فاس - حميد بنعبد الله
توفي المعتقل الإسلامي المغربي، محمد بن الجيلالي، الثلاثاء، المحكوم عليه بالسجن 20 عامًا، قضى نحو نصفها، بتهمة الانتماء إلى خلية إرهابية، وذلك في المستشفى الإقليمي "محمد الخامس" في مدينة مكناس، بعد ساعات من نقله إليه من سجن "تولال الثاني" في المدينة ذاتها، لتدهور حالته الصحية، جَرَّاء المرض الذي يعاني منه، وخوضه إضرابًا عن الطعام.
وفوجئت عائلة المعتقل المنتمي إلى حركة "السلفية
الجهادية"، بوفاته صباحًا متأثرًا بمضاعفات صحية خطيرة، بعد يوم من محاولة زيارته من قِبل زوجته في السجن، والتي فوجئت بنقله إلى المستشفى المذكور قبل 5 أيام دون إخبارها، لكنها مُنعت من رؤيته بحجة عدم التوفر على إذن من وكيل الملك".
وقالت "اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين"، إن "عائلة السجين لم تُخبر بنقله إلى المستشفى إلا بعدما حاولت زيارته في السجن"، مشيرة إلى "عدم إخبارها بخطورة وضعه الصحي، واضطرارها إلى زيارة وكيل الملك لأخذ إذن بزيارته، لكنها صُدمت بمنعها من قِبل الأطباء من زيارته، لكونه في غيبوبة قبل 5 أيام".
وأوضحت اللجنة ، أنه تم "نقل السجين إلى المستشفى في حالة صحية متدهورة، حيث وُضع تحت العناية الطبية المُركَّزة؛ ليستفيد من التنفس الاصطناعي، إلى أن وافته المنية، صباح الثلاثاء، بعدما دخل في إضراب مفتوح عن الطعام، منذ الإثنين 14 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، احتجاجًا على ترحيله إلى سجن "تولال الثاني"، من السجن المحلي "بوركايز" في ضاحية فاس، بعيدًا عن أسرته".
وأضافت، أنه "تم نقل الجيلالي إلى جانب 5 سجناء من الحركة "السلفية الجهادية"، من سجن "بوركايز" إلى سجون مغربية مُتفرقة إثر تنامي احتجاجاتهم على الأوضاع التي يعيشونها، حيث دخل غالبيتهم في إضرابات مفتوحة عن الطعام؛ احتجاجًا على ذلك، بينهم سجين آخر في سجن عين عائشة في "تاونات"، حالته الصحية تدعو إلى القلق".
وأشارت إلى أنه تم "وضع المعتقل الإسلامي المقعد، محمد بن الجيلالي، بعد نقله إلى سجن "تولال"، في زنزانة صغيرة مكتظة بمعتقلي الحق العام، تجاوز عددهم العشرة، دون تقديم أي شكل من أشكال الرعاية الصحية، إضافةً إلى روائح التدخين الكريهة المنبعثة من النزلاء معه في الزنزانة، والتي لا يستطيع تحمُّلها نظرًا إلى وضعه الصحي المتدهور".
وجاء إضرابه عن الطعام للمطالبة بنقله إلى زنزانة خاصة، والاعتناء بوضعه الصحي المتدهور، وتوفير الرعاية الصحية، كما أكدت زوجته على أنها زارته الإثنين الموافق 28 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فوجدته مريضًا وفي حالة مزرية، ولا يزال مستمرًّا في إضرابه المفتوح عن الطعام، وقال لها؛ "قولي لهم أنني أريد أن أذهب إلى الطبيب لأنني أموت".
يذكر أن محمد بن الجيلالي كان يبلغ من العمر 62 عامًا حين تم اعتقاله في العام 2003، ويُعاني من مرض السكري، وضغط الدم، والكوليسترول، إلا أنه كان يُعالج في فرنسا، ويتلقى عناية جيدة جدًّا على يد أخصائي، ولكن لم يراعِ وضعه الصحي، وتم الحُكم عليه بـ20 عامًا سجنًا، وتعريضه لإهمال طبي شنيع ليصاب بشلل نصفي في العام 2007، جعله حبيس الكرسي المتحرك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر