والمال، ويشهد على تفاعلات اجتماعهم، فضلا عن أمثال تنبز أو تسفِّه، أو تعض المتَّعِضَ، وتقيم الحُجَّة على غيرِه.

وصدرت هذه المدوَّنَة الضّخمة التي يقرب عدد صفحاتها من 800 صفحة من القطع الكبير، ضمن "سلسلة التراث"، عن مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، وقامت على جمعه وضبطِه وتحقيقه الجمعية المغربية للتّراث اللّغوي "AMAPATRIL"، في شخص أعضائها زكيّة عراقي سيناصر، وعبد الرحيم يوسي، وفوزية بنجلون، وحفيظة العمراني، ومحمد الدهبي، وعبد الحق الشرّادي.
وفي مقدّمة الأكاديمي الرّاحل محمد بنشريفة لهذا المَتْن، ذكر أنّ إنجازه جاء في سياق مشروع تنهض بتنفيذِه أكاديمية المملكة المغربية، ويتمثّل في جمع التّراث الشّعبيّ المغربيّ وتحقيقه ونشره ودراستِه، مضيفا أنّ الأمثال الواردة فيه يزيد عددها عن سبعة عشر ألفا، دون أن يعني ذلك إحصاءَهُ كلَّ الأمثال السّائرة في المغرب.
ويستشهد بنشريفة برأي كاتب "علم الأمثال الألمانية"، الذي لاحظ أن أمثال الطّبقة المتوسّطة هي التي غالبا ما تعبّر عن تجارب إنسانية، وهي الأكثر وفرة وانتشارا، كما استحضر حديثَ أحمد أمين عن مَزِيَّة الأمثال المتمثّلة في كونها تنبع من كلّ طبقات الشّعب.
ويرى الباحث أن المرجعية التّاريخية لعدد من الأمثال المغربية تدلّ على عراقة المجتمع المغربي واستمرارية تجاربه وخبراته، مذكّرا بأن الأمثال كانت ومازالت تنتقل عن طريق الرواية الشفوية، مقدّما مثالا بالأمثلة الفصيحة التي رويت شفويا ثم دُوِّنَت، في مجتمعات عرفت تراكما حضاريا مثل المجتمع العباسي والمجتمع المصري والمجتمع الأندلسي المغربي.
وذكر بنشريفة أنّ دراسة المدوَّنات التي جمعها وحقّقها كشفت له أنّ عددا من الأمثال التي تسمّى مولّدة أو عامية هي أمثال فصيحة في الأصل، ولكن اعتراها "الابتذال"، كما عبّر عن ذلك الأقدمون للدّلالة على "التّغيير في ألفاظ الأمثال أو في تراكيبها أو في معانيها، أو في سوء أدبها وقلّة حيائها".
وكانت الأمثال المغربية، وفق الأكاديمي الرّاحل، مجالا تلاقى فيه أهل الثقافة العالِمة وذوو المعرفة العامية، مضيفا أن هذا التلاقي يُرى في المُزواجَة بين الأمثال الفصيحة والأمثال العامية عند الزّجّالي وابن عاصم وابن عبّاد الرنْدي وأبي مدين الفاسي وأبي علي اليوسي، كما يتجلّى في المجالس العلمية بالمساجد التي كانت مفتوحة في وجه عامّة النّاس.
ووضّحت الجمعية المغربية للتّراث اللّغوي أن هذه الأمثال وُضِعَت حسَبَ التّرتيب الأبجدي، وزادت أن لـ5 بالمائة منها شكل أو هي من أصل فصيح، وأغلبها من المتن العربي وبعض الأحاديث النبوية أو آيِ القرآن. وتضيف الجمعية المشرِفة على هذا المتن أنّها اعتمدت "الدّقّة في تدوين كلّ عناصر النّطق ذات الوظائف المميّزة"، وحرصت كلّما تيسّر ذلك على "الإبقاء على القواعد الإملائية للفُصحى، مع اعتماد اقتصاد في الرّموز".
وتفسّر الجمعية اختيارها عدمَ شَكل الأمثال بإثقالِها التّراكيبَ بالرّموز، وزيادتها القراءة تعقيدا وتعثُّرا حين تُجبَر العينُ على التوقُّف عند كلِّ حرف وما أحاط به من علامات الشّكل ورموز إملائية أخرى زائدة عن الحاجة، علما أنّ العين عند مسحها تراكيب النّصّ المكتوب لا تقف عند كلّ حرف من حروف الكلِمات، بل تقتطف صورا تركيبية ودلالية في آن واحد.
كما وضّح المصدر نفسه أنّ لولوج النّص عند قراءة نصوص من العامّيّة التي هي اللغة الأم، والقارئ على دراية فطرية بجميع وظائفها، لا يكون في حاجة إلّا للتّطابقات بين الشّفرة الأبجدية للبنيات التركيبية المؤسِّسَة لها، والمضامين السوسيو ثقافية للعشيرة.
واستباقاً لردودٍ قد تعتبر بعض ما ورد من الأمثال بذيئا أو فيه تشجيع على البذاءة، أوردت الجمعية مقتطفا من مقدّمة الراحل بنشريفة لكتابِه "عيون الأخبار"، قال فيه: "وإذا مرّ بكَ حديث فيه إفصاح بذكر عورة أو فرج أو وصف فاحشة، فلا يحملنّك الخشوع أو التّخاشع على أن تصعر خدّك وتُعرِض بوجِك، فإن أسماء الأعضاء لا تؤثم وإنّما المأثَم في شتمِ الأعراض، وقول الزّور والكذب وأكل لحوم النّاس بالغيب...".

قد يهمك ايضا:

أثريون يدّعون للاهتمام بترميم "كنوز مصر المنسية"

باحثون أثريون يفحصون رأسًا لمومياء فرعونية مشوهة كليًّا

  


 
 
 
 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَتن المثل المغربي الدّارج يوثّق أكثر من 10 آلاف حكمة مَتن المثل المغربي الدّارج يوثّق أكثر من 10 آلاف حكمة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:46 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

وظائف تزيين وتجميل في المغرب

GMT 08:15 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تكناتين تنظم دوري الجمعيات لكرة القدم المصغرة

GMT 14:27 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

حريق هائل يلتهم 3 بواخر صينية في ميناء أغادير

GMT 02:51 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواصفات لاب توب Dell Precision 5530 الجديد

GMT 20:32 2018 الإثنين ,19 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات إعداد علب تخزين الإكسسوارات

GMT 21:37 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

انتقاد شديد لشعار المغرب لحملة استضافة مونديال 2026

GMT 19:22 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

ماسك الصبار يساعد على تطويل الشعر والقضاء على القشرة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 15:21 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

بانون وبنشرقي يُبدّدان مخاوف مدرّب المنتخب المغربي

GMT 05:02 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نصائح من أجل معالجة الهالات السوداء بعد مكياج رأس السنة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya