غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
قالت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس إن هناك حرباً خَفيَّة بين المقاومة والعدوّ، مشيرة إلى أنها تمكَّنت من كشف جزء مُهمّ من منظومة التجسُّس التي يستخدمها، مؤكدة أن جنود العدو وقعوا في كمين مُحكم أعدّته كتائب القسام شرق خانيونس". وأوضح الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، في مؤتمر صحافي عقد في مدينة غزة مساء الجمعة، أن كشف هذه المنظومة شكّل صفعة قوية للاحتلال".
وقال "ستكشف خيوط عملية خانيونس في الوقت المناسب، مشيرًا إلى أن العملية ضمن ما تضمنه التجسّس على شركة الاتصالات الفلسطينية".
وأوضح أن الاحتلال " جنّ جنونه؛ بعد كشف هذه المنظومة، وبدأ في التغوّل على أبناء شعبنا، وحاول ليلة الخميس ترميم جزء من هيبته الضائعة وتسجيل إنجاز استعراضي شرق خانيونس".
وبيّن أن الاحتلال تقدم 250 مترا بثماني جرافات وثلاث دبابات وحفارات ضخمة، مشددًا على أن القسّام نصب كميناً مُحكماً لهم، "فوقع جنود الاحتلال في كمين مُحكم اعترف الاحتلال به".ولفت إلى أن نخبة من كتائب القسّام أوقعت الاحتلال الإسرائيلي في هذا الكمين.
وأفاد المُتحدّث باسم كتائب القسام، بأن المقاوم ربيع خليل سليمان بركة (23 عامًا) استشهد أثناء إطلاق الصواريخ على الاحتلال، وأصيب مواطن آخر بقصف مدفعي إسرائيلي شرق بلدة القرارة جنوب القطاع.
وتابع " إن الاشتباكات أدت إلى استشهاد كل من خالد أبو بكرة، ومحمد داوود، ومحمد القصاص، وجميعهم من النشطاء الميدانيين البارزين في كتائب القسام".
وأكد أبو عبيدة، أن "أي توغل صهيوني أو عدوان في أرضنا وشعبنا لن يمر دون حساب، وستظل أرض غزة كما كانت دومًا مقبرة للغزاة، وليعلم العدو بأن كشفًا للحساب تُقدِّمه المقاومة لردعه وكسر عدوانه".
وأضاف أننا "في خضم معركتنا مع العدو الذي يحاول عبثًا كسر إرادتنا، ستظل المقاومة حاضرة في صميم هذه القضايا وصاحبة كلمة الفصل فيها".
وذكر أن هناك حربا خفية متواصلة بين المقاومة والاحتلال لا يراها عموم الشعب الفلسطيني ولا تتوقف لأن الاحتلال لا يتوقف عن إجرامه وعدوانه، مضيفاً "المقاومة في حالة عمل متواصل ودؤوب لإفشال عدوان الاحتلال والتصدّي لغطرسته".
وشدّد أبو عبيدة على أن القسّام لن يقبل أن يجوع شعبنا، وأن يبقى في الظلام الدامس، وأن يُحارَب في أبسط حقوقه، مُحذّراً من براثن غضب آتٍ "لن يتوقعه عدو ولا صديق إذا بقي شعبنا تحت هذا الحصار الظالم".
وجدّد تأكيده على مواصلة الجهاد حتى تحرير آخر بقعة من تراب فلسطين ودحر الاحتلال "الإسرائيلي" عنها.
وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي وصفت عملية تدمير النّفق في عبسان بأنها إنجاز عسكري كبير.
وأضاف ضابط في القيادة الجنوبية "لقد قُتِل خلال العملية ثلاثة من خبراء الأنفاق والصواريخ من حماس وأصيب في جانبنا ضابطان وثلاثة جنود من بينهم قائد القوة".
وقال ضابط إسرائيلي " اتَّضَحَ أن العبوة الناسفة التي انفجرت في الجنود كانت شديدة الانفجار واحتوت أيضا على سولار، فحماس اعتقدت أنّ جنودنا سيدخلون لداخل النفق".
وأضاف "لو دخلنا لداخل النفق لكان هناك احتمال كبير أن يتم أسر الجنود، لذلك لم نأمر الجنود بالدخول للنفق دون أن يسبقهم كلب أثر ورجل آلي".
وقال الضابط الصهيوني "حسب اعتقادي فإن حماس لن توسع دائرة ردَّها العسكري، ونحن لم نتفاجأ مما حدث فقد أجرينا استعدادات له، وحوَّلنا الأنفاق من تفوق لحماس إلى قبر لهم"، حسب تعبيره.
وتوقع قائلا "إن حماس لن ترد على مقتل عناصرها، مع أن الحديث يدور عن ثلاثة من لواء خانيونس وهم خبراء في حفر الأنفاق وأحدهم خبير في تصنيع وإطلاق الصواريخ".
وأضاف الضابط قائلا "علمت حماس قبل شهر بمعرفتنا للنفق، وكانت ستضع في داخله عبوة ناسفة، ونحن أخذنا هذا في الحسبان وبدورنا سنواصل الكشف عن الأنفاق عبر الوسائل التكنولوجية، وحماس بدورها ستحاول تحويل العملية إلى إنجاز كبير".
وقال "خالد مشعل كان سينشر قريبا شريط فيديو لتفجير النفق ولكن هذه المرة لم تنفذ العملية الاستراتيجية التي أراد أن تتم، فعناصر حماس استخدموا سولار ولكن لا يمكن وقف إدخال السولار لقطاع غزة".
وذكرت القناة العاشرة في تلفزيون الاحتلال أن قيادة الجيش لا زالت تحقق في كيفية إصابة ضابطين وثلاثة جنود خلال عملية عبسان.
ووفقا للتحقيق الأوَّلي في كتيبة غزة في قيادة المنطقة الجنوبية، فإن مسلحي القسّام قاموا برصد القوة العسكرية وفجّروا فيها عبوّة ناسفة، ومن غير المستبعد أن تكون العبوة قد زُرعت منذ وقت طويل، مشيرة إلى أن الأطباء في مسشتفى سوركا يكافحون لإنقاذ أعين ضابط برتبة رائد من سلاح الهندسة أصيب بصورة خطيرة.
وعلى ضوء تصاعد الوضع مع غزة تم نشر قبب فولاذية عدّة على حدود قطاع غزة، والاعتقاد لدى الجيش فإن حماس لا تريد التصعيد مع إسرائيل والدليل على ذلك فبعد عملية الليلة في عبسان لم تطلق صواريخ نحو إسرائيل.
وحسب ضباط في القيادة الجنوبية فإن حركة حماس تريد أن تُوجِد لنفسها ردّاً يُمكِّنها من تنفيذ عمليات ضدّ قوّات الجيش التي تتحرك قرب السياج الفاصل مع غزة دون أن تطلق حماس صواريخ نحو إسرائيل .
كما كشفت صحيفة معاريف العبرية، الجمعة، أن كتائب القسام استدرجت القوة الصهيونية التي استهدفت شرق خانيونس مساء الخميس.وتحدثت الصحيفة عن عملية مؤلمة نفّذها مقاومون ضد قوّة راجلة حاولت التقدم داخل قطاع غزة، أدت لوقوع خمس إصابات.
وذكرموقع "والا" العبري، أن الجنود في سلاح الهندسة كانوا يحاولون تفجير النفق المُكتَشَف قبل أيام على الحدود.
وقال "إن الجنود تعرَّضوا لكمين مُحكَم، حيث أمطر عدد من عناصر كتائب القسّام في منطقة عبسان القريبة من الحدود بقذائف هاون مما دفع بالجنود للانسحاب من منطقة النفق".
ويضيف "تعرضت القوة مرة أخرى لإطلاق نار عند الانسحاب من المكان، فيما اتخذ الجيش احتياطات عالية جداً وأطلق النار بكثافة.
وزعم أن الجنود اكتشفوا أنهم وقعوا في خدعة لإجبارهم على الدخول في منطقة مفتوحة قريبة لمسرح العملية، وتعرّضوا لإطلاق كثيف من النيران من قبل مسلحين على الجانب الفلسطيني من السياج الفاصل ما أدى لإصابة عدد منهم بجروح مختلفة بينهم 3 ضباط في سلاح الهندسة فى المنطقة الجنوبية.
وأوضح الموقع أن الجنود خاضوا اشتباكات عنيفة جداً مع أفراد المقاومة، وسحبت القوة الموجودة في المكان لداخل الأراضي المحتلة.
وعن تفاصيل العملية، ذكرت معاريف، أن قوّة راجلة من جنود الاحتلال دخلت لمسافة 100 متر داخل غرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، ففوجئت بانفجار وإطلاق كثيف للنار من مقاومين فلسطينيين.
ونوّهت إلى أن المقاومة الفلسطينية أطلقت عدداً من قذائف الهاون تجاه القوة المُتقدّمة ومنطقة أشكول القريبة من المكان ما أدى لإصابة خمسة جنود صهاينة، أثناء محاولتهم تفجير النفق الذي كشفه الاحتلال الشهر الماضي.
وأمر الاحتلال سكان المناطق المحاذية لقطاع غزة بالدخول للملاجئ مع رفع درجة الطوارئ إلى الحالة القصوى خوفاً من هجمات قد تنفذها المقاومة الفلسطينية.
واعترف بإصابة 5 من جنوده اثنين منهم في حالة خطيرة بعد تعرضهم لإطلاق قذائف هاون أثناء العملية التي كان هدفها تفجير النفق المكتشف على الحدود مع قطاع غزة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر