أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته في القمة المصرية الروسية التي عقدت صباح الثلاثاء، في قصر القبة الجمهوري، عن سعادته البالغة لزيارة الرئيس الروسي بوتين، مؤكدًا تطور العلاقات بين البلدين منذ ثورة 30 حزيران/يونيو.
ولفت الرئيس المصري، إلى استمرار التعاون بين البلدين في المحافل الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين في ظل الظروف الراهنة، والتأكيد على دفع العلاقات الاقتصادية والتجارية والاتفاق على تسيير حركة التبادل التجاري والتعاون في مجال تخزين الحبوب.
وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه تم توقيع اتفاقات مشتركة في قطاع الطاقة وإقامة محطة نووية في الضبعة، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على الحاجة الملحة لنظام دولي أكثر ديمقراطية يساهم في تحقيق الاستقرار الذي نطمح إليه.
وأضاف أن مصر تستند في علاقتها مع روسيا إلى أسس من التعاون الممتد، ومصر تمد يدها بالصداقة لكافة الدول التي ساندتها في مسيرتها.
وتابع : تم الاتفاق على إقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الذي تتبعه روسيا، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة بكل أنواعها ولا سيما الاستخدامات السلمية في الطاقة النووية، خاصة أن روسيا متميزة ومتقدمة في هذا المجال، وذلك كمحاولة لتوفير احتياجات مصر من الطاقة.
واستطرد الرئيس المصري، قائلًا "تم الاتفاق على التحضيرات المصرية الجارية لمؤتمر مصر الاقتصادي في شرم الشيخ آذار/مارس المقبل، لافتًا إلى الاتفاق على دفع العلاقات الاستثمارية بين البلدين والبدء في عمل منطقة صناعية استثمارية بين البلدين والتي تم تحديد موقعها في شمال عتاقة على محور قناة السويس.
وأكد السيسي أن المباحثات تطرقت إلى تعزيز مجال التعاون فى مجال السياحة من خلال تشجيع الروس على زيارة مصر والعديد من مظاهر التواصل بين البلدين.
وعلى صعيد الأوضاع الإقليمية، فقد اتفق الجانبان على بعض المهام الخاصة والتي تحدد موقف البلدين من التحديات خلال الفترة المقبلة.
وأوضح الرئيس السيسي، أن الرئيس الروسي أكد دعمه لمصر، خاصة في مواجهة التطرف إذ أصبح ظاهرة يعاني منها العالم بأكلمه.
وأشار إلى ضرورة تضافر الجهود والتعامل معها من خلال منهج شامل، يتضمن محاربة فكرية ولا يجب أن يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يمتد أيضًا إلى المعالجة الاجتماعية المنظمة لإعادة تأهيل هذه الانحرافات.
وعلى المستوى الإقليمي، أكد السيسي أنه اتفق ونظيره الروسي على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وإعادة المباحثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وكذا الاتفاق على سيادة ليبيا والحفاظ على أراضيها وضرورة التمسك بوحدة العراق وحماية أراضيها ودعم جهود مكافحة التطرف.
وخلصت المباحثات إلى توفير بيئة مناسبة للأطراف السورية لتحقيق أهداف مؤتمر جنيف لاستعادة الدولة من الدمار الذي حل بها.
وحول الأوضاع في اليمن، بيّن السيسي أنه تم التأكيد على ضرورة تسوية هذه الدولة دون المساس بوحدتها وأمنها في المنطقة.
أما على المستوى الدولي، نوه الرئيس إلى حاجة العالم إلى تطوير نظام دولي أكثر عدلًا وآمنًا للدول، فضلًا عن الحاجة الملحة لإقامة نظام اقتصادي دولي.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تطلعه لفتح آفاق جديدة في التعاون مع مصر، موجهًا الشكر على توجيه الدعوة لزيارة مصر وعلى الاستقبال الحافل به.
وأشار بوتين إلى أنه أجرى مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي توقيع اتفاقيات متبادلة بين البلدين ، كذا استكمال المباحثات التي بدأت فى سوتشي عام 2014.
وأعلن بوتين أنه يأمل في زيارة جديدة من الرئيس المصري السيسي إلى روسيا لاستمرار هذه المباحثات، لتدعيم أواصل التعامل، لافتًا إلى أن التبادل التجاري في العام الماضي فقط بين مصر وروسيا زاد بنسبة 80%، مشيرًا إلى أن العامل الرئيسي فى زيادة هذه النسبة هو زيادة المحصول الزراعي الروسي والذى تم تصديره إلى مصر ، وما قابله زيادة في الواردات المصرية إلى روسيا الأتحادية.
وقال إن التعاون تطور بشكل إيجابي في مجال الطاقة، مشيرًا إلى أن روسيا أرسلت لمصر عام 2014 1.4 مليون طن من المواد البترولية بما يوزاي سدس الذي تحتاجه مصر من هذه المواد الهامة
وتابع بوتين : أن المناقشات التي جمعته والسيسي تطرقت لكل أوجه التعاون، وفور الوصول إلى قرار نهائي، سيتم بناء محطة طاقة نووية للاستخدامات السلمية.
وأضاف أن هذا الأمر يشمل بناء المحطة وتدريب الكودار وتطوير البحوث والدراسات العلمية، وكذا التعاون في الاستخدام السلمي للفضاء الكوني وكذا التعاون في المجال البحري، مشيرًا إلى أنه جار الانتهاء من وضع أسس المشاريع الاستثمارية.
ويأتي أولها مجال " البنية التحيتية والسيارات والصناعات الثقيلة والأساسية، وعليه سوف تجتمع اللجنة المصرية الروسية للبدء فى تفعيل هذه المشاريع، وتوسيع الإمكانيات الخاصة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتم تسجيل 400 مشاركة للشركات المصرية للعمل في هذا المجال.
وقال الرئيس الروسي، "نعول على العمل الخاص في مجلس الأعمال المصري الروسي الذي بدأ أعماله العام الماضي.
وأضاف بوتين "نرى مميزات التعاون بين مصر وروسيا هو التعاون الإنساني بين البلدين، من خلال مجالات السياحة الذي بلغ عددهم أكثر من 3مليون سائح بما يعني زيادة نسبتهم بأكثر من 3% عن العام الماضي، مشددًا على السياح الروس الذهاب لمناطق آمنة وليست خطرة في مصر، علاوة على اللتعاون في قطاع التعليم الممثل فى الجامعة المصرية الروسية
مع تكثيف الجهود على مكافحة الإرهاب.
واستدرك "أولينا اهتمامًا بما يتعلق بتسوية الأزمة السورية، والتسوية الشرق أوسطية، قائلًا نعول الكثير على الجولة الثانية لتسوية الأوضاع في سورية، وأشكر الأصدقاء على حسن الضيافة وأتمنى الاستقرار والسلام لكل شعب مصر .
واختتم يوتين حديثه، "تنوي روسيا أن تبقى صديقًا آمنًا واسترايتجيًا لمصر، مؤكدًا يقينه أن زيارة اليوم ستكون حافز جيد للتعاون بين البلدين .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر