احتضنت العاصمة الاقتصادية زوال الخميس حفل افتتاح الدورة 21 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، والذي يستضيف دولة فلسطين كضيف شرف.
واستهل رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران أول زيارته قاعة القدس وقاعة حيفا ورواق ضيف الشرف، ورافقه في الزيارة رئيس الوفد الفلسطيني يحيی خلف ووزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفی الخلفي، ووزير الثقافة محمد أمين الصبيحي وخالد السفير والي جهة الدار البيضاء الكبری.
وخلال كلمته في حفل الافتتاح، حرص بنكيران على التذكير بالأواصر التاريخية والثقافية التي تجمع المغرب بفلسطين.
كما أبرز بنكيران المكانة الدولية المتميزة لهذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، مضيفًا أن هذا المعرض يشكل تقليدًا وموعدًا ثقافيًا هامًا يحج إليه المغاربة من كل المناطق وكذا المهتمين، لكي يطلعوا على ما تجود به عوالم الكتاب والنشر.
وأكد رئيس الحكومة المغربية الأهمية البالغة التي يكتسيها اختيار دولة فلسطين كضيف شرف بالنسبة لهذه الدورة، مبرزًا في الوقت ذاته، الروابط التاريخية والروحية والأخوية المتينة التي تجمع الشعبين المغربي والفلسطيني.
وبعد أن ذكر بدور المغرب الهام في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، شدد على أهمية إيجاد حل حقيقي وعادل للقضية الفلسطينية.
وفي معرض تطرقه لخطر التطرف والتكفير الذي يجتاح عددًا من مناطق البلاد العربية، أوضح أن التطرف لا مستقبل له لأنه يهدد الحياة.
وفي السياق ذاته، قال وزير الثقافة السيد محمد الأمين الصبيحي إن اختيار فلسطين كضيف شرف هذه الدورة يأتي لتوثيق الروابط التاريخية والروحية التي تجمع المغرب وفلسطين، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية تحظى بإجماع جميع مكونات الشعب المغربي.
وأضاف أن هذا الاختيار يأتي لتأكيد تاريخ من الخيارات الأساسية والتفاعل بين المغاربة والفلسطينيين في جميع المجالات.
كما أعرب الوزيرعن أمله في أن تساهم هذه التظاهرة في التحسيس بفضائل القراءة، وفي تعزيز "قوة الثقافة في مواجهة ثقافة القوة".
من جهته، أفاد رئيس وفد فلسطين الكاتب يحيى خلف بأن الشعب الفلسطيني يثمن غاليًا، اختيار المنظمين لفلسطين كضيف شرف هذه الدورة، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني "يحتفظ للمغرب ملكًا وحكومة وشعبًا بالمحبة والتقدير والاحترام".
وأضاف أن هذا الحدث الثقافي الهام ينعقد في ظل تحديات كبرى يواجهها الوطن العربي، أبرزها تحدي انتشار فكر التطرف والتكفير والعنف المسلح، والذي يتم بموجبه ارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية.
وبين أن الثقافة مطالبة اليوم بمواجهة هذا النوع من التفكير من خلال نشر ثقافة التنوير والتنوع الثقافي، وتعزيز الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان.
وتستقبل هذه الدورة ما يفوق 40 بلدًا وزهاء 700 من العارضين المباشرين وغير المباشرين، علی أن يتم تنظيم أكثر من 100 نشاط، وذلك ابتداءُا من الجمعة وحتى 22 سباط/فبراير الجاري.
ويشمل برنامج هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية السامية الملكية محمد السادس، عقد أكثر من مائة نشاط بمساهمة عدد كبير من المبدعين والنقاد والخبراء والفاعلين الجمعويين من المغرب والبلدان العربية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر