الدار البيضاء - محمد لديب
في تصعيد جديد من طرف حزب العدالة والتنمية ضد معارضيه، وعلى رأسهم حزب الاستقلال المنسحب من الحكومة، حذر منافسيه السياسيين مما أسماه بـ "السُلُوكات المشينة" التي قال عنها إنها لن تضر بحزب العدالة والتنمية فحسب، بل "سوف يجر ذلك الوطن إلى إشكاليات، والخروج منها سيكون صعبا".
وتوعد عبد الإله بنكيران حزب الاستقلال المعارض، موجها له رسالة شديدة اللهجة بشكل مباشر ومخاطبا قيادته الحالية
قائلا "نحن في حزب العدالة والتنمية لن تهزمنا البلطجة، أوبعض التواطؤات هنا أوهناك".
وقال عبد الإله بنكيران في تجمع للمحامين بالدار البيضاء خلال افتتاح المؤتمر الثاني لجمعية محامي العدالة والتنمية، المنعقد بالدار البيضاء اليوم الأحد 6 تشرين الأول "إنه المغرب، وما أدراك ما المغرب"، وانتقد السياسيين المغاربة الذين ينظمون "التجمعات محاولين إقناع المواطنين بغير الحقيقة".
وواصل بنكيران هجوماته اللاذعة قائلا "من غير الممكن أن تكون حكومة منحها الشعب الأغلبية، ثم يأتي من يطالب بإزاحتها، "لايُمكن أن يحاول البعض ذلك، ".
وخاطب بنكيران رئيس حزب الاستقلال حميد شباط " من تكون ؟ من أنت ؟ هل أصابك الغرور؟ هل استطعت تسلق الدرجات بهذه السرعة؟" ردا على انتقاداته الشديدة التي وجهها للحكومة مطالبا بنكيران بالانسحاب من تسيير الحكومة.
وأضاف بنكيران "نحن نؤمن بأن الصدق سينتج ويعطي، ولن يخيفنا إذا جمعوا الناس ضدنا"، مُضيفا "نتمنى أن تكون لنا مُعارضة قوية، ونُريد أن يأتي مكاننا من هم أحسن منا".
وقال ابن كيران" نريد أن تنجح هذه التجربة الديمقراطية في بلدنا، بعدما انطلقت فيه منذ عقود، سيما أنني أتلقى التهاني على صورة المغرب الإيجابية، حتى أنني قلت لألان جوبي، يظهر بأنني في حاجة إلى إقناع الداخل بعدما أقنعت الخارج بأن المغرب خطا خُطوات حقيقية وليست وهمية، وأنه معتز بكيانه ومؤسساته التي على رأسها المؤسسة الملكية، كما أنه معتز باعتداله و إشعاعه القديم والحديث، ورأيتم كيف تم استقبال جلالة الملك في مالي كأمير للمؤمنين".
وأضاف رئيس الحكومة " المغرب معتز بأبنائه، وكفاءتهم، وسيتمكن من الحفاظ على المكتسبات وتحصينها، حتى في حالة اتخاذنا قرارات تبدو قاسية، التي نشكر الشعب الذي تفهم ذلك، لأنه في صالحه لكي لا تتحكم فيه المؤسسات النقدية الدولية، والعودة إلى برامج التقويم الهيكلي, ونحن قادرين على فعل أكثر من هذه الانجازات في المستقبل".
وقال بنكيران "نحن نسير بهدوء خطوة خطوة في طريق الإصلاح رغم تصدي البعض لها، وليس من المفروض أن يكون الجميع مسرورا، فنحن في ديموقراطية".
واعتبر ابن كيران، التجربة الحالية التي يعيشها المغرب، "كان لها الفضل في إرجاع الاستقرار والطمأنينة للوطن، وتوقيف الحراك الشعبي الذي كان مُقلقا ولا نعرف نهايته".
وأوضح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية قائلا "بفضل المغاربة، وعلى رأسهم جلالة الملك من خلال خطابه في التاسع من مارس، مرورا بالاستفتاء على الدستور، ثم الانتخابات، حيث بدأ المجتمع يدبر خلافاته بطريقة هادئة وسلمية، في منأى عن الأسئلة الخطيرة".
وتابع "كل شيء الآن يتحسن، ولكن ليس فَوْرا، ولا تنسوا أن بلادنا، مرت بمرحلة عاشت فيها بلدان أخرى اضطرابات كثيرة، غير أن المغرب ظل مُستقرا، ولم تُطلق في أي رصاصة، ولم يقع أي إشكال، فعلا كانت مسيرات وتجمعات، لكن كل هَذا طبيعي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر