دمشق - جورج الشامي
قصفت القوات الحكومية بالصواريخ مخيم "اليرموك" في العاصمة السورية دمشق الجمعة، في وقت سيطر مقاتلو المعارضة على كتيبة للدبابات في محافظة درعا.
وقالت مصادر ميدانية إن القوات الحكومية المتواجدة في حي الميدان بدمشق شنت قصفا صاروخيا على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي أصبح ساحة اقتتال عنيفة مع مقاتلي المعارضة في الآونة الأخيرة.
وشهدت مدنٌ وبلداتٌ عدة بريف دمشق اشتباكات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة.
وقالت شبكة شام أن قصفاً من الطيران الحربي استهدف اليوم حي برزة، حين سُجل قصفٌ عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء مخيم اليرموك والعسالي وبرزة، واشتباكات عنيفة على أطراف حي برزة بين الجيش الحر وقوات الحكومة.
وفي ريف دمشق قالت شام أن قصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة على مدن داريا ومعضمية الشام ويبرود وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية.
وفي المقابل، قال ناشطون معارضون إن الجيش السوري الحر سيطر على كتيبة الدبابات في منطقة الشيخ سعد بمحافظة درعا جنوب غرب البلاد.
فيما قالت شام أن قصف عنيف شهدت درعا بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات عدوان والشيخ سعد وإنخل وتسيل وعتمان والشيخ مسكين واشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ سعد بين الجيش الحر وقوات الحكومة، كما تمكن الجيش الحر من السيطرة على سرية الهندسة وسرية مضاد الطيران في بلدة عدوان.
وفي ريف القنيطرة سيطر الجيش الحر على قرية أم اللوقس وعلى سرايا عين القاضي والدرعيات والصفرة، وفق ما أعلن ناشطون معارضون.
كما استولت قوات المعارضة على مستودعات اللواء ستة وستين في حماة.
وفي حلب قالت المعارضة أن قصفاً مدفعياً استهدف حي الزبدية واشتباكات في حي الشيخ سعيد بين الجيش الحر وقوات الحكومة، وقصف من الطيران الحربي بالرشاشات الثقيلة استهدف مدينة دير حافر، وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة.
وافاد مراسل "العرب اليوم" في حلب أن الريف الجنوبي شهد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ يومين بين الثوار وقوات الحكومة التي تحاول استعادة السيطرة على طريق خناصر -معامل الدفاع .
واستطاع الحر الخميس صد هجوم جديد لقوات الحكومة على قرية القبتين بعد اشتباكات عنيفة مع رتل قادم من معامل الدفاع، وتمكن من تدمير دبابة وقتل عناصر من الرتل المتمركز في جبل "عنازة"، فيما قضا عدد من المقاتلين بينهم قيادي في لواء التوحيد.
وبث ناشطون تسجيلات مصورة تظهر الاشتباكات عند قرية القبتين بالقرب من معامل الدفاع .في حين تعرضت القرية لعدة غارات جوية ادت الى استشهاد عدد من المدنيين.
وقال مراسل "العرب اليوم" ان غرفة عمليات السفيرة طلبت من هيئة أركان الجيش السوري الحر امدادها الفوري بالسلاح والذخيرة لصد أرتال وتعزيزات قوات الحكومة التي تحاول السيطرة على طريق الامداد العسكري خناصر - معامل الدفاع .
وفي سياق متصل قال مركز حلب الاعلامي إن "الجيش الحر" تمكن من تدمير مدفع 57 وقتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود، جراء استهداف حاجز "مسبح الواحة" القريب من معامل الدفاع".
من جهة ثانية،أشار المتحدث باسم مجلس القيادة العسكرية في الجيش السوري الحر العقيد قاسم سعد الدين في حديث صحفي إلى أن "السلاح الكيميائي ليس ملكاً للرئيس السوري بشار الأسد كي يقوم بتسليمه بهذه الطريقة المذلة"، موضحا أن "هذا السلاح تم تصنيعه من مال الشعب السوري وهو الأحق بتحديد وجهته"".
وشدد سعد الدين على أن "الأسد سيحاكم بالخيانة في ما لو أقدم على هذا الفعل"، لافتاً إلى أن "المبادرة الروسية هي مناورة هدفها إخراج الأسد من مأزقه بعد استخدام الكيميائي".
وكانت لجان التنسيق المحلية في سورية أكدت أن عدد القتلى، يوم الخميس، وصل إلى 64 في حصيلة أولية، بينهم أربع سيدات وطفل وخمسة تحت التعذيب، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة معضمية الشام في ريف دمشق الغربي، في تجدّد محاولات الأخيرة لاقتحام المدينة، في حين تجدد القصف على حيّ برزة شرق العاصمة دمشق من قبل قوات الحكومة، ودارت اشتباكات عنيفة، الخميس، بين الجيش السوري الحر والجيش الحكومية في كل من زملكا وجوبر في ريف دمشق، كما تعرضت المنطقتان لقصف مدفعيّ مركز من جبل قاسيون، وبينما أصبحت سورية عضوًا كامل العضوية في معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وعد الرئيس السوري بشار الأسد بوضع أسلحة جيشه الكيميائية تحت إشراف دولي إذا توقفت واشنطن عن تهديد بلاده، وتسليح معارضيه "الإرهابيين".
وسجلت لجان التنسيق السورية المحلية مقتل أربعة وعشرين في درعا، ثلاثة عشر في حلب، تسعة في دير الزور، سبعة في دمشق وريفها، أربعة في حماه، ثلاثة في حمص، 2 في إدلب، و2 في القنيطرة.
ووردت أنباء عن استخدام غازات سامة خلال قصف زملكا وجوبر في ريف دمشق، إلا أن مصدرًا عسكريًا من الجيش السوري الحر أكّد أن الفحوص الطبيّة أظهرت أن الغاز المستخدم هو غاز الكلور المخرب للمجاري التنفسية والأغشية المخاطية، والذي يسبب حساسية وسعالاً شديدين.
وبيّن المصدر أن أثر هذا الغاز ضعيف ولا يقارن بالسارين وسواه من الغازات السامة، وأن عدد الإصابات التي سُجلت حتى الآن هو ثلاثة.
فيما اندلعت اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة معضمية الشام في ريف دمشق الغربي، في تجدّد محاولات الأخيرة لاقتحام المدينة، وشهدت الجبهة الشمالية أعنف هذه الاشتباكات باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وبالتزامن مع ذلك قام الجيش الحكومي بقصف المدينة باستخدام راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وكذلك تم استهداف المدينة بصاروخين من نوع أرض-أرض، مما أسفر عن وقوع دمار كبير في الأبنية وتصاعد أعمدة الدخان منها.
في حين تجدد القصف على حيّ برزة شرق العاصمة دمشق من قِبل قوات الحكومة باستخدام الرشاشات المضادة للطيران وقذائف الهاون والدبابات التي تحاصر الحي، بالإضافة إلى قصف مدفعيّ من قبل المدافع الموجودة على جبل قاسيون.
وأسفر القصف شبه اليومي على الحي منذ نحو ستة أشهر عن وقوع دمار هائل في الأبنية والبنية التحتية، وكان القصف تسبب، الأربعاء، في انهيار مئذنة جامع برزة الكبير الأثريّ.
وبالتزامن مع ذلك حاولت قوات الحكومة المدعومة بعناصر من "لواء أبي الفضل العباس" اقتحام الحيّ من جهة مشفى تشرين العسكري، حيث وقعت مواجهات بينها وبين مقاتلي الجيش السوري الحر، ممّا أدى إلى وقوع إصابات من الطرفين.
وكذلك تعرّضت كل من أحياء القابون وتشرين إلى قصف متقطّع باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، من دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وقال الأسد في مقابلة مع تلفزيون "روسيا 24" الحكومي في سورية إن بلاده "ستضع أسلحتها الكيميائية تحت الإشراف الدولي تلبية لطلب روسيا"، مشيرًا إلى أن "تهديدات الولايات المتحدة لم تؤثر على القرار بوضع الأسلحة الكيميائية تحت المراقبة".
وأضاف أن بلاده تعتزم إرسال الوثائق اللازمة للأمم المتحدة للتوقيع على اتفاق في شأن أسلحتها الكيميائية.
غير أن الأسد أوضح في المقابلة ذاتها أن بلاده لن تنفذ شروط المبادرة الروسية بشأن الأسلحة الكيميائية إلا إذا أوقفت الولايات المتحدة دعمها "للإرهابيين"، وتوقفت عن "تهديد" سورية.
وقال: "إنها عملية ثنائية"، مؤكدًا أنه "حين نرى أن الولايات المتحدة تريد فعلاً، استقرار المنطقة وتتوقف عن التهديد والسعي للهجوم وتسليم أسلحة للإرهابيين، حينها سنعتبر أنه في إمكاننا المضيّ في العملية حتى النهاية، وأنها مقبولة بالنسبة إلى سورية".
من جهة أخرى، قال مندوب سورية في الامم المتحدة بشار الجعفري: إن بلاده أصبحت عضوًا كامل العضوية في معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وهي خطوة تعهدت بها حكومة الرئيس بشار الأسد، في إطار مساعٍ لتفادي ضربات جوية أميركية.
وقال السفير بشار جعفري للصحافيين في نيويورك بعدما قدّم الوثائق اللازمة لذلك إلى الأمم المتحدة: إن سورية أصبحت "قانونيًا"، بدءًا من الخميس، عضوًا كامل العضوية في المعاهدة.
ورأى الجعفري ردًا على سؤال خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة، أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يحاول إفراغ مبادرة روسيا من محتواها الإيجابي، معلنًا "إننا ننتظر تقرير الأمم المتحدة، ولا نريد أن نرى خطوات تسبقه".
واعتبر أن "الأسلحة الأكثر خطورة في الشرق الأوسط هي الترسانة النووية الإسرائيلية، ونريد أن تضع إسرائيل منشآتها تحت التفتيش الدولي"، معلنًا "إننا نريد أن نرى المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل كافة".
ولفت الجعفري إلى أن "مشكلتنا الاساسية هي وجود مقاتلين أجانب"، مؤكدًا أن بلاده قدّمت أدلة على قيام المعارضة باستخدام السلاح الكيميائي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر