عزمي بشارة ينتقد الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

دعا إلى توحيد الموقف السياسي لمواجهة الاستبداد

عزمي بشارة ينتقد الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عزمي بشارة ينتقد الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين

عزمي بشارة
الرباط ـ المغرب اليوم

أكد المفكّر الفلسطيني عزمي بشارة أنّ الصراع الذي أفرزته الثورات الشعبية التي عرفها عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بيْن الإسلاميين والعلمانيين، ليْسَ في صالح شعوب المنطقة ويقوّض أسس الانتقال الديمقراطي، داعيًا إلى تلافي الصراع والتنازع بين الطرفيْن، وتوحيد موقفهما السياسي لمواجهة الاستبداد.

ودعا المفكر الفلسطيني في محاضرة ضمْن المنتدى السياسي الأول لصحيفة "أخبار اليوم" المغربية تطرّق فيها لـ"المراحل الانتقالية وإستراتيجية بناء التوافقات"، إلى الانتصار لنقاشٍ بيْن الديمقراطيين وغير الديمقراطيين، بدل الانقسام إلى إسلاميين وعلمانيين.

وأوضح أنَّ "هذا لا يقودُ إلى الانتقال الديمقراطي، بلْ يُفضي إلى تحوّل الصراع إلى صراع هويّات وصراعِ خطابات وليس صراع برامج وأفكار"، وأضاف أنّ العرب اخترعوا تحويل العلمانية إلى هوية، في ظلّ وجود فئة تعتقد أنّ العلمانية نظامُ حياة.

ورأى بشارة أنّ ما تغيّر في البلدان التي سقطتْ أنظمتها هو رؤوس الأنظمة فقط، في حين أنّ بنْيتها ظلّتْ قائمة ولمْ تُمسّ، ففي حين سقَط عدد من الرؤساء، ظلّت أجهزة الأمن والقضاء على حالها، موضحًا أنّ الأحزابَ بدَل أن تُرسيَ أسس أنظمة ديمقراطية، دخلتْ في صراع على السلطة.

واستدلّ بشارة، بالحالة المصرية، مضيفًا: الإخوان المسلمين اندفعوا إلى الانتخابات ودفعوا في اتّجاه إجرائها، لكونهم يدركون أنّهم القوّة السياسية الوحيدة التي ستفوز بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك، في حين دفعَتْ القوى السياسية الأخرى في اتجاه عدم إجراء الانتخابات، وهو ما أفضى في النهاية إلى إجراء انتخابات عامّة مجرّدة دونَ إرساء قواعد انتقال ديمقراطية صلبة.

واعتبر بشارة أنّ أوّل خطأ وقعَ عقبَ ثورة 25 كانون الثاني/ يناير التي أطاحتْ بنظام حسني مبارك في مصر هو إجراء الانتخابات قبل الاتفاق على طبيعة النظام الديمقراطي وقواعد اللعبة السياسية، بحيث أنّها أفضتْ إلى استعداد كلّ طرف من الأطراف السياسية المتصارعة للتحالف مع النظام لهزم الآخر، وهو ما أدّى إلى بروز "الدولة العميقة"، التي ناورت لإجهاض الثورة.

وأضاف أنّ الخطأ الثاني الذي وقع عقبَ الثورة المصرية، هو عدمُ قبول خصوم "الإخوان المسلمون" بنتائج الانتخابات، مضيفًا: "كانَ عليهم أن يقبلوا بنتائج الانتخابات، بدَل التحالف مع أجهزة الدولة العميقة، لأنّ الخطأ لا يُعالجُ بخطأ آخر"، ولفت بشارة إلى أنّ الانتخابات ليْست جوْهر النظام الديمقراطي، بلْ أهمّ أدواته، ولا يُمكن أن تفضي إلى انتقال ديمقراطي بدون تغيير بنية النظام.

وأردفَ المتحدّث أنّه ليستْ هناك قوانين معيّنة للانتقال من نظام غير ديمقراطي إلى نظام ديمقراطي، غيْرَ أنّه لا بدّ من الاتفاق بيْن الديمقراطيين الساعين إلى التغيير على أدوات الانتقال، ولابدّ من توافقات معيّنة، وأضاف "ما يجبُ الاتفاق عليه أوّلا هو أننا نريد الديمقراطية، لأنّ من يرفض الديمقراطية لا يُمكن أن تناقش معه مسألة الانتقال الديمقراطي".

وبشأن الحالة المغربيّة، بيَّن بشارة إنّ النظام المغربيّ شهدَ مرحلة عنيفة، تلتْها مرحلة قام فيها بإصلاحات وتجنّب "التعذيب المباشر"، واعتبرَ المتحدّث الإصلاحات التي قام بها بسيطة، غيْرَ أنّ ما يُميّزها عن الإصلاحات التي قامتْ بها الأنظمة العربية هو أنّها كانتْ إصلاحات مستمرّة، وكان من نتائج ذلك وجود حرية إعلام "إلى حدّ ما"، وحرية حزبية، وإصلاحات دستورية.

وفيما يتعلّق بوصول حزب "العدالة والتنمية" إلى الحكومة للمرة الأولى، غداة الحَراك الشعبي الذي شهده المغرب عام 2011، أشار بشارة إلى أنّ وصول "الإسلاميين" المغاربة إلى الحكومة ليستْ له أيّ خصوصية، باعتبار أنّ حزب "العدالة والتنمية" ليسَ أوّل حزب معارض يدخلُ إلى الحكومة، إذْ سبقه إلى ذلك حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، إبّان حكومة التناوب التوافقي.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزمي بشارة ينتقد الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين عزمي بشارة ينتقد الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya