بيروت - رياض شومان
ندَّدت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها جون كيري، بنظام الرئيس السوري بشار الأسد المندفع في مسلسل قتل شعبه، مشيراً الى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يستبعد أي خيار في التعامل مع الحرب التي يشنها نظام دمشق ضد السوريين، في وقت اعتبرت تركيا إن "الحرب السورية أصبحت تمثل الآن خطراً
على جميع الدول لان العالم سمح لحكومة الأسد بأن تواصل جرائمها".
واتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري روسيا بتعزيز مساعداتها للنظام السوري، مجددا في الوقت نفسه تحفظات واشنطن حيال الانخراط في هذا النزاع المسلح لدعم مقاتلي المعارضة.
وقال كيري في مقابلة مع تلفزيون "ام اس ان بي سي" أمس الاربعاء ، ان "ما يفعله الاسد شائن، لا يتصوره عقل، غير مقبول، معيب، جبان، وشنيع. جميعنا نعرف ذلك، الجميع يعرف ذلك".
وذكر بأن ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما منخرطة خصوصا في محاولة احداث فرق بالطرق التي اخترناها، في اطار القانون، التي نرى انها مناسبة ومسموح بها.
ولاحقا اتهم كيري الذي تدعم بلاده مقاتلي المعارضة السورية، روسيا بأنها تشجع مغالاة الاسد، وهو ما تنفيه موسكو.
واعرب وزير الخارجية الاميركي عن الاسف ايضا وقال "بصراحة، روسيا تعزز مساعدتها للاسد. لا ارى ان ذلك بناء بالنسبة الى الجهود المبذولة لحمله على تغيير رأيه ولأن يقرر أن عليه التفاوض بحسن نية".
واكد مجددا ان الرئيس باراك اوباما يعيد باستمرار دراسة الخيارات المتوفرة. وقال ان "الرئيس لا يستبعد اي خيار. ولا اي خيار". وقال "هناك حدود لقدرة كل امة على أن تخرج فجأة على العالم وتستخدم القوة عندما تشاء".
واوضح كيري ردا على سؤال حول الضغوط التي يمارسها قسم من الكونغرس بهدف تدخل اميركي في سوريا "هناك قوانين يتعين احترامها، هناك اجراءات. هناك قيود أكبر لما يمكنكم فعله اذا لم توجه اليكم امة دعوة للقيام به، او اذا لم تفعلوه للدفاع عن انفسكم، واذا لم يكن لديكم قرار من الامم المتحدة".
وأضاف، "استطيع القول ان لا احد راضياً، لا الرئيس، ولا انا، ولا احد في الادارة في ما نحن عليه اليوم. نؤمن بان علينا أن نفعل المزيد".
وفي واشنطن ايضاً رأت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الادنى آن باترسون مساء أمس الاربعاء، أنه لا نهاية للأزمة في سوريا، وكشفت انها ستجتمع مع شخصيات معارضة سورية خلال وجودها في الأردن.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن باترسون قولها إن أميركا ترى أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية التي لا نرى نهاية لها في الوقت الراهن، كاشفة أنها ستجتمع بشخصيات من المعارضة السورية خلال وجودها في العاصمة الأردنية عمان.
وفي انقرة، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن "الحرب السورية أصبحت تمثل الآن خطرا على جميع الدول لان العالم سمح لحكومة الأسد بأن تواصل جرائمها" في الوقت الذي تدفق فيه الجهاديون من جميع أنحاء العالم عليها لمحاربته".
ورأى أوغلو إنه من الضروري وضع استراتيجية دولية قوية تشمل تعاونا حقيقيا على مستوى الاستخبارات، وانسحاب كل المقاتلين الأجانب من أجل إنهاء الصراع وتقديم العون لملايين السوريين الذين دمرت الحرب حياتهم.
وأضاف الوزير في مقابلة تلفزيونية، أن الأزمة تمثل تهديدا للجميع، مشيرا إلى ما وصفه بالطبيعة الشمولية لحكومة الأسد ووجود جماعات مُسلحة في سوريا تربطها صلات بتنظيم القاعدة. وأردف داود أوغلو "علينا أن نتعاون كلنا لتهيئة مناخ أمني ملائم للشعب السوري وللدول المجاورة في المنطقة. وهذا يعني التعاون لمنع أي وجود إرهابي على الأرض".
ودعا أوغلو إلى تعاون دولي لوقف تدفق المقاتلين الأجانب على سوريا ونفى إشارات إلى أن تركيا التي تستضيف أكثر من 700 ألف لاجئ سوري تسمح لمقاتلين أجانب بعبور الحدود إلى الأراضي السورية.
وقال إنه أثار القضية مرارا مع نظيره الأميركي ونظرائه الأوروبيين والروسي ومن دول أخرى.
من جهته ، وصف الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي، تحذيرات الخارجية الروسية حول ما وصفتها بـ"خطورة تسليح المقاتلين السوريين بمضادات للطيران"، بأنها "متناقضة مع الدور الدولي المتوقع منها للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، ومستغربة في سياق دعمها العسكري المستمر لنظام الأسد منذ انطلاق الثورة السورية، وتوفيرها كل أنواع الأسلحة التي يستخدمها النظام لقتل المدنيين وتدمير المدن والقرى السورية".
وقال صافي بتصريح خاص لمكتب الائتلاف الإعلامي: " لو كان الروس حقاً إيجابيين في موقفهم تجاه الشعب السوري، وصدقت نيّتهم في الوصول إلى حلّ سياسي، لتوقفوا عن دعمهم لقوات الأسد في قتل السوريين".
وردا على قلق الخارجية الروسية تجاه مصير الأقليات في سوريا قال صافي "نحن من يشعر بالقلق على التنوع الثقافي والديني السوري، الذي يساهم عنف النظام بتدميره وإلغائه، ولو أن روسيا جادة في مخاوفها تجاه مصير الأقليات لسعت إلى إنهاء عنف النظام بدلا من العمل على استمراره بحمايته من أي مسؤولية دولية. مصير التنوع الديني والعرقي في سوريا مهدد بسبب استمرار العنف وتراجع الحياة الاقتصادية وفرص العمل والكسب، مما يشجع الكثير من السوريين، وفي مقدمتهم الأقليات، بالهجرة بحثا عن دول توفر لهم العدالة والأمن وتمنحهم الفرص لبناء حياة حرة كريمة. لذا إذا كانت الخارجية الروسية صادقة في قلقها على التنوع الثقافي في المنطقة، عليها أن تعزز تصريحاتها القولية بسلوكها العملي، وتكفّ عن الدعم المسلح والسياسي لنظام بشار الأسد".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر