الفلسطينيون يحيّون ذكرى نكبتهم ويُشدِّدون على حقِّ العودة إلى قراهم ومدنهم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

عباس أكّد أنه بعد 66 عامًا من "النكبة" أعدنا فلسطين لخارطة الجغرافيا

الفلسطينيون يحيّون ذكرى نكبتهم ويُشدِّدون على حقِّ العودة إلى قراهم ومدنهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفلسطينيون يحيّون ذكرى نكبتهم ويُشدِّدون على حقِّ العودة إلى قراهم ومدنهم

الفلسطينيون يحيّون ذكرى نكبتهم
غزة – محمد حبيب

يحيي الفلسطينيون في الوطن والشتات، اليوم الخميس 15 أيار/ مايو، ذكرى مرور 66 عامًا على "النكبة"، مؤكِّدين أنهم لم ينسُوا قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية، ومشددين على حق العودة، وعدم قبولهم بالتنازل عن أرضهم، وهذه وصيتهم لأحفادهم من بعدهم، فيما أكّد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء الأربعاء، أنه بعد مرور 66 عامًا على النكبة أثبتنا وسنُثبت، إعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا، دولة مستقلة سيّدة على أرضها وعاصمتها القدس الشرقية.وفي حديث إلى "المغرب اليوم"، أعلن الحاج أبو زياد بلال "رغم مرور 66 عامًا على تهجيرنا من بلدتي المجدل، إلا أنني لا أزال أتذّكر كرومها وبساتينها، كما أنني أتذكّر هروب أهل القرية من مجازر العصابات الصهيونية".
وتذّكر الحاج أبو زياد بلال تفاصيل النكبة كما لو كان يستحضر مسلسلاً ذا أحداث مؤلمة، خاصة أنه عاصر أجواءها قبل الهجرة من بلدته "المجدل".وأكّد الثمانيني بلال: "في النكبة كنت في الثامنة عشرة من عمري، وكانت عائلتي تمتلك بستانًا يُزرع فيه مختلف الخضروات والفواكه، كانت حياة هنية، رغم ظلم الانتداب البريطاني".وأوضح: "بين ليلة وضحاها بدأت العصابات الصهيونية في شن هجماتها وقتلت وشرّدت، لكنها في المقابل واجهت مقاومة وقتالاً شرسًا من الثوار على الرغم من قلة العتاد والذخيرة، وتزامن في ذلك الوقت بيْع الفلسطينيين لحليّ نسائهم لشراء قطع السلاح للمشاركة في الحرب ضد اليهود" وفق قوله.
وتذكّر أبو زياد معاناة أهل قريته منذ النكبة، مؤكدًا أنه يأمل بأن يدفن في بلده بعد تحقيق العودة، ولن يقبل بالتنازل عن أرضه وبلده.أما صالح الحسيني في الثمانين من عمره، فلم تخنه الذاكرة في استرجاع ذكريات حي "سلمة الباسلة" في قلب "تل الربيع"، "هذا الحي الذي ظل صامدًا لعام كامل، وعندما دخلت الجيوش العربية سقط على يد العصابات اليهودية، حيث سحبت الجيوش الأسلحة من الشبان الفلسطينيين آنذاك، وقامت بخيانتهم، على حد تعبير الحسيني.وأوضح "الجيش الأردني قام بإبلاغ أهل اللد بأن الأردن سيعسكر في البلدة، إلا أنه مهد الطريق أمام الجيش الإسرائيلي واستولى عليها".
وعن ذكرى النكبة، أعلن الحسيني: "إسرائيل قتلت ودمّرت وهجّرتنا، تفرّقت العائلات والقرى إلى الضفة الغربية والأردن ولبنان وسورية ومصر، عشنا أيامًا لا يمكن أن تُحتمل".وروى الحسيني تفاصيل قيام شبان من بلدته باعتراض مصفحة إسرائيلية آتية من إحدى المستعمرات، وتمكن أحدهم من إلقاء قنبلة في داخلها ليُرديَهم ما بين قتيل وجريح".ويُحيي الفلسطينيون في 15 مايو/ أيار من كل عام ذكرى "النكبة"، وهي ذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل فى 15 أيار/ مايو 1948، تفعيلاً لقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين جماعات يهودية والفلسطينيين، الذين تم تهجير حوالي 800 ألف منهم آنذاك.
وتسبَّبت النكبة في تهجير ثمانمائة ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ومصر وسورية ولبنان والعراق، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.ودمّرت الجماعات اليهودية المسلحة، وفقًا للجهاز، في حرب العام 1948 حوالي 531 قرية ومدينة فلسطينية، وارتكبت "مذابح" أودت بحياة أكثر من 15 ألف فلسطيني.وفي كلمة متلفزة له في هذه المناسبة أكّد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء الأربعاء، أنه بعد مرور 66 عاما على النكبة أثبتنا وسنُثبت، إعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا، دولة مستقلة سيدة على أرضها وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح الرئيس عباس، في خطابه، أن فلسطين أصبحت على رأس جدول اهتمام العالم وقادته، ليس كقضية لاجئين ولكن كقضية تحرر وطني واستقلال لشعب عظيم وعريق.وشدد على أن ما أنجز كان ثمرة إستراتيجية سياسية وفقت ما بين العدل والممكن والمتاح، والانضواء تحت الشرعية الدولية وقراراتها وآلياتها، من دون الانجرار إلى مربعات اليأس أو الاستسلام، "نقول نعم أو نقول لا حسب ما تقتضيه مصلحتنا الوطنية العليا".وأعرب عباس عن أمله بأن يكون العام الـ66 للنكبة عام النهاية لمعاناتنا الطويلة، وبداية لمستقبل جديد لشعبنا. وأكّد: "آن الأوان لإنهاء أطول احتلال في التاريخ، وآن الأوان لقادة إسرائيل أن يفهموا أنه لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين".
وبخصوص عملية السلام، أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تزال تعيش عقلية الماضي، وتغلق بسياستها فرصة الوصول إلى حل الدولتين الذي أجمع عليه العالم، لتفتح الطريق أمام أحد احتمالين هما دولة "ثنائية القومية" أو نظام "أبرتهايد" عنصري.وجدّد الرئيس عباس التأكيد على أننا نريد الحصول على حقوقنا من خلال المفاوضات المستندة إلى الشرعية الدولية، وإلى ما تم التوافق عليه من مبادرات واقتراحات وخطط، وتنفيذ أمين وصادق لكل ما نتفق عليه مع الجانب الإسرائيلي.وأكّد الرئيس أنه من دون القدس ومن دون كونها عاصمة فلسطين فلا حل ولا سلام في هذه المنطقة، مشّددًا على أن إنقاذها من الأخطار المحدقة بها يتطلب دعم صمود أبنائها، وتضامن الأسرة الدولية، وترجمة رفضها لقرار إسرائيل أحادي الجانب بضمها وتوحيدها، عبر إجراءات عملية تتجاوز البيانات.
وفي ما يتعلق بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية، أكّد عباس أن الاتصالات مستمرة مع الحكومة السورية ومع قوى المعارضة، لتحييد المخيمات، وأن الجهود متواصلة لتقديم المساعدة الغذائية والطبية وغيرها لمن لا يزالون في المخيمات أو الذين اضطروا إلى مغادرتها.
وحيّا عباس اللاجئين في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ودعاهم لعدم الانجرار إلى مخططات تريد إدخال مخيماتنا في أتون صراعات مذهبية وتكفيرية، وأكّد: "موقفنا واضح وصريح وهو احترام سيادة لبنان الشقيق، ونحن ضيوف موقتون إلى حين العودة، ونحن مع لبنان رئيسًا ورئيس حكومة وبرلمانًا في كل ما يقررونه".
وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني، أكّد الرئيس عباس أن برنامج الحكومة المقبلة سيكون برنامجه السياسي والأمني لنزع الذرائع، وتجنب فرض عقوبات اقتصادية، وتوفير متطلبات الصمود، وإنهاء حصار غزة، والحفاظ على أمن المواطن، وتسهيل حركته، وتشجيع الاستثمار.
وتُقام في هذه الأيام سلسلة فعاليات فلسطينية في جميع المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي مناطق الشتات، إحياءً لهذه الذكرى الأليمة، تركز في مجملها على "حق العودة" وبطلان احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وتحميل بريطانيا مسؤولية معاناة الشعب الفلسطيني منذ ذلك التاريخ الممتد لـ 66 عامًا.وفي قطاع غزة أقامت الهيئة التنسيقية لإحياء "النكبة" في ساحة "الجندي المجهول" معرض "شاهد على النكبة"، سيستمر لثلاثة أيام متواصلة.وضم المعرض لوحات وصورًا تجسد النكبة، وتوثق ما تعرض له الشعب الفلسطيني منذ عملية التهجير القسرية.ورفع شُبّان في ساحة السرايا وسط مدينة غزة أكبر علم لفلسطين، ضمن فعاليات إحياء الذكرى، وجاب الشبان الساحة الكبيرة وهم يحملون العلم الفلسطيني.ونظَّمَت وزارة الثقافة في حكومة "حماس" سلسلة بشرية شارك فيها أطفال من غزة، حملوا لافتاتٍ كتب عليها أسماء المدن والبلدات الني احتلتها إسرائيل، وأخرى تُندد بالاحتلال، وتؤكد على حق العودة، إلى جانب مجسمات لمفاتيح البيوت التي احتلتها العصابات الصهيونية فترة النكبة ضمن فعاليات معرض "راجع يا دار" المقام على أرض المعارض.
وأعلن "ائتلاف شباب الانتفاضة" عن انطلاق فعاليات إحياء الذكرى الـ 66 للنكبة، وشدّد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في العودة إلى وطنه ودياره التي هجر منها.وقال في بيان له أن حق العودة هو "حق فردي وجماعي غير قابل للتصرف، ومقدس ليس من حق أحد التنازل عنه، أو المساومة عليه تحت أي ظرف من الظروف".ودعا للمشاركة في التظاهرات التي ستنطلق في كل خطوط التماس اليوم الخميس لجعله "يومَ غضبٍ في وجه المحتل ونفير للمسيرات الجماهيرية للأراضي المحتلة والاشتباك في كل مواقع التماسّ بالحجارة والمقلاع والمولوتوف، تجديدًا لإيمانهم بحقهم في تحرير أراضيهم".
وأصدرت اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة بيانًا في الذكرى أكدت فيه أن عودة اللاجئين إلى ديارهم هو "حق مقدس لا يمكن التنازل عنه".وأوضحت أنه على الرغم من مرور ستة عقود وأعوام ستة على النكبة التي أرادها ونفذها الأعداء وحلفاؤهم للقضاء على شعبنا وقتل أحلامه وتدمير مستقبله، "إلا أن شعبنا بكل فئاته نهض من بين الرماد، وواجه بإرادة فلسطينية صلبة المؤامرة وأهدافها، وأسقط المقولة الصهيونية بأن الكبار يموتون والصغار ينسون".
وشدّدت على أنه "ما ضاع حق وراءه مطالب"، وأكّدت على ثبات الشعب الفلسطيني على تمسكه بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي شُرِّدوا منها العام 1948.وذكَّرت اللجنة بـ "استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعده في الضفة الغربية في ظل تسارع عمليات الاستيطان، ومحاولات تهويد القدس وسحب هويات المقدسيين وإطلاق العنان للمستوطنين المتطرفين والاعتداء على المواطنين، علاوة على استمرارها في التنكر لحق العودة ولمجمل حقوق شعبنا المشروعة والحرية والاستقلال، بالإضافة لاستمرار فرض الحصار الظالم على قطاع غزة، والى جانب ذلك تمارس سياسية التمييز العنصري وفرض القوانين العنصرية على أهلنا داخل الأراضي المحتلة العام 48، وانتهاج سياسة الترحيل القسري".
ودَعَت كل الجماهير الفلسطينية للمشاركة الفعالة في كافة فعاليات النكبة المقررة من اللجنة الوطنية العليا، للتأكيد للمحتل الإسرائيلي بأننا "هنا باقون لن ننسى أرض الآباء والأجداد، وأننا عازمون على العودة إلى ديارنا ومدننا وقرانا".وجدير بالذكر أن "النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على يوم ( 15 أيار/ مايو من العام 1948) حيث استولت "المنظمات اليهودية المسلحة"، على معظم أراضي فلسطين التاريخية، وهجّرت غالبية أهلها، وأعلنت عن قيام دولة إسرائيل.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطينيون يحيّون ذكرى نكبتهم ويُشدِّدون على حقِّ العودة إلى قراهم ومدنهم الفلسطينيون يحيّون ذكرى نكبتهم ويُشدِّدون على حقِّ العودة إلى قراهم ومدنهم



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:57 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ميلويفيتش يعلن رحيله عن تدريب ريد ستار بلجراد الصربي

GMT 19:12 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

التنورة ليست مجرد رقصة!

GMT 05:59 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

أرقام قياسية حطمها مونديال روسيا 2018

GMT 21:08 2018 الجمعة ,23 آذار/ مارس

صلاح يسجل الهدف الأول للمنتخب المصري

GMT 08:07 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

توقيف طبيب عالمي شهير بسبب مواطنة مغربية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya