اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

آمال بأن تسلّط تركيا الضوء على الثقافات الحضرية في الحقبة الهلنستية

اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام

اكتشاف تحفة من الفسيفساء السوري القديم
أنقرة - جلال فواز

اكتشف الباحثون متحفًا للفسيفساء السوري القديم ذات التصميمات المتشابكة، في فيلا رومانية مهدمة في منطقة تركيا الحديثة على الحدود مع سوريا، ذلك البلد الذي مزقته الحرب، وتشمل الفيلا أرضيات من أحجار صغيرة وضعت في أنماط هندسية، لتغطي ساحة داخلية تحيط بها الأعمدة، ويُرجّح أنها كانت موطنًا للرومان الأثرياء الذين عاشوا في المنطقة قبل نحو 2000 سنة.

اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام

 

 ويعتبر هذا الاكتشاف ذات قيمة خاصة، لأنه في واحدة من عدد قليل من المواقع التي يمكن لعلماء الآثار، ممن يدرسون سوريا القديمة، الوصول إليها في الوقت الراهن، وذلك من بين العديد من المناطق الأخرى التي يجري تدميرها حاليًا.

وأوضح البروفيسور إنجلبرت وينتر ـ من جامعة مونستر، أن مدينة "دوليك" القديمة التي كانت جزءًا من مقاطعة سورية في العصر الروماني، وتقع اليوم على أطراف مدينة غازي عنتب التركية، واليوم هي من المناطق القليلة التي يمكن دراسة الثقافات الحضرية السورية المنتمية للعصر الهلنستي والروماني.

اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام

ويعتبر وينتر أن اكتشاف مستوطنات من هذا النوع أمرًا صعبًا، لأن كثيرًا من هذه المواقع تم تدميرها أو يتعذر الوصول إليها بسبب الحرب، مثل "أباميا"، و"سيرهوس".

وأضاف: "إن الوضع اليوم سيئ للغاية في أباميا، كواحدة من أهم وأقدم المدن السورية، فالحفريات غير المشروعة تبدو للعيان في صور الأقمار الصناعية، ودُمرت المنطقة الحضرية بأكملها، ومن المشكوك فيه أن يكون البحث هناك أمرًا متاحًا مرة أخرى.

وأوضح بروفيسور جامعة مونستر: إنه تم استئناف التنقيب الذي بدأ في "سيرهوس" أخيرًا، بعد توقفه بسبب الموقف الراهن، أما مدينة أنطاكية القديمة، والتي كانت عاصمة المقاطعة الرومانية سوريا آنذاك، والقريبة من مدينة أنطاكية التركية، لم يعد من الممكن الوصول إليها بسبب البنايات الحديثة. لذا فإن الحفر حاليًا في مدينة "دوليك" من الممكن أن يمدنا بمعلومات حول الثقافات الحضرية لشمال سوريا القديمة، لافتًا إلى أن الفسيفساء من أكثر الاكتشافات إبهارًا.

اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام
 
ويقول الدكتور مايكل بولمر: "إنه الاكتشاف الأكثر تميزًا في أعمال الحفر، حيث أنه لأرضية من الفسيفساء عالي الجودة تضم أشكالًا رائعة من المباني، مع بلاط محاط بأعمدة والتي تغطي أكثر من 100 متر مربع. وأضاف أنها تعد واحدة من أجمل التحف الفسيفسائية العتيقة في المنطقة، بسبب حجمها وصلابتها، والتسلسل القوي والتناسق في التراكيب والأشكال الهندسية الدقيقة.

ويوضح بولمر أنه بالرغم من أن وظيفة المبنى غير واضحة، إلا أنه من المؤكد أنه كان فيلا حضرية تخص عائلة ثرية، وأضاف: "بالفعل تكشف هذه النتائج الأولية عن إمكانية أن يكون الموقع غني للمزيد من البحوث للبيئة المحيطة حول النخب الحضرية، ولطرح المزيد من التساؤلات بشأن الأثاثات الفاخرة في المناطق الحضرية".

وينقب فريق أخر من الباحثين عن البيوت البسيطة والأزقة وأنابيب المياه، والتي ستوضح رؤى رئيسية في الحياة اليومية اليومية للناس، وتنظيم المدينة، حيث إنهم يخططون لبدء الحفر في الأماكن العامة للمدينة القديمة في العام المقبل.

 ويقول الفريق: "كلنا أمل للحصول على صورة موثوقة للمدينة الشمالية من سوريا،  من العصر الهلينستي حتى عصر الصليبيين، وكذلك صورة واضحة عن مادة الثقافة اليومية والهويات المحلية في هذه المنطقة".

وتؤدي مجموعة أخرى من علماء الآثار عملها على جبل "دولك بابا تيبسي" المجاور، إنطلاقًا من حرفية التصوير لـ "لوبيتر دوليكن" ـ أحد آلهة العصر الحديدي الروماني، والذي كان واحدًا من ألهة الشرق المزعومة، واستندت إلى شخصيات أجنبية، وبالإضافة للأقسام الموجودة بحالة جيدة من الجدار، وتضم الحرم الروماني للآلهة، فقد اكتشفوا بقايا لدير مسيحي على قمة الجبل والذي تأسس بعد نهاية الوثنية.

وتكشف القطع الأثرية التي تم جمعها على مدار السنوات الأخيرة، أنّ الموقع استخدم في القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد، كما تم الآن انتشال تمثال من العصر البرونزي، والذي يُعتقد أنه يعود إلى مطلع الألف الأولى قبل الميلاد.

كما عثر الفريق على موقع قريب من مستوطنة تنتمي للعصر الحجري القديم والتي يعود تاريخها إلى 6.000 قبل الميلاد تقريبًا.

 ويقول البروفيسور ونتر: "استقر الناس هنا لوجود الحجر الصوان الذي كانوا يأخذون أدواتهم منه". ويأمل الفريق أن يُلقى نظرة تفاؤل على الموقع، الذي يعد محورًا للتاريخ البدائي للبشرية"

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya