عيد الفطر في تونس عادات غذائية وروحية وتكريم للمرأة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

من الشرمولة والملوخية إلى الحلالم و"حق الملح"

عيد الفطر في تونس عادات غذائية وروحية وتكريم للمرأة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عيد الفطر في تونس عادات غذائية وروحية وتكريم للمرأة

عيد الفطر في تونس عادات غذائية وروحية وتكريم للمرأة
تونس ـ حياة الغانمي

يمثل عيد الفطر المبارك مناسبة سنوية تحيي خلالها العائلات التونسية رصيدًا ثريًا من العادات الغذائية المختلفة، ويشترك التونسيون، عمومًا، في أكل المرطبات والحلويات خلال اليوم الأول لعيد الفطر، إلا أن لكل جهة طقوسًا خاصة في الاحتفال والطبخ.

ففي تونس العاصمة، تطبخ الحلالم وهي "عجين يقطع رقيق ويطبخ في الخضر" والملوخية في اليوم الأول، وتستهلك مع "الحلو العربي" والمشروبات، وغير بعيد عن العاصمة، يحتفل أعالي مدينة نابل بطبخ العصيدة البيضاء وتكون مصحوبة بمرق اللحم أو "القلايا الحمراء"، وفي بنزرت  دأبت نساء الجهة على إعداد أسماك القاروص والوراطة والمرجان غداء لأول أيام العيد، والمدفونة مرق بسيقان أو رأس الضأن غداء لليوم الثاني، وطبيخ الخضر الورقية والبقول غداء لليوم الثالث . 

أما في صفاقس، يتناول السكان صباح يوم العيد وقبل الانطلاق في المعايدة طبق "الشرمولة" الشهير، التي تتكون من البصل والزبيب، ويرجعها مؤرخون إلى العهد الروماني فيما ينسبها آخرون إلى الأتراك، وهي تستهلك مع السمك المملح الذي يكون عادة من الأسماك كبيرة الحجم مثل المناني والبوري والكرشو والغزال، ويتم غالبًا شراء هذه الأسماك طازجة وتشريحها وتمليحها خلال شهر رمضان على أن يزال عنها الملح ليلة العيد لتطبخ في اليوم الموالي مغلاة في الماء . 

وتختلف شرمولة صفاقس عن شرمولة قرقنة وجربة وجرجيس وتونس وبنزرت، ويتم طهيها قبيل يوم العيد، وفي جربة، يستيقظ السكان باكرًا، فما أن تنتهي صلاة العيد، ينطلقون للمعايدة على الأهل والأحباب، مصحوبين بالأطفال الصغار، وتتمثل الأكلة الرئيسية لأغلب سكان جزيرة جربة يوم عيد الفطر في "الشرمولة" والسمك المقلي علاوة على "كسرة الزيت" خبز بلدي، وهي نوع من العجين يخمر ويقلى في الزيت، إضافة إلى "الزرارع" وهي خليط من الحلوى والفواكه الجافة. 

وتنفرد معتمدية بن قردان التابعة لولاية مدنين بإعداد "عصيدة الفارينه بالمعقود"، وهي مرق بالقرع الأحمر واللحم، وتجتمع العائلة الموسعة في منزل الأب أو الأخ الأكبر لتناوله مع أكلات أخرى أبرزها الكسكسي، وتختار نساء عدة مدن في الوطن القبلي طهي" الملوخية" و"الحلالم" و"المحمصة" في اليوم الأول من العيد، فيما تفضل النساء في مناطق من ولاية قفصة طهي الفول. 

ولا تقتصر مظاهر الاحتفال على الأكل والشرب، بل تتميز أيام العيد بـ"هزان الموسم"، وهذه العادة تونسية وهي أن يعود الخطيب أهل خطيبته بهدية ثمينة، ولهذه التقاليد سنتها، فمن جهة إلى أخرى، تتحول من مناسبة تزاور وتحابب إلى مناسبة عائلية لها طقوسها وفرائضها ولكن نكهتها لا تقل عن قيمتها الروحية والتاريخية.. 

ومن القطاعات التي تؤشر على حركية العائلات التونسية في استعدادها  لاستقبال  يوم العيد، هي المخابز التي تصنع الحلويات التونسية التقليدية أو تتكفل بإنضاجها فقط ووسائل النقل العمومي أو الخاصة التي تسهر على تأمين السفرات للمواطنين وتقريب المسافة بينهم لتقاسم فرحة الأعياد في أجواء  عائلية ممتعة، كما تزدهر تجارة ألعاب الأطفال وبيع الملابس والأحذية وغسيل السيارات ليتواصل عمل أصحابها إلى الفجر بل حتى أيام العيد، لأنه ثمة من يؤخر شراء مستلزمات عائلته أو يتعذر عليه  ذلك حتى يوم العيد.

 ومنذ انبلاج فجر عيد الفطر المبارك تبدأ المقابر والمساجد والجوامع تعج  بالناس للترحم على الأموات ولأداء  صلاة العيد، كما تبلغ ظاهرة التسول واستدراج عطف التونسي وانتفاخ جيبه أوج رواجها وسقف أرباحها في هذه الأيام التي تعد بحق أيام تكافل وتراحم، وتزدهر للأسف يوم العيد تجارة بيع الخمور بعد منعها طوال شهر رمضان، ومن نتائج الإفراط فيها في هذا اليوم السعيد تسجل حالات حوادث السياقة في حالة سكر وكذلك المعارك الأليمة. 

ولئن كانت طلقات مدفع رمضان الغائبة البارزة في عيد هذا العام كما في رمضانها فإن بوطبيلة أو طبال السحور لا يغيب البتة عن قرعه وتزميره وأهازيجه وأدعيته في صباح يوم العيد لا سيما في الأحياء التي ألفها وألفته..

ومن العادات الأخرى التي تميز التونسيين في عيد الفطر هي "حق الملح"، وهي من العادات التونسية الجميلة في تكريم المرأة والاعتراف لها بالجميل صباح يوم عيد الفطر، لكنها تلاشت مع مر الزمن، وتتمثل في أن المرأة تستقبل زوجها عند عودته من صلاة العيد وهي في أبهى زينتها بعد أن تكون نظفت البيت ورتبته وبخرت زواياه، وفي يدها طبق الحلويات وفنجان القهوة، ويشرب الزوج قهوته، لكنه لا يعيد لها الفنجان فارغًا بل فيه قطعة حلي من الذهب أو الفضة بحسب إمكاناته وهذه الهدية تسمى "حق الملح".

و"حق الملح" تكريم لصاحبة البيت واعتراف لها بالجميل على صبرها وتعبها خلال شهر رمضان، فهي مع كونها صائمة وتؤدي واجبها الديني كغيرها من أفراد العائلة تقوم بإعداد كل أصناف الأطباق المشتهاة من قبل أفراد العائلة، وتنظف المنزل، كما تضطر إلى تذوق الأكل ودرجة ملوحته دون ابتلاعه، ولذلك ترمز هدية "حق الملح" إلى طلب العفو من ربة المنزل وشكرها على صبرها وتحملها.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد الفطر في تونس عادات غذائية وروحية وتكريم للمرأة عيد الفطر في تونس عادات غذائية وروحية وتكريم للمرأة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya