الدارالبيضاء ـ سعيد علي
تُلعب الدورة الـ20 من "المونديال" في البرازيل بكرة قدم تدعى " برازوكا" والتي تعني باللغة المحلية "أنا برازيلي"، وستكون "برازوكا" الكرة رقم 12 التي تصنعها شركة "أديداس" لصالح نهائيات "المونديال"، فإذا كانت الدورات الأولى للمونديال لم تهتم بالكرة التي تُلعب بها المباريات، فإن هذا الاهتمام بدأ مع دورة المكسيك لسنة 1970 ، حيث أطلقوا عليها اسم "تيلي ستار"، وهذه الكرة كانت مصنوعة من الجلد المدبوغ، وكانت تعد طفرة هائلة في عالم كرة القدم حسب كلام الشركة المصنعة لهذه الكرة، التي كانت تتكون من 32 قطعة بيضاء وسوداء.
وجاء اختيار الألوان حتي تناسب مع عملية النقل التليفزيوني لمباريات كأس العالم في عصر التليفزيون الأبيض والأسود ومن السهل مشاهدتها علي الشاشة التي كانت وقتها فضية. وفي مونديال الأرجنتين عام 1978 تغير اسم الكرة الرسمية وكان لابد من إطلاق اسم عليها يتناسب مع عشق الجماهير الأرجنتينية لكرة القدم ويتناسب مع سحر نجومها في الملاعب. فأطلقوا عليها اسم "التانجو" وهي الرقصة الشهيرة في الأرجنتين وكرة التانجو كانت تحتوي علي لوحة فنية تضفي المزيد من الإبهار عليها .
وعندما نظمت إسبانيا كأس العالم في عام 1982 أصرت علي تغيير اسم الكرة الرسمية للتأكيد علي أنها قادرة علي تصنيع وتقديم كرة جديدة أكثر إبهارا من الكرة التي سبقتها بها الأرجنتين وأطلقوا علي هذه الكرة اسم تانجو إسبانيا وأضافوا لها تقنية جديدة عبارة عن مطاط لمنع تأثير المياه عليها.
وحين أسند تنظيم المونديال إلي المكسيك مرة أخري في عام 1986 أضافوا علي الكرة الرسمية المزيد من التعديلات لتواكب التطور في اللعبة فأضافوا مادة البولي يوريثين علي هذه الكرة التي أطلقوا عليها اسم "ذا أزتيكا "وكانت هذه التقنية هي الأولي التي تضاف للكرة الرسمية لكأس العالم.
وفي عام 1990 نظمت إيطاليا المونديال ولم تغير من مكونات وشكل الكرة الرسمية واكتفوا بتسميتها فقط وكان اسمها "ذا أترافاسكو". وفي مونديال الولايات المتحدة الأميركية عام 1994 استخدم الأميركان التكنولوجيا في بلادهم في تطوير الكرة الرسمية التي كانت النعومة أكثر ما يميزها وتم تصنيعها من خمس خامات مختلفة منها مادة البولي يوريثين المتطورة وأطلقوا علي هذه الكرة اسم "ذا كوستر".
وفي مونديال فرنسا عام 1998 أطلقوا علي الكرة الرسمية اسم "تريكلوري" وزينوها بألوان العلم الفرنسي الأبيض والأحمر والأزرق كما لو كان الفرنسيون يتوقعون الفوز بالكأس ولابد أن تحمل الكرة الرسمية علم بلادهم. وفي مونديال كوريا واليابان طوروا الكرة وأضافوا لها جديدا من مادة البولي يوريثين لزيادة سماكتها مما جعل الكرة قابلة للارتفاع بسهولة وأطلقوا عليها اسم "ذا فيفرنوفا". وفي مونديال ألمانيا كانت الكرة الرسمية اسمها "تيم جيست" ومعناها روح الفريق. وهذه الكرة أثارت حالة من الجدل لكونها كانت أكثر سرعة والتفافا خاصة بالنسبة لحراس المرمي. وكانت الكرة تتكون من 14 قطعة فقط مما يزيد من سرعتها ودورانها.
وفي مونديال جنوب أفريقيا تحمل الكرة اسم جابولاني التي سيكون مكانها جاهزا لوضعها به في متحف "الفيفا" بعد نهاية البطولة لتضاف إلي شقيقاتها التي سبقتها في هذا المتحف علي اعتبار أنها الكرة الرسمية لكأس العالم. وجابولاني تعني "الاحتفال" في لغة الزولو بجنوب أفريقيا وهذه اللغة هي واحدة من اللغات الرسمية المستخدمة هناك والتي يبلغ عددها إحدي عشرة لغة في بلاد نيلسون مانديلا.
وتتلون الكرة الرسمية للمونديال بأحد عشر لونا وهو نفس عدد اللاعبين في كل منتخب ونفس عدد اللغات الرسمية في جنوب أفريقيا وكان لابد من الاحتفاء بها في هذا الحدث الأكبر والأهم في العالم وهو المونديال الذي يتم تنظيمه لأول مرة في القارة السمراء وما أجمل الاحتفال في واحدة من أروع وأفضل المناسبات في العالم وهي بطولة كأس العالم التي تخطف القلوب والأنظار والمشاعر. وكرة جابولاني مثل سابقاتها مصنعة حسب مواصفات "الفيفا" وسطحها يجعلها مستقرة وتحت السيطرة في جميع الظروف وإن كان بعض النجوم قد تحفظوا علي هذه الكرة ووجهوا كلمات اللوم والعتاب للفيفا مثل بوفون حارس مرمي منتخب إيطاليا وكاسياس حارس مرمي إسبانيا وخوليو سيزار حارس مرمي البرازيل. وغيرهم من النجوم. وكرة جابولاني مصنوعة من المطاط والنسيج الطبيعي مع ثمانية ألواح ورغوة مطاطية.
وتجدر الإشارة إلى أن الكرة الرسمية التي جرى بها أول مونديال سنة 1930 بالأوروغواي مصنوعة من جلد الماعز محتفظ بها في متحف الفيفا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر