صرَّح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، بأنَّه طالما بقي زعيمًا لـ"إسرائيل"، لن تقام دولة فلسطينية، مشدّدًا عل أنَّ حملته الانتخابية قوية، مناشدًا المحافظين لدعمه في ولاية حكومية رابعة.
وأكد نتنياهو أنَّ كل من يخطط لإقامة دولة فلسطينية ويجلي الإسرائيليين عن الأراضي التي يقطنونها يعطي للإسلام المتطرف أراضي لشن هجمات على "إسرائيل"، مشيرًا إلى أنَّه طالما بقي على سدة الحكم لن يكون هناك أي وجود لدولة فلسطينية.
وأضاف في زيارته حي هار حوما الاستيطاني الواقع على أراضي جبل أبو غنيم، "سنواصل البناء في القدس وسنضيف الآلاف من الوحدات السكنية وسنواجه كل الضغوطات الدولية، وسنواصل تطوير عاصمتنا الأبدية"، متعهدًا "سنواصل البناء لمنع بيت لحم من الوصول إلى القدس".
وحذر أيضًا من أنَّ "المعسكر الصهيوني" الذي يقوده المنافس له في الانتخابات هرتسوغ وتسيبي ليفني، سيتخلى عن المنطقة في سبيل إقامة عاصمة فلسطينية.
وتابع نتنياهو "في حال تشكل تسيبي وهرتسوغ الحكومة المقبلة، سنرى حماستين على هذه التلال هنا"، مشيرًا إلى التلال المحيطة، علمًا أنَّ "حماستان" هو مصطلح يستخدمه بعض السياسيين الإسرائيليين للتطرق إلى قطاع غزة، التي تحكمها حركة "حماس" منذ عام 2007.
وشدَّد رئيس وزراء الاحتلال على أنَّ التوسع في بناء المستوطنات لا يؤثر على خريطة الحصول على حل للصراع مع الفلسطينيين، بالرغم من أن معظم قادة العالم يعتبرون هذه المستوطنات غير قانونية.
من جهته، صرَّح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ردًا على أقوال رئيس وزراء الاحتلال، بأنَّ نتنياهو فعل كل شيء في وسعه لتقويض حل الدولتين، وآمل أن تكون أقواله فقط أمام العيان.
واستدرك عريقات "أقول لأولئك الذين يقولون إنه يفعل هذا بسبب الانتخابات لا، هذا هو نتنياهو، أعتقد أنه يريد تدمير حل الدولتين، وليس خلق دولتين".
وشارك المئات من المواطنين الفلسطينيين وأنصارهم الدوليين في احتجاجات ضخمة ضد مستوطنات "هار حوما" عام 1990، بسبب موقعها على الحافة الجنوبية للقدس؛ لأنَّ هذه المستوطنات ستمنع الاتصالات بين بيت لحم والأحياء العربية في القدس، وهذا يهدد بقاء الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وأبزر المتحدث باسم منظمة التحرير الفلسطينية، كزافييه أبو عيد، أنَّ مستوطنات "هار حوما" لم تحول حيًا في القدس إلى أرض محتلة فقط، بل أيضًا بعدت القدس الشرقية المحتلة عن بيت لحم.
وتعتبر مستوطنة "هار حوما" واحدة من نحو عشر مستوطنات يهودية جاثمة على الأراضي الفلسطينية، وتم تحريرها من قبل الأردن عام 1967 وسيطر عليها الاحتلال وضمها إلى القدس بعد الحرب، هي موطن لـ 25000 مستوطن.
ويزداد الفارق اتساعًا بين حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو وحزب المعسكر الصهيوني الذي بات يتقدم بثلاثة إلى أربعة مقاعد بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة.
وركز نتنياهو خلال حملته الانتخابية، أكثر على الجهة اليمنى له، وظهر هذا خلال مسيرة كبيرة، مساء الأحد الماضي، في ساحة "رابين" في تل أبيب التي تم تنظيمها من قبل المستوطنين، وكان هناك حشد كبير يقدر بـ 25 ألف شخص، تم نقلهم من الضفة الغربية المحتلة.
و تعهد خلال هذه المسيرة، بأنه لن يكون هناك "أي انسحابات" من الضفة الغربية و"لا تنازلات" للفلسطينيين، وأكد أيضًا أنه سيواصل بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف "هناك تهديد حقيقي هنا، إنَّ الحكومة اليسارية ستنضم إلى المجتمع الدولي وتتبع أوامره، وستكون هناك مبادرة دولية لتقسيم القدس، وهذه هي الأشياء الحقيقية، هذا ما سيحدث، ونحن بحاجة لتشكيل حكومة وطنية قوية صلبة برئاسة الليكود من أجل درء هذه المبادرات".
وبيَّن نتنياهو أن هرتسوغ من شأنه أن يعطي القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين، وأضاف "ولكن أنا وأصدقائي في الليكود، لن ندع ذلك يحدث".
وردَّ هرتسوغ، في مقابلة مع القناة العبرية الثانية، بأنَّ شراكته مع السيدة ليفني أقوى من أي وقت مضى، مضيفًا "نحن متحدون في مهمتنا لتغيير الحكومة، سيكون غدًا الخيار بين اليأس والأمل، والأمل في تحقيق الصالح العام لهذا البلد هو تغيير الحكومة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر