دول أوروبية تستعد لبناء أسوار وأسلاك شائكة على حدودها مع جيرانها
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بسبب الخوف من روسيا ونزاعات الشرق الأوسط وتدفق اللاجئين

دول أوروبية تستعد لبناء أسوار وأسلاك شائكة على حدودها مع جيرانها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دول أوروبية تستعد لبناء أسوار وأسلاك شائكة على حدودها مع جيرانها

دول أوروبية تستعد لبناء أسوار وأسلاك شائكة على حدودها
كييف ـ سلوى ضاهر

"سور أوكرانيا العظيم" يبدو أنَّ هذا أفضل اسم مستعار مقترح، إذ لا يبحر الحجر أو الطوب أو يقع أي عبث، ولكن لا يمكنك المشي بمحاذاة هذا السور، كما أنَّ هناك فرصة صغيرة جدا قد يأمل فيها الفرد، وهي أن يبقى ذلك السور واقفًا لمدة ألفي عام، بالرغم من أن أولوية الرئيس الأوكراني، بترو بوروشينكو، التي الغرض منها هو "إبقاء روسيا خارجًا والتواجد بين الانفصاليين".

وكشف رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك، عن أنَّ سلطات بلاده تستعد لاستكمال بناء مشروع السور على التخوم الأوكرانية الروسية، بمبلغ 66 مليون يورو.

وأوضح ياتسينيوك خلال جلسة للحكومة، أنَّ حدود الدولة سيتم بناؤها، أما من يعارض ذلك فسنمكنه من الحصول على تذكرة سفر إلى ما وراء الحدود، في إشارة القوى السياسية الموالية لروسيا والمعادية لأوكرانيا، التي هدفها خلق الفوضى في البلاد.

وينص مشروع الجدار الذي قدمه ياتسينيوك أوائل أيلول/ سبتمبر الماضي، على بناء خندق طوله أكثر من 3 آلاف كيلومتر، وعرضه 4 أمتار وعمقه متران، وتزويده بمنظومات رصد إلكتروني.

وبدوره، أكد مسؤول حرس الحدود الأوكراني فيكتور نازارينكو أنَّ حوالي 144 كيلومترا من الخندق قد تم حفرها. وقبل عامين لم يحتاج الأوكرانيين لهذا الجدار، أو بعبارة أخرى، لم يكونوا بحاجة إليه، ولكن الزمن قد تغير، فقد أتت الفكرة منذ 12 شهرًا، كمسرحية سياسية مع الفترة التي سبقت الانتخابات.

وامتدت أول الأسلاك الشائكة في خاركيف، المنطقة الشمالية غير البعيدة عن وهانسك، نقطة الاشتباكات المتكررة المجاورة، ولكن الخطة في نهاية المطاف تكمن في خلق شيء يحجز بين أوكرانيا وروسيا، حيث امتداد 1500 ميل من الخنادق وأبراج المراقبة والحراس والمسلحين.

ويستغرق بناء السور من ثلاث إلى أربع سنوات، بمبلغ 500 مليون دولار، ولكن نتيجة لإفلاس أوكرانيا، تأمل الحكومة في تمويل من قبل الاتحاد الأوروبي.

هذا السياج ليس الوحيد الذي يرتفع هذا العام، حيث تحاول دول أوروبا الشرقية من أوكرانيا إلى بولندا وبلغاريا، خلق ستائر حديدية لحدودها مع روسيا، لحماية نفسها بطريقة مثيرة للدهشة.

وأعلنت بولندا ـ هذا الشهر ـ عن خطط تصلب حدودها مع روسيا بداية من كالينينغراد إلى الشمال، ووضع ستة أبراج مراقبة يتم طرحهم هذا العام، وهي خطوة تدل على تدهور العلاقات بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي المجاورة.

وذهبت بلغاريا إلى نصب أسلاك شائكة على امتداد حدودها الجنوبية مع تركيا، ووفقًا لإدارة صوفيا، فإنَّ الغرض من الأسلاك، وقف تدفق اللاجئين من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والحد من خطر وصول المسلحين من سورية والعراق.

ومن جانبه، يوضح البروفيسور ديفيد بريستلاند، الذي يحاضر في التاريخ السوفيتي بجامعة أكسفورد، أنَّ هذا نوع من الحرب الباردة التي ظننا أننا تخلصنا منها، ولكن الآن بدأ الاقتصاص من جديد.

ويرى بريستلاند أنَّ عسكرة الحدود، وهذه الجدران ستوقف حركة الناس، نحن لسنا في عالم رائع من التداول مع بعضنا البعض أو التحرك بحرية، نحن نعود إلى فترة التسعينات، بالرغم من عدم حدوث ذلك.

وأضاف: من الصعب أن نختلف، نحو 500 ميلا من أوكرانيا وبلغاريا وبولندا، سيتم استخدامهم لبناء جدران، تم بنائها لنوايا مختلفة تماما، وهي أبعد من عمليات التنمية، مثل مشروع الطموح الأميركي لتعزيز حدود الولايات المتحدة مع المكسيك.

ومن جانبه؛ أوضح المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للاجئين في بلغاريا، بورس شيسيرفوك، أنَّ خطة الحكومة هي تمديد السور 100 ميلا عبر الحدود الجنوبية مع تركيا، وتهدف الخطة للانتهاء من السور بحلول شهر حزيران/ يونيو.

وأضاف أنَّه سياج من الأسلاك الشائكة، بارتفاع ثلاثة أمتار، وأنا لا أعرف ماذا أقول عن ذلك، مؤكدًا أنَّ هذه الأسلاك نوع من البشاعة تقود إلى التصلب الحدودي بشكل مباشر، وتضيق الخناق على اللاجئين بالإضافة إلى أنَّها أكثر خطورة أثناء السفر.

ويتوقع الكثيرون زيادة عدد الأفراد الفارين من منطقة الشرق الأوسط من خلال القوارب بدلا من الأراضي، خلال الأشهر القليلة المقبلة، ما يهدد بزيادة المآسي مثل التي تحدث في المياه الإيطالية.

وأضاف الصحافي التركي اليف سكوت: هناك بالفعل تأسيس مسار لتهريب البشر من الساحل التركي على بحر يجة ثم البحر المتوسط، وبالتأكيد سنرى طرق بحرية مستخدمة بشكل أكبر بعد الانتهاء من بناء السياج.

ترى بلغاريا أنَّ لديها أسباب تدفعها إلى فعل ذلك، حيث الحرب الأهلية في سورية وبروز الجماعات المتشددة في بلاد الشام، ما يؤثر سلبا على البلاد، التي تُعد أحد أفقر دول الاتحاد الأوروبي.

ولا تتمكن بلغاريا من تحمل عبء اللاجئين ووضعهم ببساطة على قائمتها الجغرافية، التي تتعارض بشدة مع توجيهات الاتحاد الأوروبي المقيدة لطائفة اللاجئين من الناحية القانونية.

ودخل نحو 15 ألف لاجئ سوري إلى بلغاريا بشكل غير قانوني منذ بداية الحرب الأهلية، من بينهم 4 آلاف في مراكز اللاجئين، وربما يكون الرقم الحقيقي أكثر من ذلك بكثير، وبالتالي ليس من المستغرب أن تعبر بلغاريا عن استيائها من تدفق اللاجئين.

وسيحقق السياج نتائجه بكل المقاييس، فقبل بدأ العمل منذ 16 شهرًا، كان يدخل إلى بلغاريا نحو 100 لاجئ بشكل يومي، معظمهم من السوريين والأكراد والعراقيين، وبعد البدء في بناء السياج يدخل نحو 15 لاجئ كل أسبوع.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد، الخبير الأمني في التكامل الأوروبي،  كايلبسو نيكولاديس، أنَّ السياسيات التي تتبعها بلغاريا غير صحيحة، إذ أنَّ أوروبا لديها حرس حدود قوي وتأمينات على المعابر، والأغلبية الضخمة من المهاجرين يصلون إلى المطارات، معتبرًا أنَّ كل ما يحدث "لعبة سياسية" تسمح للسياسيين بإعطاء الانطباع أن هناك تهديدات خارجية بشكل متزايد.

أما بولندا، والتي تقو ببناء السياج، يرجع ذلك لقلقها من روسيا المدججة بالسلاح، لاسيما بعد أن أعلن مسؤول في وزارة "الدفاع" الروسية أنَّه منذ آذار/ مارس الماضي، يجهز "الكرملين" لوضع صواريخ على الحدود، مما دفع بولندا لأخذ هذه الخطوة على محمل الجد. وأعرب رئيس لوتوانيا عن مخاوفه من الأسلحة البالستية التي قد تصل إلى حدود برلين.

ويرى نيكولدوس أنَّ حكومات بولندا وأوكرانيا وبلغاريا، مذنبة لبناء تلك الجدران لأنَّها قرارات  فعالة على المدى القصير، مضيفًا: الناس لا تفهم حقيقة ما يدور بشأن المصدر، التعامل مع روسيا والتعامل مع مشكلات الشرق الأوسط وأفريقيا، يجب أن يكون بشكل أكثر فاعلية، لكن في أذهان المواطنين، فالجدران لها نوعية من الخيال الذي يميل إلى إرضاء الساسة، حيث يبدو بالنسبة لهم حل أسهل.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دول أوروبية تستعد لبناء أسوار وأسلاك شائكة على حدودها مع جيرانها دول أوروبية تستعد لبناء أسوار وأسلاك شائكة على حدودها مع جيرانها



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 02:07 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"ذا أوبيروي بيتش ريزورت"يدعو ضيوفه للاستمتاع بموسم الأعياد

GMT 04:24 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

روسيا تواصل حصد الذهب في بطولة أوروبا للجمباز

GMT 18:46 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

خمسة كواكب داعمة خلال الشهر

GMT 10:10 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بدوي يؤكّد استعداد مصر لطرح السيارات الكهربائية

GMT 04:11 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

أهمّ وأجمل المَعالِم والوجهات السياحية في ساوثهامبتون

GMT 21:38 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

الرجاء يؤهل نناح ونغا لخوض الديربي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya