حث المبعوث البريطاني الخاص إلى ليبيا، أحد قدامى المحاربين في عملية السلام في أيرلندا الشمالية، جوناثان باول، على مواصلة الجهود الدولية لحل الأزمة في ليبيا للوقوف على اتفاق بين الأطراف المتحاربة لمنع ظهور دولة فاشلة يمكن أن تصبح "صومال جديد على البحر المتوسط".
وحذر المبعوث البريطاني من الفوضى العنيفة في ليبيا، وأنَّها سوف تنتشر إلى جيرانه وإلى أوروبا وبريطانيا إذا ما تركت ليبيا لحالها.
وأوضحت التحليلات الليبية أنَّه منذ الانتفاضة التي أدت إلى سقوط نظام العقيد معمر القذافي وتعاني ليبيا من القتال الطائفي والاستقطاب السياسي.
وتعتبر عمليات القتل الوحشية واستمرار هروب المهاجرين عبر ساحل البحر الأبيض المتوسط دليل واضح على انهيار البلاد.
ودعا كلًا من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي واتخاذ تدابير جديدة ضد تنظيم "داعش".
وصرح مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق، توني بلير، أنَّ ليبيا تعيش في دوامة، وهي في حاجة لتحول تصاعدي، ولكن هذه الأمور لا تحدث بين عشية وضحاها، فيجب إعادة بناء الثقة التي تم كسرها بشكل سيء.
وتحدث باول، المعين من قبل ديفيد كاميرون في الربيع الماضي، إلى الجماعات المسلحة التي دفعت ليبيا الغنية بالنفط على حافة الهاوية منذ ثورتها العام 2011، لتغير الأسلوب الدموي المستخدم.
وأوضح باول أنَّ ليبيا لا تعاني من الطائفية الدينية لأنَّ أكثر من 6 ملايين شخص هم من المسلمين السنة.
وأضاف أنَّ ما يحدث في ليبيا عبارة عن صراع على السلطة والمال على حد سواء، موضحًا أنَّ التوصل إلى اتفاق في ليبيا ينبغي أن يكون أكثر سهولة مما هو عليه في العراق أو سورية.
ويعمل باول مع مبعوث الأمم المتحدة، الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون، على إيجاد وسيلة للخروج من المأزق الخطير الحالي.
ويعتبر الوضع معقدًا في لبيبا بسبب تنافس كلا من "فجر ليبيا" في طرابلس في الغرب، و"الكرامة" في الشرق وبعض المتشددين على الحكم، وآخرون مثل رجال الأعمال من المدينة الساحلية, مصراتة، يحرضون على تعزيز أجندات الداخلية.
وأضاف باول: نحن نشعر بالقلق بسبب صعود الجماعات الجهادية المتطرفة.
وتبنى تنظيم "داعش" الهجوم الانتحاري الأخير في فندق في طرابلس، كما أصدر التنظيم، فيديو مروع يظهر ذبح الأقباط المصريين مرتدين ملابس برتقالية اللون ويتم وصفهم بـ"الكفار الصليبيين" من قبل خاطفيهم.
وأشار المبعوث الأممي إلى أنَّه من الصعب مواجهة هذا التنظيم المتطرف، إن لم يكن لدينا حكومة وطنية قوية نسبيًا.
ويعكس تفكير باول تجربته الطويلة مع الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت ومعرفة عميقة عن الجماعات المتشددة، لكنه تعلم الكثير من خلال عمله في ليبيا أيضًا.
واعترف أنَّه ارتكب خطأ عندما ذهب للمرة الأولى إلى ليبيا منذ أكثر من عام، عندما اعتقد أنَّ هناك حالة من الجمود المضر، وأضاف: أنَّ حالة الجمود تعتبر شرط لا غنى عنه للتوصل إلى تسوية في معظم الحالات، كنت مخطئًا، كان هناك حالة من الجمود ولكن لا يضر.
ولكن منذ ذلك الحين تدهورت الحالة، في كلا الجانبين بوضع مالي صعب، كما يسبب القتال في بنغازي وطرابلس معاناة حقيقية، وأيضًا مطار طرابلس الدولي في حالة خراب، وازداد الوضع سوءً منذ الصيف الماضي.
وأضاف باول أنَّه لا يوجد حل عسكري، سواء خارجي أو داخلي، وأنَّ استمرار القتال لن يجعل الوضع أفضل، ويجب علينا أن نجد حلًا من خلال الحوار والمفاوضات.
ومقارنة بأيرلندا الشمالية، وجد باول أنَّ صراع ليبيا غريب، لا يوجد القليل من "كارهي الدماء"، وغالبًا فإن الأعداء في ليبيا يعرفون بعضهم البعض جيدًا إلى حد كبير.
وأكد باول أنَّ الشيء الوحيد الذي عرفه من خلال عمله حول العالم هو أنَّ الحلول دائمًا تأخذ وقتًا أطول ما كان يعتقد، ولكن التحرك السريع في ليبيا يُعد في مصلحة الجميع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر