الرباط ـ المغرب اليوم
قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن "الملكية المغربية تمكنت من الإجابة على سؤال المواطنة؛ فعلى عكس الغرب الذي ارتبط فيه هذا المفهوم بالنظام الجمهوري، أنزلت المؤسسة الحاكمة بالمغرب شروط العقد الاجتماعي لجون جاك روسو عبر مفهوم عقد البيعة". بوصوف، الذي تحدث صباح اليوم السبت ضمن ندوات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، أورد أن "البيعة هي اتفاق على تدبير أمور الرعية، تتضمن أمورا لا يتم التطرق لها، وهي العزل، حيث جرى ذلك والتاريخ شاهد على هذا، ما يبرز مدى ديمقراطية النظام". وأوضح بوصوف، أثناء تقديم ترجمة كتابه "الملكية المواطنة في بلاد الإسلام.. كيف استطاع الملك محمد السادس إنشاء نموذج ديني كوني"، أن "المغرب يتوفر على نموذج تدين فريد من نوعه، يستحضر ابن خلدون وابن رشد وابن عربي، ثم العقيدة الأشعرية التي تستجيب لمقتضيات العصر الحالي بحكم احتكامها للعقل على امتداد سنوات نشوئها".
وأشار المتحدث إلى أنه "يستحيل في الغرب الجمع بين الروح والعقل، لكن على مستوى منطقتنا نجح الإسلام في التوليف بين الأمرين"، مؤكدا أن "المذهب المالكي بدوره وفر مرونة كبيرة استطاعت التعاطي والجواب على الأسئلة الملحة". وبخصوص التصوف، قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إنه "منطقة عازلة يلتقي فيها الجميع من أجل التربية وتهذيب النفس"، مشيدا بقدرة التدين المغربي على تدبير التعددات اللغوية والثقافية التي يزخر بها المغرب، فضلا عن تسامحه مع كل الطوائف التي عاشت في المملكة بسلم على الدوام". وأكمل بوصوف قائلا: "لم يكن النموذج المغربي مفرخا للإرهاب، بل مرده حركات جاءت بمفاهيم الكفر والشرك"، مؤكدا أن "المغرب يستوعب الجميع ويبني الجسور نحو العالم، وهذا ما يبرزه بالملموس التدشين الملكي لمتحف الذاكرة اليهودية بالصويرة، حيث يكرس فرادة النموذج المغربي".
وزاد المتحدث أمام الحاضرين بالمعرض أن "الإسلام واليهودية بالمغرب عاشا حالة تداخل، فقد تجاوزت العلاقات مفهوم التسامح، والدليل هو المقامات الأندلسية المتشابهة مع اليهود"، معتبرا أن "الموسيقى تعكس تقاطع الأرواح والأذواق". وأضاف بوصوف أن "الأكل واللباس يتشابهان كثيرا بين المغاربة المسلمين واليهود، ولا أحد اعتدى على الآخر، بل كان المسلمون يضعون الكنيسة والبيعة في مقام المسجد"، وطالب بمزيد من البحث العلمي داخل هذا النموذج من أجل تسويقه بالشكل اللازم.
قد يهمك ايضا :
عبد الله بوصوف يقتفي أثر العناية بشؤون مغاربة العالم في الخطابات الملكية
بوصوف يؤكد أن الجالية تحتاج "التدين المغربي" لأجل الحصانة والاستقرار
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر