التماثيل العارية رمز الفضيلة بين النخبة في اليونان القديمة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

انتشر "الشذوذ الجنسي" في صالات أثينا الرياضية

التماثيل العارية رمز الفضيلة بين النخبة في اليونان القديمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التماثيل العارية رمز الفضيلة بين النخبة في اليونان القديمة

التماثيل العارية
أثينا ـ سلوى عمر

منذ ألفين ونصف عام تقريبًا حدثت معجزة ثقافية في اليونان القديمة، إذ ولدت الديمقراطية في أثينا، وكُتبت المآسي والكوميديا الأولى، بالإضافة إلى نحت التماثيل التي كانت أكثر من مدهشة ونابضة بالحياة أكثر من أي وقت مضى.

والأمر الذي لا يصدق بشكل كبير هو أن الكثير من هذه التماثيل كانت عارية، وتجد ذلك أثناء التجول ومشاهدة العرض الجديد في المتحف البريطاني، إذ أشاد النقاد بروعة المعرض هذا العام وأوصوا بزيارته.

ويعرض المتحف القليل من الملابس الخاصة باليونانيين يمكن رؤيتها، كما هناك تماثيل المحاربين في ساحة معركة طروادة البرتقالية، والرياضيين ممن ألقوا الأقراص، واتجهت الآلهة نحو الحمام دون ملابس.

وفي الوقت الحالي، نأخذ عري اليونانيين كأمر مفروغ منه، ولكن حين نحت اليونانيين تلك التماثيل، كسروا المحرَّمات والتطرف، نعم كانت هناك شخصيات مجردة في فن الحضارات السابقة، يمكن أن ترى ذلك خلال الحضارة الآشورية القديمة في عهد "النمرود" العام 730 قبل الميلاد، وهي الآن العراق الحديث، حيث واحدة من البلدان القديمة الحضارية التي يتم تدميرها على أيدي تنظيم داعش المتطرف.

وفي لوحة النمرود، والمعروضة أيضًا في المتحف البريطاني، يوجد أعداء الآشوريين الميتين، وهم عراة، ووجد أيضًا رجال عراة آخرين مقطعة رؤوسهم، ويظهر الآشوريين منتصرين، ولكنهم يرتدون ملابسهم، بينما الأعداء عراة، على عكس اليونان، التي تظهر الطرف المنتصر والآلهة وهم عراة.

ولكن هناك فروق حيوية في الحضارات التي كانت قائمة قبل الإغريق، بالنسبة لهم كان العري علامة على الضعف وخسارة المعركة، وعري الجسم دليل على الإذلال.

اليونانيون هم أول من رأوا أن العورة، بالمعنى الحرفي أمر بطولي ودولة بطولية، إذ يؤكد نيل ماكغريغور، مدير المتحف البريطاني: العري اليوناني ليس علامة على الذل، ولكن على الفضيلة الأخلاقية بين النخبة الاجتماعية للمواطنين الذكور، عندما ينتزع الشاب ملابسه للتنافس في الألعاب الأولمبية القديمة، عليه أن يقف عاريًا أمام زملائه، بدلًا من وضع الزي الرسمي للمنافسة.

اليونايون القدماء تعروا فقط داخل صالات الألعاب الأولمبية وليس طوال الوقت، وفي الواقع أن معنى "الجيم" أي صالة الألعاب الرياضية أتت من "جيمنوز" وباليونانية تعني "العُري".

وتظهر مزهرية تعود إلى العام 530 قبل الميلاد 4 لاعبين رياضيين يرتدون الثوب الطويل ويمسك اثنين منهم بالرمح والآخريّن رمي القرص، وجميعهم عراة.

جميع الرياضيين في اليونان القديمة يغطون أجسادهم بزيت الزيتون المختلط مع الغبار، بدلًا من الملابس؛ لحماية أنفسهم من أشعة الشمس الحارقة التي تتميز بها دول البحر المتوسط، كما أن الصالات الرياضية الخاصة باليونانيين كانت في الهواء الطلق.

ويظهر تمثال من البرونز يعود للعام 300 قبل الميلاد، شاب رياضي يملئ جسده زيت الزيتون، وبعدها اكتشف الأطباء أن الزيت يقي من أمراض شيخوخة الجلد، وهو أول مرطب لليونانيين.

ولايزال الخبراء غير متأكدين من أسباب عُري اللاعبين الرياضيين في الأولمبيات، ويقترح البعض أنها تعود إلى حدث في وقت مبكر، عندما فاز رياضي بـ200 متر، بعد فقد جذوعه، ومن ثم نسخه منافسيه.

بينما تقترح نظرية أخرى أن العُري يعكس العادات القديمة الخاصة ببلوغ سن الرشد، حيث نزع عباءة الطفل، وارتداء ثوب أقصر يناسب الأحداث الخاصة بسن العشرين، وعليه أن يركض عاريًا للانضمام إلى المواطنين الكبار.

وكان هناك الاحتفالات السنوية العارية في أثينا؛ تكريمًا لآلهة المدينة، حيث يركض الشباب الأثيني عاريًا في صالة الألعاب على حافة المدينة وعلى طول الطريق إلى البارثينون.

وتجلت العواطف داخل صالات الألعاب الرياضية، حيث اشتهى الكثير من الرجال كِبار السن أجساد الرجال الأصغر سنًا، ولذلك انتشر "الشذوذ الجنسي" في ذلك الوقت، وما هو أكثر من ذلك، إذ زيّنت الكثير من صالات الرياضة بالتماثيل العارية للاروس، وهو الصبي المجنح "إله الرغبة"، ويظهر أحدهم أيضًا في المتحف البريطاني.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التماثيل العارية رمز الفضيلة بين النخبة في اليونان القديمة التماثيل العارية رمز الفضيلة بين النخبة في اليونان القديمة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya