مؤتمر دولي يطالب بتجريم العنصرية وإنشاء مركز تواصل حضاري
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

نظّمته "رابطة العالم الإسلامي" في العاصمة الكرواتية

مؤتمر دولي يطالب بتجريم العنصرية وإنشاء مركز تواصل حضاري

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مؤتمر دولي يطالب بتجريم العنصرية وإنشاء مركز تواصل حضاري

كوليندا غرابار كيتاروفيتش
زغرب - المغرب اليوم

أكد المؤتمر الدولي «الأخوة الإنسانية... لتعزيز الأمن والسلام»، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في العاصمة الكرواتية زغرب؛ أهمية تعزيز قيم الأخوة الإنسانية باعتبارها أهم ركائز تحقيق السلام العالمي والوئام المجتمعي، كما طالب بسن التشريعات اللازمة لتجريم كل أساليب وممارسات الكراهية والعنصرية والتهميش والإقصاء، داعياً إلى إنشاء مركز عالمي للتواصل الحضاري بمدينة زغرب ليكون جسراً للتعارف والحوار والتفاهم والتعاون بين كل مكونات المجتمع الإنساني ومكاناً حاضناً للمبادرات ذات الصلة بتعزيز القيم الإنسانية والمجتمعية وردم الفجوات الدينية والثقافية والعرقية.
ودشنت كوليندا غرابار كيتاروفيتش رئيسة جمهورية كرواتيا، فعاليات المؤتمر الدولي، الذي نظمته الرابطة، بالتعاون مع المشيخة الإسلامية في كرواتيا، والأبرشية الكاثوليكية الكرواتية، مع تمثيل رسمي من دولة الفاتيكان ممثلاً في المجلس البابوي للحوار. وحضور رئيس الوزراء ورئيس البرلمان وعدد من الوزراء والبرلمانيين الكرواتيين وأركان الجيش وعمدة العاصمة، وطيف واسع من القيادات السياسية والدينية والفكرية حول العالم، وأئمة وممثلي الجمعيات الإسلامية في «دول البلقان»، وكبار القادة الدينيين من مختلف الأديان. وشهد المؤتمر تكريم الفعاليات الدينية في كرواتيا لرئيسة الجمهورية والشيخ الدكتور محمد العيسى لجهودهما في تعزيز التسامح والسلام.
وقالت الرئيسة الكرواتية، مخاطبةً حضور المؤتمر: «إن الله خلقنا متنوعين في ثقافاتنا وأدياننا وأعراقنا وغيرها، حتى يتسنى لنا التعاون في خدمة الإنسانية، وانطلاقاً من هذه الوحدة الإنسانية التي أرادها الخالق، فإن معاناة كل إنسان هي في الحقيقة معاناة للإنسانية جمعاء»، فيما نوهت الرئيسة الكرواتية بالحضور الإسلامي الإيجابي في بلادها، داعيةً إلى تعزيز «قيم الحوار والاحترام في مجتمعاتنا لكي لا نتحول إلى جزر معزولة تقودها المادية وغياب الضمير والأنانية، مختتمة كلمتها بالقول: «الله لا يطلب منا المستحيل بل أن نعمل للآخرين ما نعمله لأنفسنا».
من جانبه دعا الشيخ الدكتور محمد العيسى، إلى «التفاف حقيقي حول قيم الأُخوة الإنسانية التي تلغِي الحواجز السلبية وتردم فجواتها، وتبني في المقابل الجسور وتُسهل الحوار والتفاهم والتعاون، وتُقوي من عزيمتنا للعمل على مشتركاتنا التي تُمثل قانوننا الطبيعي الموحَّد»، مؤكداً أن «الإنسانية تمتلك قيماً مشتركة تكفيها لإحلال السلام والوئام في عالم اليوم، ونبَّه إلى أن مشتركات المحبة والتعايش والسماحة والتسامح تُصبح أقرب وأقوى وأكثر مسؤولية عندما تكون مشتركاً وطنياً، مع قوة وأهمية مشتركنا الإنساني بوجه عام».
وشدد الشيخ العيسى على أن عالم اليوم سيكون أكثر وعياً إذا استفاد من عظة التاريخ التي تدعوه إلى خيار الحكمة المتمثل في الحوار الإيجابي والفعَّال في الموضوعات كافة، مع العمل دوماً على تعزيز الاحترام المتبادل، والتأكيد في هذا على أهمية تفعيل قيم المحبة والسماحة والتسامح، مع استيعاب الطبيعة الكونية في حتمية الاختلاف والتنوع والتعدد بين البشر.
وأضاف: «لا بد أن يكون تَنوُّعُنا الإنساني في إطاره الإيجابي، وإذا كان كذلك فسيُصبح مصدر إثراء كبير وشامل؛ فوحدة وقوة عالمنا في ذلك التنوع»، مضيفاً أن «الدول المتحضرة تفتخر بتنوعها الذي يُعَزِّز من قوتها ويَزيدها مناعة، لكن بشرط أن تكون حَذِرَة من أي تدخلٍ يستهدف أياً من مكوناتها الوطنية بدافع ديني أو إثني أو غير ذلك».
ولفت إلى حرص رابطة العالم الإسلامي وباسم آلاف العلماء والمفكرين المسلمين وملايين الشعوب الإسلامية المنضوية تحت مظلتها على منع تصدير الاجتهادات الدينية خارج ظرفيتها المكانية؛ وذلك لأن لكل بلد صيغتَهُ الدينية الاجتهادية التي تناسب ظرفيته الخاصة، «كما أكدنا ضرورة احترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي نعيش أو نقيم على أراضيها، وأن المطالبة بالخصوصية الدينية تتم وفق الإجراءات القانونية».
وتطرق إلى «مبادرة الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب... من أجل عالم أكثرَ تفاهماً وسلاماً، ومجتمعاتٍ أكثرَ وئاماً واندماجاً»، فقال: «لقد أطلقنا هذه المبادرة وقمنا بتفعيلها مباشرة ببرامج عملية مع شركائنا حول العالم من جميع الأديان والثقافات»، مؤكداً أن «أساس هذه المبادرة يرتكز على المبادئ الإنسانية المشتركة ولا سيما قيم عدالتنا التي لا تزدوج معاييرها مطلقاً».
وشدد الأمين العام على أنه «من المهم ألا يقتصر قادة الأديان على مخاطبة الروح والعاطفة فحسب، بل عليهم أن يخاطبوا (المنطق) و(الواقع) ليُسهموا بفاعلية في سلام عالمهم ووئام مجتمعاتهم».
من جانبه، أكد رئيس البرلمان الكرواتي غوردن ياندروكوفيتش، أن «الأخوّة الإنسانية تدعو للحب والسلام والخير للجميع، وتوحّدنا في تحقيق صالح الإنسانية، ومواجهة الكراهية والتطرف والعنف». وتناول الوجود الإسلامي في كرواتيا بقوله: «نحن في كرواتيا من أوائل الدول التي نظمت علاقتها مع المسلمين فهم يعيشون فيها وهم منها ويسهمون في بناء قيمنا الوطنية والإنسانية النبيلة».
كما شاركت نائبة رئيسة لجنة المفوضية الأوروبية دوبرافكا شويتسا، في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي في كرواتيا، داعيةً إلى تعاون أكثر لمواجهة عدم التسامح والخوف من الإسلام، وخطابات الكراهية والتطرف والإرهاب، وأكدت في كلمتها المسؤولية التاريخية الكبيرة للقادة الدينين لإيصال رسالة ترفض استغلال الدين لأغراض سلبية.
من جانبه، قال عمدة مدينة زغرب ميلان بانديتش: «عندما قرأت وثيقة مكة المكرمة وجدتها تركز على أن الأسرة أصل الإنسانية، وأن الهجوم عليها من أكبر تحديات حاضرنا ومستقبلنا، وهذه حقيقة نؤكدها، فالحفاظ على علاقات الأسرة الإيجابية هو أساس الأخوة الإنسانية».
كما أكد رئيس المشيخة الإسلامية في كرواتيا الشيخ الدكتور عزيز حسانوفيتش، أن التزام رابطة العالم الإسلامي بمسؤوليتها العالمية في الإسهام في صناعة السلام، كما هي قيم الإسلام الداعية لذلك، هو واقع ملموس يتعزز باستمرار وهو محل تقدير كبير، مثمناً الجهود المبذولة كافة في مواجهة كل أشكال الصراع والتطرف وازدراء أتباع الأديان من أي طرف كان.
كان المؤتمر قد اختتم فعالياته بـ«إعلان زغرب» الذي دعا المؤسسات الفاعلة والمؤثرة في المجتمع الدولي والداخل الوطني إلى تعزيز مفاهيم الأخوة الإنسانية والوطنية، وتعميق المشتركات الجامعة، والتعاون في مواجهة التحديات كافة، وتحويل المبادرات الإيجابية إلى برامج عملية مؤثرة.
كما دعا «إعلان زغرب» القادة الدينيين إلى الإسهام الفاعل في التصدي للمظاهر السلبية العابثة بالسلم والأمن الدولي والمجتمعي، مع العمل على استثمار الرصيد الروحي والقيمي للدين بتعزيز ثقافة السماحة والتسامح والثقة بالآخر. وطالب الفعاليات الأممية والوطنية بتغليب مصلحة السلم والأمن العالمي والمجتمعي، والتسامي على المصالح الضيقة، والبعد عن خطاب العنصرية والكراهية ضد أي دين أو عرق أو إثارة النعرات التاريخية التي هي في ذمة أصحابها.
ودعا المؤتمر إلى تعزيز قيم العدالة المجتمعية واحترام التنوع الديني والثقافي والإثني، ونبذ الإقصاء والتهميش باعتبار ذلك مدخلاً مهماً لحل النزاعات الدينية والطائفية والاجتماعية، والتخلص من التحريض والكراهية والتخويف غير المبرر من الآخر، مع دعوة شركاء الوطن الواحد إلى تعزيز الثقة بين مكوناته المختلفة، ودعم مبدأ «الوحدة في التنوع»، ودعوة المؤسسات التعليمية إلى تعزيز القيم الإنسانية والوطنية في وجدان الأطفال وصغار الشباب من خلال مناهج دراسية تفاعلية تخاطب «الوجدان» و«المنطق» معاً، وتحفّز الشعور الإنساني والوطني بجميع قيمه، وتعمل جنباً إلى جنب مع «الأسرة» لصياغة عقول الأجيال القادمة صياغة سليمة.
كما طالب المؤتمر بتمكين المرأة من خلال تعزيز دورها الكامل والمساواة العادلة بينها وبين الرجل، باعتبار ذلك حقاً مشروعاً ينطلق من المفهوم الحقيقي لمعنى الأخوة الإنسانية بشراكاتها الفاعلة.

قد يهمك ايضا
محمد الأشعري ينشر روايته الجديدة "ثلاث ليال" عن المركز الثقافي العربي
ظهرية شعرية للشاعر صالح محمد يونس في ثقافي صافيتا

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر دولي يطالب بتجريم العنصرية وإنشاء مركز تواصل حضاري مؤتمر دولي يطالب بتجريم العنصرية وإنشاء مركز تواصل حضاري



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya