جوهانسبرغ ـ المغرب اليوم
أعلّن الرئيس الجنوب أفريقي غايكوب زوما، عن رحيل الرئيس الأسبق نيلسون مانديلا عن عمر 95 عامًا، بعد معركة مع المرض، داعياً إلى احترام إرثه وقيمه.
وتوجه زوما بخطاب إلى الأمة معلناً رحيل مانديلا، بحضور عائلته عند الساعة 8:50 من مساء 5 كانون الأول/ديسمبر 2013 (بالتوقيت المحلي).
وأشار إلى أنّ مانديلا، يرتاح الآن بسلام، معرباً عن حزنه الشديد لأن جنوب أفريقيا
فقدت أحد أعظم أبنائها، مؤسس الدولة الديمقراطية الحاليّة نيلسون مانديلا.
وأوضح أنّه "بالرغم من أننا كنا نعلم بأن هذا اليوم سيأتي، إلا أن شيئاً لا يستطيع أنّ يخفف الإحساس بالخسارة العميقة". وشدد على أنّ "نضال مانديلا من دون كلل من أجل الحريّة، أكسبه احترام العالم، وتواضعه وتعاطفه وإنسانيته أكسبوه حب العالم".
وعبّر عن تعاطفه مع عائلة الراحل "التي ندين لها بالامتنان إذ أنها ضحت بالكثير وعانت كثيراً حتى يحظى شعبنا بالحريّة، ومع أصدقاء وزملاء مانديلا ومع الشعب الجنوب أفريقي"، مشدداً على أن "الوقت الآن هو وقت "للحزن العميق".
وأشار إلى أنه أمر بتنكيس الأعلام حداداً على مانديلا إلى حين دفنه، موضحاً أنه ستقام له جنازة رسميّة.
ودعا إلى تذكر قيم مانديلا واحترامها، وإلى إعادة تأكيد رؤيته بمجتمع لا وجود للاستغلال أو القمع فيه.
وحثّ على التعبير عن الامتنان العميق لما قام به في حياته خدمة لشعب جنوب أفريقيا وللعالم، والالتزام ببناء بلد موحد وغير عنصري وديمقراطي ومزدهر.
يشار إلى أنّ مانديلا من مواليد 1918، وهو حائز على جائزة "نوبل للسلام"، وخرج قبل فترة قصيرة من المستشفى التي دخلها 6 مرات منذ 2011 بسبب تدهور صحته.
وقضى 27 عاماً في السجن بعد اتهامه بالتخريب والتخطيط لانقلاب على الحكومة، وأفرج عنه في 1990، وأصبح أول رئيس للبلاد في 1994.
وخلال فترة حكمه، شهدت جنوب أفريقيا انتقالاً كبيراً من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية، وفي حزيران/يونيو 2004، قرّر نيلسون مانديلا ذو الـ 85 عامًا التقاعد وترك الحياة العامة، ذلك أن صحته أصبحت لا تسمح بالتحرك والانتقال، كما أنه فضل أن يقضي ما تبقى من عمرة بين عائلته.
وتزامناً مع يوم ميلاده التسعين في تموز/يوليو 2008، أقرّ الرئيس الأميركي جورج بوش قرار شطب اسم مانديلا من على لائحة "الإرهاب" في الولايات المتحدة.
وكان مانديلا محامياً ومناضلاً من أجل الحُريّة، وسجيناً سياسياً، وصانع سلام، وبوصفه مرشداً للأجيال، ويعتبر رمزاً حياً للشجاعة والحكمة والنزاهة.
وحمل نيلسون مانديلا على ظهره تاريخ شعب جنوب أفريقيا، من النضال إلى الحريّة، ومن الفصل العنصري إلى المساواة بين أبناء البلد الواحد، ويعد رمزًا لمكافحة التمييز العنصري في العالم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر