المتاحف تدخل معترك التحديات الجيوسياسية وتُجبر الصين على الاستعانة بالغرب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بعد تجربة "اللوفر أبوظبي" ونجاح فرنسا في سباق تصدير الخبرات

المتاحف تدخل معترك التحديات الجيوسياسية وتُجبر الصين على الاستعانة بالغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المتاحف تدخل معترك التحديات الجيوسياسية وتُجبر الصين على الاستعانة بالغرب

المتحف الوطني الصيني
بكين - المغرب اليوم

يصف الملاحظون، الزخم الكبير الذي يُميز قطاع الصناعات الثقافية الصيني بـ"الثوران"، حيث متاحف ضخمة، قاعات للعرض ومهرجانات ثقافية ترى النور كل يوم وفي كل بلدة؛ لكن صحوة التنين الصيني تصطدم بحقيقية أخرى تكمن في افتقاد مؤسساته الناشئة المحتوى الثقافي وغياب المهارة الكافية لتسييرها، فرصة ذهبية للغرب الذي يتسابق لمنح خبرته هذا القطاع الواعد.

وجاء الزمن الذي تدخل فيه المتاحف معترك التحديات الجيوسياسية وتصبح أداة تأثير فاعلة في يد الدول لبسط نفوذها، منطق جديد يجعل هموم التنين الصيني تتحول من معدلات النمو إلى كيفية ملء المتاحف الضخمة التي يبنيها كل يوم، أكثر من 5000 متحف بميزانية ثماني مليارات دولار، وفقًا لما جاء في كتاب خبيرة المتاحف كلير جاكوبسن "متاحف الصين الجديدة"، "دار نشر برنستون براس" ثمانية منها هي مشاريع مليونية ضخمة من تصميم كبار المعماريين، أمثال الفرنسي جون نوفيل والأميركي ستيفان هول، غير أنها متاحف... شبه فارغة. 

فرنسا تمد يها إلى الصين

لجأت الصين إلى فرنسا لحل هذه المعضلة، على غرار مشروع "اللوفر أبوظبي" الذي تم فيه تأجير اسم اللوفر وتحفه لمدة ثلاثين عامًا مقابل مليار يورو، تستعد فرنسا مؤخرًا لمد يدها للصين من خلال العمل على مشاريع ثنائية عدة، أهمها مشروع افتتاح جناح جديد لمركز "بومبيدو" الثقافي في مدينة شنغهاي تحت اسم "ويست بوند آرت ميوزيوم".

اقرأ أيضا :

 وفاة المعماري الشهير مُصمِّم "الهرم الزجاجي" بمتحف اللوفر

وستعير المؤسسة الفرنسية المعروفة خبرتها ومحتوياتها الفنية للصين لمدة خمس سنوات، منها لوحات لبيكاسو وشاغال وماتيس، وكثير من قطعها الفنية لملء هذا المتحف الضخم الذي يتربع على مساحة 25000 متر مربع، المتحف الصيني سيفتح أبوابه للزوار مطلع هذا الصيف وسط مجمع ثقافي ضخم من تصميم المعماري الكبير ديفيد شيبرفيلد، وسيضم العرض الأول أعمالًا لفنانين صينين درسوا في فرنسا في الوقت الذي سيعرض فيه المركز الأم بباريس أعمال فنانين من الصين. المطلوب من الخبراء الفرنسيين الإشراف على تنظيم أكثر من عشرين تظاهرة ثقافية ما بين 2019 و2024 مع تكوين الصينين في التقنيات المتحفية: كيفية انتقاء التحف، تخزينها وحمايتها من التلف.

ولم يُفصح مركز "بومبيدو" الثقافي عن قيمة التعويض المادي مكتفيًا بالإعلان عن مبلغ مليون ونصف مليون يورو سيتلقاها سنويًا كرسوم امتياز،"متحف رودان للقطع النحتية" يستعد هو الآخر إلى افتتاح جناح له في مدينة شنزن جنوب الصين تحت مسمى "مركز رودان للفن"، المتحف الفرنسي أعلن على لسان مديريته كاترين شوفيو أنه قبِل عرض الصين بعد دراسة معمقة وعلى خلفية شعبية رودان في الصين، لكنه لن يعير نظيره الصيني سوى 193 قطعة من مجموع سبعة آلاف لاستحالة نقلها دون تعريضها لخطر الإتلاف، والبقية ستكون على شكل نسخ طبق الأصل، كما سينظم دورات تدريبية لأمناء المتحف وملتقيات مع طلبة الفنون الجميلة والشركاء الأجانب.

صدّرت فرنسا أيضًا علامة تجارية ثقافية أخرى تمثلت في "مهرجان آرل للتصوير"، الذي ينظم منذ أربع سنوات طبعة صينية تحت اسم "جيمي x آرل إنترناشيونال فوتو فستيفال" في مدينة إكزيمانس القريبة من تايوان.

وصرحت بيرينيس أنغريمي مديرة المهرجان، في حوار مع صحيفة "ليزنكوريبتبل" بأن الحدث هو "شراكة قبل أن يكون استفادة الصين من علامة ثقافية عالمية، فمهمتنا هي اكتشاف وعرض المواهب الصينية الجديدة، مع مرافقة الصينين لاكتساب مهارات في تنظيم الفعاليات الثقافية الكبيرة".

ويُعد الفرنسيون حاضرون أيضًا من خلال مؤسسة "أوبرا كوميك" العريقة التي تخلد أعمال مبدعين أمثال موليير وشكسبير، والتي أمضت مؤخرًا اتفاقيات تعاون ثنائي مع الصين لمدة ثلاث سنوات قابلة للتمديد، وتُقام العروض في أكثر من أربعين مدينة صينية، والأهم هو التمويل الصيني المنتظر لتظاهرات عدة، أهمها عرضا "كارمن" و"هاملت" بما يعادل 350 مليون يورو وعرض "أوفيليا وأوريدس" بمقدار مائة مليون يورو مقابل مشاركة الأوركسترا الوطني الصيني في جميع هذه العروض بين 2020 و2022.

واحتدمت المنافسة بعد أن دخلت المؤسسات الثقافية الغربية الأخرى ساحة المعركة لكسب ودّ الصين. إيطاليا ارتبطت مع الصين باتفاقيات شراكة عدة، ولا سيما في مجال ترميم التراث التاريخي، إضافة إلى برنامج تبادل ثنائي بين متحف بكين الوطني والمتحف الوطني بالازو فينسيا بروما الذي يقضي بفتح قاعة عروض لمدة خمس سنوات قابلة للتمديد، يعرض فيها كل من المتحفين قطع المتحف الآخر.

وكان أحدثها معرض "كنوز إمبراطورية هان" بروما وآخر بعنوان "رحلة العودة" في متحف بكين حول استعادة الصين لمجموعاتها الاثرية التي كانت بحوزة إيطاليا؛ والمتحفان البريطانيان «بريتش موزيوم» و«فيكتوريا أند ألبرت موزيزم» وحّدا جهودهما للتعاون مع الصين من خلال فعاليات عدة، آخرها كان تنظيم معرض لنسخ طبق الأصل من مجموعات «بريتش موزيوم» في شنغهاي استقطب أكثر من 600 ألف زائر، إضافة إلى دورات تدريبية تتلقاها فرق المتحف الوطني لبكين والمدينة المحرّمة كل صيف، على يد خبراء «البريتيش ميوزيوم»، وأخيرًا افتتاح فرع لمتحف فيكتوريا في مدينة شانزان يعتبر أول متحف مخصص للتصميم في الصين بمعية خبرة ومجموعات المتحف البريطاني.

وكرَّست المؤسسات المتحفية الألمانية التي كانت مبادراتها خجولة في البداية، حضورها في الصين بعد أن أشرفت على تنظيم افتتاح متحف بكين الوطني بتظاهرة "فن الأنوار" التي تم بموجبها استقدام 600 قطعة فنية من متاحف برلين وميونيخ ودريسدن وإعارتها لمدة سنة كاملة للمتحف الصيني العملاق الذي أصبح في ظرف بضع سنوات ثاني أكبر متحف زيارة في العالم بعد اللوفر الفرنسي.

نزعة المؤسسات المتحفية العريقة نحو تصدير خبرتها كعلامة تجارية بسبب تراجع التمويلات الحكومية بات يطرح معادلة التوازن الصعب بين مصالحها المادية وأهدافها الثقافية والتربوية، كما أن تجربة المؤسسات الغربية في الصين بدأت تكشف عن وجود مشكلة رقابة وتحديد للحرية الإبداعية تحاول هذه الأخيرة تجاهلها رضوخًا لمنطق الربح.

قد يهمك أيضًا :

الثقافة الصينية تتألق في " كتارا "

مسابقة دولية من سؤال واحد جائزتها النوم تحت الهرم الزجاجي لمتحف "اللّوفر"

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتاحف تدخل معترك التحديات الجيوسياسية وتُجبر الصين على الاستعانة بالغرب المتاحف تدخل معترك التحديات الجيوسياسية وتُجبر الصين على الاستعانة بالغرب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:35 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:56 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وائل جمعة يُهاجم بعض لاعبي منتخب الفراعنة دون تسميتهم

GMT 05:08 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

اكتشف أحدث قصات الشعر للرجال لعام 2019

GMT 20:22 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تسلح الجيش المغربي يثير قلق إسبانيا والجزائر

GMT 11:13 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

إضراب وطني عام في المؤسسات العمومية المغربية 20 شباط المقبل

GMT 09:41 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"غوغل" تعلن عن تحولات جذرية في هواتف أندرويد المقبلة

GMT 18:31 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

شركة كيا تعتزم إطلاق نسخة كهربائية جديدة من "KX3"

GMT 05:21 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"المدينة الآسيوية "في قطر نموذج للتمييز العنصري

GMT 14:34 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

سيول تقطع طرق وتغمر شوارع ومبان فى مدينة فاس

GMT 03:36 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

تعرف على أحدث عطور "لويس فويتون" الجديدة

GMT 08:24 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

" BMW X5الأفضل في سوق سيارة الدفع الرباعي

GMT 11:35 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

الجزائر تطلق بوابة إلكترونية للترويج للسياحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya