الرباط - المغرب اليوم
شن حزب "الاستقلال" المغربي، الذي انسحب من حكومة عبد الاله بنكيران وانتقل إلى المعارضة، هجوما كاسحا على الحكومة الجديدة خلال الجلسة العامة لمجلس النواب السبت والمخصصة لمناقشة الموازنة العامة . وجاء هذا الهجوم فيما يستعد مجلس النواب المغربي لعقد جلسة الاستماع الشهرية لحكومة الرئيس عبد الاله بنكيران يوم الثلاثاء في 26 تشرين الثاني/نوفمبر،
وقالت مصادر برلمانية إن الجلسة مخصصة للأسئلة الشفوية المتعلقة بالسياسة العامة للحكومة، مشيرة الى أن الخلاف حول محور مساءلة رئيس الحكومة بين الأغلبية والمعارضة ما زال مطروحا، موضحة أن الاخيرة تتأرجح بين مواضيع الإصلاح الجبائي، ومساءلة ابن كيران حول معضلات السياسة التعليمية في المغرب خصوصا بعد خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس في 20 أغسطس (آب) التي انتقد فيها بقوة تدبير الحكومة لأوضاع التعليم. وكان المجلس عقد أمس السبت جلسة عامة مخصصة لمناقشة موازنة الحكومة الجديدة، وقد شن حزب "الاستقلال" المغربي، الذي انسحب من الحكومة وانتقل إلى المعارضة، هجوما كاسحا على الحكومة، خلال الجلسة التي حضرها رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. فوصف نور الدين مضيان، رئيس كتلة حزب "الاستقلال" النيابية، مشروع القانون المالي بأنه "جاء محبطا ومخيبا للآمال، لأنه خفتت فيه أصوات الشعارات وظهرت التراجعات"، إذ لا زيادة مرتقبة إلا في أسعار المحروقات والمواد الاستهلاكية الأساسية أو في عقارب الساعة الإضافية. وأضاف مضيان ساخرا أن عدوى الزيادة أصابت الحكومة نفسها فلجأت إلى الزيادة في عدد حقائبها الوزارية في عز الأزمة الاقتصادية، وأوضح أن السياسة التقشفية التي تريد الحكومة أن تنهجها لن يؤدي ثمنها سوى الطبقات الكادحة والفقيرة والمتوسطة. وأضاف "نرى أن موازين الحكمة قد اختلت وعقارب الزمن توقفت في ظل هذه الحكومة". وقال موجها خطابه لابن كيران "إن الرهانات التي راهنتم عليها لكسب أصوات الناخبين وتصدرتم بها المشهد السياسي في الانتخابات، يسائلكم الناخبون اليوم عما تحقق منها بعد سنتين في الحكومة، لدرجة أن البعض عدها تحايلا سياسيا لكسب المقاعد النيابية والكراسي الوزارية لا غير". وأضاف مضيان إن "عجز الحكومة عن تحقيق الإصلاحات الهيكلية الكبرى ستنعكس نتائجه على مختلف الجوانب الاجتماعية، لأن مشروع القانون المالي جاء بتدابير تكرس التفاوت الاجتماعي وتعمق الهوة بين الفئات الاجتماعية وتهدد السلم الاجتماعي". ووصف مضيان الحكومة بأنها "مجرد حكومة تصريف أعمال يقتصر عمل رئيس الحكومة فيها على تدبير الأعمال الجارية فقط". وأضاف رئيس الفريق النيابي لحزب الاستقلال موجها كلامه لابن كيران "لقد أخلفتم الموعد مع المواطنين بعدما قتلتم فيهم روح الأمل بفعل الانتكاسات والتراجعات، ذلك الأمل الذي زرعتموه فيهم بوعودكم المعسولة، وشعارات أطلقتم لها العنان خلال برنامجكم الانتخابي الدعوي ممتطين صهوة الأخلاق الفاضلة وقابضين عصى موسى بيمينكم، مدعين حل الأزمات الاجتماعية من قبيل الفقر والإقصاء والتهميش، ووعدتم الفقراء بغد أفضل، وتوعدتم من اعتبرتموهم مفسدين بالمحاسبة، لكن عندما تفشلون تعلقون فشلكم على مواجهة اللوبيات لإصلاحكم، فلا يسعكم والحالة هذه إلا تحضير الغيبيات من جن وعفاريت لتساعدكم على طرد التماسيح وشياطين الفساد". وختم مضيان مداخلته بجملة بالأمازيغية تختصر ما قاله حتى يفهمه الأمازيغ، والسبب هو أن "الحكومة تماطلت في إخراج القانون التنظيمي للأمازيغية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر