الجزائر – نورالدين رحماني
الجزائر – نورالدين رحماني
تسبب إعلان رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال عن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة في تزايد حدة مطالب الأحزاب السياسية الجزائرية، سواء التي أعلنت مشاركتها في الانتخابات الرئاسية أو المقاطعة لها، باعتبار أن الأمر يتعلق بمستقبل الجزائر والجزائريين، ولا يمكن بأي حال أن يحكمها رئيس مريض. وبدأت هذه المطالب بالظهور منذ نقل الرئيس بوتفليقة إلى مستشفى "فال دوغراس" العسكري
في باريس للعلاج، إثر إصابته بنوبة نقص حاد في التروية لجزء من الدماغ، ما يعرف بـ"سكتة دماغية صغرى"، في 27 نيسان/أبريل 2013، وعلى مدى ثمانين يومًا قضاها بوتفليقة في باريس.
وتضاربت الأنباء والإشاعات بشأن مرضه، وقدرته على مواصلة مهامه من جديد، ما دفع بالمعارضة للمطالبة بالكشف عن الملف الطبي للرئيس، وتفعيل المادة 88 من الدستور، عبر إعلان شغور منصب الرئيس، بسبب مرض خطير ومزمن. وتطالب أحزاب لها وزنها في الساحة السياسية في الجزائر، على غرار "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، و"العدالة والتنمية"، وحركة "مجتمع السلم"، و"عهد 54"، و"الجبهة الوطنية الجزائرية"، وكل زعاماتها تقريبًا مرشحون سابقون لرئاسات 2004 و2009، بضرورة أن يقدّم الرئيس بوتفليقة شهادة طبية، تثبت تمتع الأخير بكل قواه العقلية والبدنية، والقدرة على تسيير شؤون البلاد، مثلما تفرضه شروط الترشح للرئاسيات، هو شخصيًا وليس بالنيابة، مثلما تريده الدوائر التي تدفع في اتجاه بقاء بوتفليقة في الحكم للخمسة أعوام المقبلة.وتلح تلك الأحزاب على المجلس الدستوري بضرورة أن يقوم بمعاينة الملف الطبي لبوتفليقة، واتخاذ إجراءت المنع ضده، في حال ثبوت مرضه وعجزه صحيًا.
وفي سياق متصل، أوضح رئيس حركة "مجتمع السلم"، التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات، عبد الرزاق مقري، أنَّ "انتخابات الرئاسة في الجزائر هي أهم استحقاق سياسي، وأصحاب القرار يدركون أن الجزائريين يعلمون هذا، لذلك عليهم أن يصرحوا بحقيقة حالة الرئيس الصحية"، معتبرًا أنَّ "بوتفليقة عاجز، في الوقت الراهن، عن حكم الجزائر"، مشيرًا إلى أنَّ "الرئيس قضى عامه الأخير بين المستشفيات، في العلاج".يأتي هذا فيما طالب رئيس حزب "الجبهة الوطنية الجزائرية" موسى تواتي، الذي أعلن ترشحه بصفة رسمية، وقدم ملفه للمجلس الدستوري كالمرشح الأول، بما اسماه "الشفافية والوضوح بشأن وضع الرئيس بوتفليقة"، معتبرًا أنّ "الإعلان عن ترشح بوتفليقة، وعدم قيام الأخير بنفسه بذلك يؤكد، بصورة قطعية، أن الرئيس مريض، وغير قادر حتى على التكلم".
ودعا موسى تواتي بوتفليقة إلى الظهور أمام الشعب الجزائري على شاشة التليفزيون، ويؤكد بنفسه أنه غير مريض"، وأضاف متسائلاً "هل سيقبل المجلس الدستوري ترشح شخص مريض عاجز عن تقديم ملفه أمام المجلس كما ينص على ذلك القانون".ويرى قطاع واسع من المراقبين والمحللين السياسيين في الجزائر أنَّ نتيجة الانتخابات المقبلة ستكون محسومة للرئيس بوتفليقة سلفًا، وهو ما دفع بها إلى التساؤل عن وضعية الجزائر في ضوء تسييرها من رئيس مريض.وقرّرت المجاهدة الكبيرة، والمعروفة في الجزائر، جميلة بوحيرد، رفيقة بوتفليقة في النضال، وأهم المساندين له في فترة حكمه السابقة، القيام بحملة بغية منع وصول بوتفليقة إلى حكم الجزائر، موضحة أنه "مريض ولا يقدر على ذلك، و يجب أن يسلم المشعل للشباب".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر