تعرف على ونسدورف المدينة المحرمة قرب برلين
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ظلت محظورة 22 عامًا بعد الحرب العالمية

تعرف على "ونسدورف" المدينة المحرمة قرب برلين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعرف على

صورة من داخل المبنى الرئيسي في مدينة ونسدورف
برلين - جورج كرم

كان يورجن ناومان المشرف الأخير على المقر السابق للجيش الأحمر في ألمانيا ولديه مفاتيح كل الأبواب، وهو الوحيد الذي يمكنه الوصول إلى جميع المباني فيما عرف يومًا ما باسم "المدينة المحرمة"، والتي بقيت محظورة بعد 22 عامًا من مغادرة القوات الروسية.

ويضيف ناومان: "يمكنك التعرف على المفاتيح عبر السنين"، إلا أن الأمر يستغرق بعض الوقت لتحديد المفتاح الصحيح ضمن العديد من الفاتيح الأخرى، وعندما فُتح الباب ظهرت قاعة مضاءة بشكل خافت من الرخام وتضم إثنين من اللوحات البانورامية الأولى تظهر موسكو السوفتيتية والأخرى تظهر ألكسندر في برلين الشرقية.
تعرف على ونسدورف المدينة المحرمة قرب برلين

وتقع مدينة ونسدورف على بعد 25 ميلا من برلين وكانت المدينة يومًا ما موطنًا لـ75 ألف رجل سوفيتي وإمرأة وأطفال، ومثلت المدينة مقر القيادة العليا السوفيتية وأكبر معسكر للجيش السوفيتي خارج الاتحاد السوفيتي، كما تضم المدينة أيضًا مدارس ومحلات تجارية ومرافق ترفيهية وكانت تعرف باسم "موسكو الصغيرة"، حيث تذهب القطارات يوميًا إلى العاصمة السوفيتية، وبعد سقوط جدار برلين عام 1989 وإعادة توحيد ألمانيا وتفكك الاتحاد السوفيتي كان الأمر مسألة وقت قبل أن يتم استدعاء الجنود الروس إلى وطنهم، إلا أن أمر انسحاب القوات كان بمثابة صدمة للعديد من سكان المدينة الذين اعتبروا ونسدورف موطنًا لهم.

ويتذكر ناومان الذي كان يعمل حينها كحارس للودائع المالية للشركات المحلية: "لقد كان الانسحاب بمثابة اندفاع مجنون، وفي برينسبرغ وهو مهبط للطائرات بالقرب من ونسدورف كانت مديرة المتجر تجلس في المكتب بمرارة ولديها اثنين من الأطفال، وعندما سألتها ما خطبك. أوضحت أنها أمرت بالعودة إلى روسيا بعد غد، وتحدثت عن مهلة قصيرة"، وساهم عدم اليقين والفوضى في عدم معرفة الجنود إلى أي مكان سيذهبوا وما إن كانوا سيحصلون على إقامة، وسحب بعضهم المال واشتروا حافلات لتجد عائلاتهم مأوى، فيما جردت أسراب طائرات الهليكوبتر الداخليين من طائرات الهليكوبتر الخاصة بهم لنفس السبب، وعندما غادرت القوات بعد العرض العسكري النهائي تركوا العديد من المواقع تضم نحو 98.300 طلقة ذخيرة و47 ألف قطعة من الذخائر و29.3 طن من الذخيرة والقمامة بما في ذلك مواد كيميائية وإطارات وبطاريات وغيره، وتُركت المحلات ممتلئة بالإلكترونيات وأجهزة الراديو والتلفاز والثلاجات، حيث كانت العائلات في عجلة من أمرها ولم يأخذوا أي شئ، وتركت المنازل بأجهزتها كاملة حتى الحيوانات الأليفة.
تعرف على ونسدورف المدينة المحرمة قرب برلين

وتكرر نفس الشئ في جميع أنحاء ألمانيا الشرقية، ولم يكن هناك بلد خارج الاتحاد السوفيتي تضم المزيد من القوات السوفيتية، حيث كان هناك ما يقدر ب 380 ألف جندي و180 ألف مدني موزعين في 1,062 منطقة حضرية وريفية عندما انهار الاتحاد في يناير/ كانون الثاني عام 1991، وتركت القوات الروسية ورائها إرثا من الأطلال المهجورة، وبالقرب من ونسدورف لا يزال مطار سبرنبرغ مهجورًا، وكذلك المطارات في رانغسدورف و Oranienburg و Schönwalde، بنيما ما زالت معسكرات الجيش في Jüterbog و Kummersdorf و Vogelsang و Bernau و Krampnitz و Grabowsee تنتظر هدفا، وغادرت الشركات التجارية ألمانيا الشرقية بعد سقوط الجدار ما ترك العديد من المصانع والمباني شاغرة في جميع أنحاء مدن البلاد.

وبدأ التاريخ العسكري لونسدورف منذ فترة طويلة قبل أن تصبح موقع عسكري سوفيتي، وتمت عسكرة المنطقة كلها بعد تشكيل الإمبراطورية الألمانية عام 1871، وتم بناء أول مسجد في ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى لمسلمي POWs الذين أجبر العديد منهم على القتال لصالح ألمانيا، وأصبحت ونسدورف عام 1935 مقرًا للجيش الألماني والقوات المسلحة الألمانية، حيث تم توجيه حملة الحرب العالمية الثانية من قبو محصن تحت الأرض في ونسدورف مع توفير الاتصال من خلال التلكس إلى جبهات في ستالينغراد وفرنسا وهولندا وحتى أفريقيا.
تعرف على ونسدورف المدينة المحرمة قرب برلين

وكانت المباني النازية ذات بناء قوي وتضم جدران بسمك أكثر من مترًا، ما جعل تدميرها صعب وهو ما تحقق منه السوفيت بعد أن فرت القوات النازية، وبعد تدمير المجمعات المخبأة بما يكفي ما جعلهم غير صالحين للاستخدام العسكري وفقا لاتفاقية بوتسدام استقر السوفيت، وقدموا دفعة للاقتصاد المحلي وكانت العلاقات مع ألمانيا الشرقية جيدة حتى مع احتياج السكان المحليين للحصول على إذن خاص للدخول إلى ما عُرف باسم Die Verbotene Stadt أو المدينة المحرمة.

وتابع ناومان الذي يتذكر رشوة الجنود من قبل مستهلكين من ألمانيا الشرقية للسماح لهم بالدخول والتسوق في متاجر المدينة الصغيرة الجديدة " كانت هناك طرق غير شرعية للدخول، كان هناك أشياء لا تحصل عليها في الخارج والكثير من الأشياء الرخيصة لأن السوفيت لم يدفعوا ضريبة القيمة المضافة وكانت السجائر رخيصة، وكان في إمكانك الدخول ولكن كان يجب أن تخرج بحرص، فإذا دخلت في الصباح عليك أن تخرج بحلول الرابعة مساء، ومن يتأخر عن هذا الموعد يواجه حظا سيئا حيث يتم احتجازه لمدة 24 ساعة ويقوم بتقشير البطاطا للقوات، وكانت القوات تترك الموقع أحيانا للذهاب إلى التسوق مع عائلاتهم أو تناول الطعام أو الاحتفال مثلا، ويجب عليك الحذر عنذ القفز للتسلق في العام الجديد فلا يزال الرياضيين الروس جيدين في ذلك، وكان يجب عليك الحذر بشأن متى تتحدث وآلا تعارضهم، يجب أن تجد طريقة وسط لأنهم يشعرون بالإهانة بسرعة كبيرة لكنها لا تدوم طويلا، وكان الأمر طبيعي بالنسبة لهم مثل حديثهم للروسية".

وعندما سلم السوفيت المدينة المحرمة إلى الحكومة الاتحادية سيطر الإهمال البيروقراطي على المباني وأثر الطقس عليها بشكل سلبي، ويعتبر ناومان هو الشخص الوحيد حاليا الذي يشرف على منطقة بمساحة 200 هكتار، وتتمثل وظيفته في التحقق من الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة أو الزوار غير المرغوب فيهم، مع وضع الترتيبات اللازمة لإجراء الإصلاحات، وهناك عامل آخر يساعده في الصباح، وأردف ناومان " تأتي الشركات أو المستشثمرون للنظر إلى المكان، وربما يعد ذلك جيدا إلا أنه هناك الكثير للقيام به"، وفي ظل عمله لسنوات طويلة يتحدث ناومان عن المباني التي يعود تاريخها إلى الإمبراطورية الألمانية بحماس، مشيرا إلى السقف الخشبي للمبنى الرئيسي الذي يبلغ عمره حاليا أكثر من 100 عاما، وتابع ناومان " لا أريد أن أقول أنني وقعت في ح المكان لكني حقا لدي الكثير للمباني القديمة، ولدي نوع من التواصل بينها".

وتستضيف المدينة المهجورة حاليًا قناني الفيديو ومصوري الزفاف، حيث يحدد المصورون مواعيدًا للزيارة مقابل رسوم رمزية، وأضاف ناومان " عندما تحصل على شكر من أحد الزوار للعناية بالمكان تشعر بالفخر"، ويعتقد ناومان أنه ربما يمكن الاستفادة بشكل مثالي من المباني من خلال إنشاء جامعة خاصة مع وجود حمام سباحة بجانب المبنى الرئيسي ومسرح، وتتطلع شركة التنمية الإقليمية الحكومية إلى الحصول على مستثمرين مناسبين لإحياء هذه المبانئ القديمة، وتستقبل مدينة ونسدورف جنود سابقين وضيوف لاسترجاع التاريخ القديم، حيث عادت إحدى السيدات التي قدمت عرض على المسرح قبل سنوات لتجد منصة المسرح القديمة التي رقصت عليها.

وأخبر رجل أخر نومان أنه عمل في قبو الاتصالات لدى النازيين وأنه أقام علاقة بالمراسلة مع إمرأة روسية في ستالينغراد، وبين ناومان " كانوا يتواصلون باستخدام التلكس إلا أنه لم يجدها بعد الحرب، وربما قُتلت لا نعلم، وظل الرجل في القبو حتى النهاية وبعث تلكس إلى برلين موضحًا أن الروس جائوا حاليا"، وعاد بعض الجنود الروس أيضا إلى المدينة القديمة بما في ذلك إحدى القاد التي أحضرت معها ابنتها ووقف على المسرح والتقطت بعض الصور وتذكر كل شئ، ويضيف ناومان " أخبرني عدد من العائدين أنه على الجندي الروسي أن يعود ولو مرة في حياته إلى المكان الذي خدم وحارب فيه، ويزور بعضهم أفغانستان، علينا التفكير في الأمر وتخيله، كان هنا جنود عاشوا وتدربوا وركضوا، كل ذلك حدث هنا".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على ونسدورف المدينة المحرمة قرب برلين تعرف على ونسدورف المدينة المحرمة قرب برلين



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya