كلميم - صباح الفيلالي
لازالت مدينة "أسا" جنوب المغرب تعيش على صفيح ساخن بعد هدوء نسبي دام بضع ساعات في ما يشبه استراحة المحارب، لتعود المواجهات العنيفة والعنيفة جدا لتندلع من جديد حيث قام المتظاهرون بأعمال عنف وشغب كبيرين تمثلت بالرشق الواسع بالحجارة و المتواصل واستعمال الزجاجات الحارقة.
وقد ترافق ذلك مع اقتحام منازل القوات العمومية وبالضبط رجال الدرك الملكي العزاب منهم حيث تم اقتحام منازل حوالي 20 دركيا
وأضرموا النار في ثلاثة منها بعدما عاثوا فسادا في الأمتعة التي سرقوا بعضها وأحرقوا البعض الآخر، ثم عرجوا على ثكنة القوات المساعدة التي انتقلت منها هذه القوات واقتحموها واتلفوا تجهيزاتها ومنشآتها وأحرقوا البعض منها.
بدوره مقر الشرطة هو الآخر الخاص ببطاقات التعريف الوطني القيت زجاجات حارقة واستمرت المواجهات عدة ساعات، كما تم اعتقال البعض.
كلميم هي الأخرى لم تكن بمنأى عما يحدث بأسا، حيث استطاعت القوات العمومية به من السيطرة على جميع التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية التي تخرج من شارع المهدي بن تومرت (شارع الجديد) والخرشي بأطراف هذه المدينة حيث شهدت إنزالا أمنيا كثيفا عبارة عن عدد من سيارات القوات المساعدة و سيارات مكافحة الشغب بالإضافة إلى عناصر أمنية بزي مدني ، وساعد هذا الاستنفار الأمني وتمركز القوات العمومية وحسن انتشارها على مستوى الشوارع والأماكن الحيوية بالمدينة في منع حدوث أعمال شغب وتخريب كان من المنتظر أ ن يقوم بها هؤلاء المتظاهرون، حيث عملت على احتوائهم خصوصا المسيرة التي خرجت البارحة من هذا الشارع حيث تم إجهاضها على مستوى "أيت أوسى" قبل أن تصل إلى ولاية جهة كلميم السمارة إلى وجهتها المنشودة وعملت على تفريقهم. ليعمدوا كرد فعل وخصوصا أن غالبية المحتجين من الشباب والصبية المدفوعين والذين تسلحوا بالحجارة وقاموا برشق القوات العمومية بوابل من هذه الأخيرة إضافة إلى حرق حاويات الزبالة والنفايات وكسر بعض الأعمدة الكهربائية ومحاولة لاقتحام المقاطعة الخامسة، لكنها باءت بالفشل للحراسة الأمنية المشددة عليها.
واستمرت عملية الكر والفر من 06.30 مساء إلى غاية الثانية ليلا تمت اثناءها السيطرة الكاملة على هذه الأحداث ومنعت تطورها إلى الأسوأ.
وأدت هذه المواجهات إلى إغلاق العديد من محلات التجارية خوفا من اقتحامها من طرف المحتجين، كما خلفت إصابات في صفوف القوات الأمنية العمومية لكنها لم تكن خطيرة.
وأرجعت مصادر مقربة من المدينتين التصعيد الخطير الذي تعرفه خصوصا أسا الى جهات ذات ميول انفصالية بحيث يتم فيه استعمال صبية ويافعين بالدرجة الأولى كمدفوعين والذين يشكلون دروعا يتم استغلالهم على حسابهم لإثارة العنف والشغب وتخريب متعمد لمنشآت الدولة والقوات العمومية تحركهم جهات ذات ميولات انفصالية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار بالإقليم.
وقد تم على خلفية هذه الأحداث اعتقال شخصين ووجهت لهما تهمة تكوين عصابة إجرامية والتجمهر المسلح والأداء العمدي للقوات العمومية وتخريب منشآت الدولة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر