الدمشقيّون يتحدّون الأوضاع الأمنيّة ويمارسون الحياة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تفتح المقاهي أبوابها لروادها بصورة سريالية غريبة

الدمشقيّون يتحدّون الأوضاع الأمنيّة ويمارسون الحياة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الدمشقيّون يتحدّون الأوضاع الأمنيّة ويمارسون الحياة

مقاهي دمشق تفتح أبوابها وتعج بروادها بصورة سريالية غريبة
دمشق ـ نهى سلوم

ماتزال مقاهي دمشق تفتح أبوابها وتعج بروادها بصورة سريالية غريبة، على الرغم من اشتداد الأوضاع الأمنية والاقتصادية، التي تعيشها سورية منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ورغم العنف الحاصل، والذي جلب الكثير من الشقاء للبلاد.ويعرف مقهى النوفرة الأثري في حياة الدمشقيّين، الذين يحرصون على ممارسة طقوسهم اليومية رغم الحرب، محاولين أن يتكيفوا وسط كل هذا العنف المتنقل، التوافد المستمر لروّاده ، الذين اعتادوا أصوات القذائف، التي لم تعد تدفعهم للمغادرة، بل غالباً تدفعهم للبقاء أكثر، حيث يشهد المقهى إقبالاً من مختلف الفئات العمرية، يأتون للاستمتاع بأجواء وسحر المدينة القديمة، ولو ترافق ذلك مع صوت القصف.ويجتمع بعض المراهقين في المقهى على إحدى الطاولات يلعبون الورق، وفي الجانب الآخر يتناول عدد من المسنين الأحاديث اليومية، ويشربون الشاي، مع انبعاث دخان "النرجيلة".
وتقصد الشابة ريم، البالغة من العمر ثلاثة وعشرون عاماً، وهي طالبة جامعية، المكان دائمًا للقاء الأصدقاء، وتوضح أنَّ "إصرارها على الاستمرار هو ما يدفعها للمجيء إلى النوفرة، ومتابعة حياة طبيعية، فضلاً عن عشقها للمدينة القديمة، وتعلقها بها"، مشيرة إلى أنّها "تأتي أكثر من مرة في الأسبوع، بغية الترفيه عن النفس، وإلقاء هموم الحياة".
واشتهر شارع العابد بأنه أبو المقاهي منذ العشرينات من القرن الماضي، ومنها مقهى "الروضة"، الأشهر في دمشق، و الذي كان في أواخر الخمسينات مقصداً لرجال السياسة، ونواب البرلمان السوري، لقربه من مبنى البرلمان، ومن الطبيعي أن تدور هناك أحاديث في السياسة وشؤون البلد والناس، إلّا أنَّ شاشة التلفزيون في هذا المقهى، كما غيره من مقاهي دمشق، لا تعرف هذه الأيام غير محطات الأخبار الموالية للحكومة. وأوضح أبو سعيد (58 عامًا)، وهو أحد زبائن مقهى الروضة الدائمين، "أستمتع يومياً بمشاهدة أنواع مختلفة من الزوار، يتناقشون في أمور حياتية الاقتصادية والاجتماعية، أرى في المكان تقبل الأخر رغم الاختلاف".ويعدُّ مقهى "الهافانا" ملتقى الأدباء والمثقفين، الذي تأسس عام 1945 في الجهة الغربية من شارع فؤاد الأول، وكان يعرف قديماً بـ"مقهى السلوان"، وفي أواخر السبعينات كان سيحال إلى محل ألبسة، حينها قاد بعض المثقفين والأدباء حملة أثمرت بقاء "الهافانا".
وأشار أبو أحمد، وهو أحد العاملين في المقهى منذ أعوام، إلى خصوصية هذا المكان، التي تكمن في أنه كان وما زال يضم نخبة من كبار المثقفين والسياسيين والفنانين والشعراء والصحافيين وأساتذة الجامعات، فضلاً عن تواجد الناس العاديين". وعن تأثر المقهى بالأزمة التي تعيشها البلاد، لفت إلى أنَّ "هذا الأثر يبقى نسبياً من حيث العدد، لاسيما في أوقات المساء، نتيجة للأوضاع الأمنية السائدة، فقد انخفضت نسبة إشغال المقهى إلى النصف تقريبًا، في حين يشتد الإقبال في فترة الظهيرة".وعلى بعد خطوات من مقهى "الهافانا" يقع مقهى "الكمال" الشعبي، المقهى عمره عشرات الأعوام، ولا يقتصر زواره على الأدباء والمفكرين والشعراء بل يضم جميع شرائح المجتمع، حيث لم يتأثر نشاط المقهى كثيرًا بالأزمة، بل يشهد إقبالاً كبيرًا بدءًا من السابعة صباحًا، وحتى التاسعة مساء.
ولا يجد ربيع (34 عاماً)، بعد أن فقد عمله بسبب الأوضاع الاقتصادية، مكانًا آخر يذهب إليه سوى المقاهي، حيث يقضي فيها ساعات طويلة رفقة أصدقائه، مؤكّدًا أنّهم "ملّوا الجلوس في المنازل، نحن نأتي إلى هنا يوميًا، لأنه المتنفس الوحيد لنا بعيداً عن شاشات التلفاز المليئة بالأخبار السياسية، وصور القتل والتدمير".وأضاف "هذا المكان الشعبي يتميز بأسعاره الزهيدة، حيث لا يجاوز ثمن كوب الشاي 100 ليرة سورية".وتنتشر في حي "ساروجة" التاريخي مقاهي الرصيف بشكل كبير، حيث يجد الشباب متنفساً لهم، ومن بينهم ديانا، طالبة جامعية ترتاد أحد هذه المقاهي مع زميلاتها بشكل شبه يومي، بغية التباحث في الأمور الدراسية والحياتية، وللترفيه أيضاً عن النفس، والتي توضح أنَّ "السياسة في ساروجة خط أحمر، فالمنطقة تعج بالمراقبين والمخبرين، وسجلت العديد من حالات الاعتقال في المقاهي".ويقصد محبي السهر "بيت جبري"، كونه أحد المقاهي النادرة، الذي ما زال يفتح أبوابه حتى وقت متأخر من الليل، على الرغم من كل الظروف الأمنية، ولكن لا سهر في دمشق بعد العاشرة ليلاً.ويوضح مروان، الذي يقصد المكان رفقة زوجته أسبوعيًا، ويجتمعون مع أصدقائهم في محيط "البحرة"، "أحاول أن أخرج مع عائلتي في سهرة احتفالية، لنشاهد الناس، ونرفع معنوياتنا، ونعدّل أمزجتنا قليلاً، فالحرب طويلة، والمتنفس الوحيد للناس أن تلتقي، وتعيش طقوساً حميمية، لأنه لم يبق أحد إلا وطالته نار الأزمة"، معتبرًا أنَّ "مثل هذه السهرات ضرورة ملحّة لأرواحنا المتعبة".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدمشقيّون يتحدّون الأوضاع الأمنيّة ويمارسون الحياة الدمشقيّون يتحدّون الأوضاع الأمنيّة ويمارسون الحياة



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 10:53 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المغرب يعلن رفضه التدخل الأجنبي العسكري والسياسي في ليبيا

GMT 11:49 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

حصيلة ضحايا احتجاجات العراق تقترب من 500 قتيل

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 18:40 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

4 تمارين للقضاء على دهون الظهر والجانبين

GMT 18:47 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شوربة الباذنجان

GMT 20:05 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

قفاطين المصمم محمد إسماعيل تجمع بين الرقة والتنوع

GMT 11:02 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"بوشويكة" يستنفر وزارة الصحة في دوار لقلوشة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya