نيويورك - رياض أحمد
دعي مجلس الامن الدولي الى جلسة يعقدها غداً السبت للتصويت على مشروع قرار غربي - عربي يرمي الى تزخيم المساعدات الإنسانية ويمنع عرقلة ايصالها الى كل المناطق في سوريا ووقف القصف بالبراميل المتفجرة والغارات الجوية، رغم أن طرح الفيتو الروسي على هذا المشروع لم يحسم نهائياً بعد
بانتظار مزيد من المفاوضات مع موسكو للسماح بإصدار وثيقة ملزمة تهدد باتخاذ خطوات أخرى في حال عدم امتثال أي من الأطراف لموجبات القرار.
ولم يخف الديبلوماسيون الغربيون الكبار، وبينهم المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانتا باور، نيتهم عرض مشروع القرار الذي قدمته اللوكسمبور وأوستراليا والأردن وحظي بدعم أكثرية الدول الـ15 الأعضاء على التصويت في المجلس قبل انتهاء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي بروسيا الاحد، اعتقاداً منهم ان"موسكو ستشعر بحرج شديد من ممارسة امتيازها حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار يطالب بتزخيم ايصال المساعدات الإنسانية الى المحتاجين اليها، أكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أم المناطق التي تنتشر فيها قوى المعارضة"، كما قال أحد الديبلوماسيين الغربيين لعدد من الصحافيين.
وكشف المصدر الديبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه عن أن "الصين تتخذ مساراً مختلفاً عن روسيا في هذا الموضوع". ولفت الى أن "روسيا قد تجازف بخسارة حملة العلاقات العامة الطويلة والباهظة التكاليف للألعاب الأولمبية إذا قررت استخدام حق النقض"، على غرار ما فعلته ثلاث مرات حتى الآن لإسقاط مشاريع قرارات في شأن الأزمة السورية.
وايذاناً بطلب التصويت على المشروع المعدل، وضعت الدول المعنية مشروع القرار بالحبر الأزرق. ووفقاً للصيغة الحالية، يطالب القرار "كل الأطراف، وتحديداً السلطات السورية، بأن يسمحوا فوراً بوصول آمن وغير معرقل للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والشركاء المنفذين، عبر خطوط النزاع وعبر الحدود، من أجل ضمان وصول المساعدة الإنسانية عبر الخطوط المباشرة". وكذلك يطالب بوقف القصف بالبراميل والغارات الجوية، وبـ"رفع فوري لكل الحصارات عن المناطق الآهلة".
وأفاد ديبلوماسي غربي أنه على رغم المفاوضات المتواصلة منذ أسبوعين، كانت لا تزال ثمة بعض النقاط العالقة. واستجاب المفاوضون الغربيون لبعض التعديلات الروسية، فشطبوا أي إشارة مباشرة الى "حزب الله" و"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الايراني "الباسدران" من مشروع القرار. بيد أنهم أبقوا المطالبة بسحب جميع المقاتلين الأجانب من سوريا. ويندد القرار بالهجمات المتزايدة التي ينفذها أفراد أو جماعات على صلة بتنظيم "القاعدة".
وبعدما كانوا أعربوا عن عزمهم على التصويت على مشروع القرار صباح السبت ، أبدى الديبلوماسيون الغربيون انفتاحاً على "التصويت هذا الأسبوع، لأن المفاوضات لا تزال جارية على رغم أن المشروع وضع بالحبر الأزرق"، كما قال المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جيرار آرو.
وأكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين في الآونة الأخيرة أن المشروع المقترح يتضمن نقاطاً "غير مقبولة". وحمل على الذين يريدون "تسييس" الموضوع الإنساني في سوريا.
يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في بغداد أمس الخميس ان الموقف الاميركي مما يحدث في سوريا وربط مكافحة الارهاب برحيل الرئيس بشار الاسد يشجعان "المتطرفين" و"التنظيمات الارهابية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر