بدأت القوات الحكومية السورية هجومًا واسعًا على دوما، معقل الفصائل المُعارضة، من عدّة محاور في وقت واحد، من زملكا وعين ترما وحرستا وجوبر وعدرا، في حين سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش" على خطوط الدفاع في أرياف مدينة عين العرب "كوباني". ويأتي هجوم القوات الحكومية بعد قصف عنيف بصواريخ أرض أرض والمدفعية الثقلية وغارات استخدمت فيها الطائرات صواريخ موجّهة وقنابل ثقيلة استمر طوال الليلة الماضية وحتى الآن.
وأكد مصدر في القوات الحكومية لـ"العرب اليوم" أنَّ هذا الهجوم هدفه تشتيت دفاعات الفصائل وخلق حالة فوضى وارتباك بين صفوفها وتدمير خطوط دفاعها ودفعها للتجمع في مدينة دوما حيث ستكون المعركة الفاصلة.
أما تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش" فقد سيطر بالمقابل على خطوط الدفاع في الأرياف الشرقية والجنوبية والغربية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية، لمدينة عين العرب "كوباني".
وارتفع بذلك عدد القرى والبلدات والتجمعات السكانية، التي سيطر عليها التنظيم منذ بداية هجوم الآلاف من عناصره المُدعمين بالأسلحة الثقيلة، على ريف عين العرب "كوباني"، في 16 أيلول/ سبتمبر الجاري إلى 325 قرية.
وتزداد المخاوف حول ارتكاب تنظيم "الدولة الإسلامية" لمجازر بحق من تبقى من المدنيين الكُرد في مدينة عين العرب "كوباني" وبعض القرى المُحيطة بها، في حال تمكّن من اقتحام هذه المناطق والسيطرة عليها، أو أنَّ يكون مصيرهم كمصير أكثر من 200 ألف مدني كردي، الذين شرّدهم التنظيم، من قُراهم التي سيطر عليها، خلال الأسبوعين الفائتين، وسرق عشرات الآلاف من رؤوس مواشيهم، وسياراتهم وآلياتهم وجراراتهم الزراعية ومنازلهم.
ويأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال فيه مصير نحو 800 مواطن كردي مجهولاً، من أبناء القرى التي سيطر عليها التنظيم، ولا يعلم حتى اللحظة، ما إذا كانوا على قيد الحياة، أم أنه جرى قتلهم من قِبل تنظيم " الدولة الإسلامية".
وبحسب أهالي أطفال طلاب الشهادة الإعدادية من منطقة عين العرب "كوباني"، فأنَّ تنظيم " الدولة الإسلامية" أفرج اليوم عن أكثر من 70 طفلاً من طلاب المرحلة الإعدادية، كان قد اختطفهم التنظيم في منطقة منبج، في 29 آيار/ مايو الماضي من العام الجاري، مع مجموعة مؤلفة من 150 طالبًا في المرحلة الإعدادية، من منطقة عين العرب "كوباني"، لدى عودتهم من تقديم امتحانات الشهادة الإعدادية في مناطق سيطرة الحكومة السورية في مدينة حلب.
وتمكّن 5 طلاب لاحقًا من الفرار، ثم أفرج التنظيم تباعًا عن 37 آخرين، وأبقى 108 منهم قيد الاختطاف، وأبلغ أهالي الطلاب المُفرج عنهم أنَّ نحو 30 آخرين لا يزال التنظيم يختطفهم، بحُجة أنَّ أقاربهم أعضاء في حزب الاتحاد الديمقراطي الكُردي.
ويأتي هذا الإفراج، بعد نحو 36 ساعة، على تنفيذ طائرات تابعة للتحالف العربي- الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة، وتنظيمات إسلامية أخرى تضمّ مقاتلين من جنسيات غير سوريّة، غارات على منطقة المطاحن وصوامع الحبوب في منبج، وعلى معقل التنظيم في طريق منبج - جرابلس.
وفي ذات الإطار، نفّذت الفصائل المعارضة فجر اليوم، الثلاثاء، هجومًا مفاجئًا على مبنى المخابرات الجوية في حرستا على الاوستراد الدولي، وسبق الهجوم انفجار ضخم يرجّح أنه ناتج عن سيارة مُفخّخة حاولت اقتحام الفرع.
واندلعت اشتباكات عنيفة نتج عنها قتلى من الطرفين، ولم ينجح الهجوم واستهدفت منطقة الهجوم بقصف عنيف وغارات جوية.
وفي القابون وحي تشرين القريب من دوما، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات حكومية ولجان شعبية وفصائل معارضة.
وتهدُف الفصائل إلى إحداث خرق في الطوق المفروض عليها والوصول إلى منطقة بارزة لتخفيف الضغط عن دوما وفتح جبهة جديدة للوصول إلى دمشق والاشتباكات قوية وأنباء عن أعداد من القتلى في الطرفين.
أما في داخل الغوطة، وبعد محاولة اغتيال فاشلة لقائد جيش الأمة، قُتل اليوم الثلاثاء، قائد لواء فتح الشام، محمود الكردي، وهو أيضًا نائب قائد جيش الأمة.
وتوعّد قائد جيش الأمة، خلال نعيه نائبه في تسجيل مصوّر، أنه سينتقم من قاتله أيًا كان في داخل الغوطة أو خارجها، ووصف القاتل ومن ورائه بـ"أهل الغدر"، وسط اعتقادات بأنه يشير إلى جماعة جيش الإسلام.
وبدأت حملة الاغتيلات منذ تشكيل جيش الأمة واستهدفت العديد من قياداته.
في حين أفادت مصادر في دمشق عن حالات قنص عشوائي على السيارات المارة على الاوتستراد الدولي "دمشق- حمص" من جهة حرستا وأنباء عن إصابات.
ويبقى مصير أكثر من 150 ألف مدني في الغوطة غير معروف؛ بعد اشتعال جبهات الغوطة كلها والقصف والغارات من جهة والانقسام الداخلي وحملات التخوين من جهة والجوع والعطش ونقص المُعدات الطبية من جهة أخرى.
وأفادت مصادر أهلية داخل الغوطة، أنَّ هناك كارثة إنسانية على وشك الحدوث في الغوطة وأنَّ 150 ألف مدني معرضون للموت.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر